لطالما كانت الإعلانات الخاصة بشركة United Colors Of Benetton المتخصصة في الثياب، مثيرة للجدل، إذ أنه ومنذ إنطلاقتها في الحملات الإعلانية، إختارت الشركة أن تقدم في كل إعلان رسالة إنسانية مختلفة، تتمحور غالبيتها حول السلام ونبذ العنصرية والتفرقة بين البشر!
ولموسم 2011- 2012، إختارت United Colors Of Benetton حملة إعلانية تحت عنوان Unhate أي لا للكراهية، وكي تلفت الأنظار أرادت أن تصمم إعلانات قوية، كتلك التي مثلا تحاول تنبيه الناس من القيادة والتحدث على الهاتف، فتضع على لوحة إعلانية ضخمة في الشارع عبارة SEX وتقول: والآن طالما أننا حصلنا على إنتابهكم (بما أن الدراسات تشير إلى أن هذه هي العبارة الأكثر لفتا للأنظار)، نعلمكم بأن الموت سيقترب منكم أكثر إن تكلمتم على الهاتف أثناء القيادة!
إذا الهدف الرئيسي من الحملة الأخيرة لـ United Colors Of Benetton هو لفت إنتباه أنظار الناس لضخ رسالة بعدم الكراهية، وحتى الآن يبدو الهدف نبيلا والفكرة مُبتكرة! لكن.. حين وصل الأمر إلى مرحلة التنفيذ، إختار القيمون في قسم الإعلانات في الشركة أن يجعلوا عددا من المسؤولين السياسيين المتخاصمين حول العالم يقبلون بعضهم فمويا، من خلال لعبة بسيطة عبر برنامج “الفوتوشوب”، وهذا ليس أمرا مزعجا، طالما أن أليساندرو بنيتون، الرئيس التنفيذي للشركة شرح مؤكدا بأن الهدف الرئيسي هو خلق نوع من الصدمة القوية للفت الأنظار دون الرغبة في التقليل من إحترام أحد! ومن الساسيين الذين “قبلوا” بعضهم في الإعلانات: الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الصيني Hu Jintao، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الأميركية أنجيلا ميركيل، بنجامين نتنياهو ومحمود عباس، إلخ!
إلا أن الشركة تخطت الخطوط الحمراء حين شاءت أن تُضمن في رسالتها عبر حملة إعلاناتها Unhate التي أطلقتها أول البارحة من باريس، رجُلَي دين، أحدهما يمثل بابا روما والثاني يمثل مفتيا إسلاميا..
وهذا يعتبر أمرا مشينا ومقززا ومسا صارخا بالرموز الدينية، حتى لو كان الهدف من الحملة أسمى بكثير من التصدي للكراهية..
الحكمُ يبقى للجمهور الذي سيختار الوقوف مع أو ضد، كما وأن الأمر يعود إلى جميع الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية التي لها أن تحلل وترى إن كان الإعلان يعتبر إهانة لها وأن تطالب بإزالته!