فازفيلم “بايسكل” للمخرج العراقي رزكار حسين، بجائزة “الف” الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي قصير في الدورة الثانية عشرةلـ”مهرجان بيروت الدولي للسينما” التي اختتمت مساء اليوم الخميس في صالات سينما “بلانيت أبراج” في بيروت، فيما حصل فيلم “البستاني” أو The Gardener، للمخرج الإيراني محسن مخملباف،على جائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي.
وكان “بايسكل” نال جائزتي افضل فيلم وافضل سيناريو في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الخليج السينمائي 2012. ويتناول الفيلم قصة أولاد يجمعون كلّ يوم العبوات المعدنية للمشروبات الغازية، من مستوعبات النفايات، بهدف بيعها وكسب بعض المال، ليعتاشوا منه ويحققوا أحلامهم الصغيرة مثل امتلاك دراجة هوائية، في حين أن صبياً ثرياً يملك دراجة هوائية، لكنه متعجرف.
وفاز فيلم La Femme aux Raisins للبناني مايك مالاجاليان (26 عاماً) بجائزة “الف” الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة.
والفيلم من تمثيل ليزا دبس وروبين خاتشادوريان وأليسيا أدوريان، وهو “يبرز عملية الانتقال من الطفولة الى المراهقة مع كل ما يتخللها من محاولة اكتشاف لما سبق ان رآه الولد من دون ان يفهمه”. ويروي الفيلم قصة فتى كان يلعب مع صديقته في حديقة الفندق، ورأى رجلاً وامرأة يدخلان إلى إحدى الغرف، فراح يسترق النظر من ثقب المفتاح في الباب، وشاهد الرجل وهو يضع بعض حبّات العنب على بطن المرأة، وعندما يرى الصبيّ السيّدة للمرّة الثانية، يصبح مهووساً بها.
أما المرتبة الثالثة في فئة الأفلام القصيرة، فذهبت الى فيلم Leftover لإلهام أبي راشد (23 عاماً)، الذي نال جائزة “ألف” برونزية.
ويتناول الفيلم، ومدته 14 دقيقة، قصة رجل انقلبت عليه الحياة، فعاش حلوها ومرّها، وفقراً بعد عزّ، وفقد كل ما يملك ماديا ومعنويا بعد الحرب والتهجير. ويمثّل في الفيلم جوزف بشارة ومارك حبيب.
وحصل فيلم “من بطولة جوليا” Starring Julia لإيلي فهد (23 سنة)، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة (جائزة “أوربيت”). وقال المخرج بعد تسلمه الجائزة: “لم أكن أتوقع أنني سأحقق حلمي بتحقيقي حلم جوليا”.
والفيلم من تمثيل جوليا الرامي وميلاد الرامي وجويل يزبك وإيلي فهد، ويروي في 14 دقيقة قصّة جوليا، وهي سيّدة في السبعين من العمر، حلمت بالنجومية وبالتمثيل، وفي احد الايام تلتقي شخصاً يوقظ فيها هذا الحلم القديم، ويمنحها الامل لتحقيقه، فتنفق ما تملك من مال لتشتري فستانا من اجل المشاركة في الاداء التجريبي (كاستينغ).
أما فيلم” البستاني” أو The Gardener، الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي، فهو أحدث أعمال المخرج الإيراني محسن مخملباف، ، وكان عرضه الأول قبل أيام في مهرجان بوسان (كوريا الجنوبية) بين 4 و13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، ثم عرض في مهرجان بيروت، ويتناول مفاهيم جيلين ايرانيين مختلفين ونظرتهما إلى الدين والسلام، من خلال مخملباف ونجله.
وقال مخملباف في رسالة مسجّلة بالفيديو “أهدي فيلمي إلى كل من يعمل من أجل السلام بين الديانات لوقف الحروب التي تدمر عالمنا باسم الله”.
وحصلت كاتيا جرجورة على جائزة أفضل مخرج في الفئة نفسها عن فيلمها”وداعاً مبارك” Goodbye Mubarak الذي يتناول الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في مصر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، وما تلاها من احتجاجات كانت الفتيل الذى أشعل الثورة.
وفي رسالة مسجّلة بالفيديو، شكرت جرجورة منظمي المهرجان لتصميمهم على الاستمرار في تنظيمه وف يالحفاظ على نوعيته ومستواه رغم ظروف لبنان. واضافت “أهدي فيلمي إلى جميع الذين انتفضوا في 25 كانون الثاني (يناير) لتحقيق التغيير”.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة في هذه الفئة، فحازها مناصفة فيلم “أمل” للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، وفيلم “عيون الحرية… شارع الموت” للمخرجين المصريين الشقيقين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح.
وكان “امل” فاز بجائزة المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي الثامن، وهو يتناول شخصية الممثلة المسرحية السورية أمل حويجة وقصة تركها بلادها للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة كان يفترض ألاّ تزيد عن سنة واحدة، لكنها طالت سنوات وسنوات.
وفي كلمة مسجلة بالفيديو، قالت نجوم الغانم “كنت أتمنى أن أكون معكم اليوم، لكنّ السياسة بقسوتها حالت دون ذلك”. وأهدت الغانم فيلمها “إلى جميع السوريين المغتربين داخل بلادهم وخارجها، والى المنتظرين على الحدود بانتظار الأمل والأمان وشمس الحرية”.
أما فيلم “عيون الحرية… شارع الموت” فيتناول ثورة 25 كانون الثاني (يناير) في مصر ويوثق أحداث شارع محمد محمود فى الثامن عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١. وشكر سوني وصلاح المهرجان ومنظميه وختم رسالته المسجلة بالفيديو قائلاً قائلاً “الثورة مستمرة”.
تجدر الاشارة الى أن لجنة التحكيم ضمت الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي إميل شاهين، والمنتجة السينمائية اللبنانية ريتا داغر التي عملت مع عدد من المخرجين الأميركيين والعالميين.
أما جائزة مصرف “سوسييتيه جنرال”التي تمنح للفائز بتصويت الجمهور، فنالها فيلم “المطاردة” Jagten للمخرج الدانماركي توماس فنتربيرغ الذي نافس على السعفة الذهبية في مهرجان كانّ الخامس والستين، وفاز فيه بطله مادس ميكلسن بجائزة أفضل ممثل عن دور رجل يواجه حالة من الهستيريا الجماعية ضده بسبب كذبة.
وأعقب احتفال توزيع الجوائز عرض لفيلم Looper للمخرج الأميركي الشاب راين جونسون، مع جوزف غوردون ليفيت وبروس ويليس وإميلي بلانت. ويجمع هذا الفيلم أجواء المافيا والعصابات، مع أجواء الخيال العلمي والسفر عبر الزمن.
وكان المهرجان انطلق في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، بمشاركة 57 فيلماً، ويعرض “قصة ثواني” للمخرجة اللبنانية لارا سابا، في افتتاحه. وتوزعت الأفلام الـ57 على سبع فئات، بينها مسابقتان فحسب بدلاً من ثلاثة كما درجت العادة، للأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية ، فيما غابت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بسبب الحجم الرمزي المختصر للمهرجان.أما الفئات الخمس الأخرى فهي “البانوراما الدولية”، و”ركن الأفلام اللبنانية”، وأفلام حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش”، أضافة الى قسمين استعاديين لأفلام المخرج الأميركي الراحل ستانلي كوبريك، ولأفلام المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفنلنديّ آكي كوريسماكي.