لقاء جاء ليسط الضوء على كريمة النهر الثالث الجواهري، حيث قالت عن بدايتها مع الادب “كان لدي حب ورغبة شديدة في المجال العلمي وهذا نابع من المحيط العائلي والادبي والثقافي الذي نشأت فيه، لاسيما وأن عائلتنا كانت علمية ثقافية دينية ايضا من النجف وجدي الاول مؤلف كتاب جواهر الكلام بمرور الزمن اصبحت لقبنا الجواهري”.
وأضافت “وبالاضافة الى الظروف المحطية بي فقد كان بيتنا بسبب تواجد الوالد ملتقى للادباء والمثقفين لذا فقد كان للبيت تأثير كبير على مسيرتي الادبية”.
وفيما اذا كانت انطلاقتها بالادب ناتجة عن تاثرها بالشاعر “الكبير” الجواهري قالت ”
بصراحة هناك عدة عوامل مجتمعة اثرت بي، فبالاضافة الى تاثري بوالدي الشاعر الكبير الجواهري، فقد كان لاختصاصي في علم المكتبات اثرا في مسيرتي الادبية، حيث درست علم المكتبات في الجامعة المستنصرية، لذا اصبحت لدي رغبة كبيرة في الكتب وقراءتها”.
وتباعت “لاسيما فقد كان لدينا احد المراجع العربية حيث كان لازاما علينا قراءتها وتلخيصها لذا اصبح لدي خزين وافر من المراجع والمصادر الاجنبية والموسوعات ودوائر المعارف، كل هذا كان له دور في دعمي وجعلي أطلب المزيد”.
وعن مراحل حياتها العلمية قالت “درست الابتدائية هنا في بغداد لكني اكملتها في سوريا عندما ذهب الوالد في عام 1965، وعند سفره كان من غير الممكن ان يرجع لذا بقيت في سوريا مع الوالد ورجعنا للعراق في عام 1975 حيث اكملت دراستي المتوسطة”.
واستدركت “لكننا اضطررنا للسفر لبراغ بعد تراجع ثورة 14 تموز، وهناك كان لزاما علي اكمال دراستي بلغة اجنبية”.
وأضافت: “أكملت الدراسة الثانوية في براغ ومن ثم رجعنا مرة أخرى إلى بغداد والتحقت بالجامعة المستنصرية وفي أول دورة في علم المكتبات قلت مع نفسي انه فرع جديد يستفيد منه المجتمع فاكملت الدراسة فيه، علما اني كنت موظفة في الصباح وادرس في المساء، لاني اعتقد ان الذي يرغب بالاستمرار ولديه طموح ورغبة بالتجديد ومزيد من العلم والمعلومات لا يستطيع البقاء بدون حركة وهذا ما كنت انا عليه”.
واستدركة “الا انه وبسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية في البلاد من جهة واستمرار مطاردتنا وتردد الشرطة على منزلنا من جهة اخرى، وبعد مضي عشرة سنوات من وظيفتي بوزارة التربية قررنا مغادرة البلد والرجوع لبراغ مرة اخرى وهناك قررت دراسة بي دي اج اي الدكتورا وبعده الفلسفة كوننا تابعين لكلية الفلسفة وفعلا اكملتها هناك “.
وقالت: “بعد رجوعنا الى سوريا عملت في مكتبة الاسد رئيسة قسم الببيغرافية الوطنية حيث كنت الدكتورة الوحيدة، وبقيت ثلاث سنوات اقوم بطباعة كتاب الببيوغرافية الوطنية والتي نمتلك شئ مشابهة لها في العراق، الا ان الموجودة في سوريا تختلف عن تلك الموجودة في العراق من حيث احتواءها على نمط جديد وفهرسة وصفية، حيث انجزت حسب القواعد الدولية ستة مطبوعات”.
الجواهري لم تقتصر مسيرتها على الادب فحسب بل تعدتها لتخوض التجربة السياسية فقد شغلت منصب عضو الجمعية الوطنية في عام 2004 وترشحت في الانتخابات النيابية لعام 2010 الا انها لم تفز، وعن سبب دخولها للمعترك السياسي قالت “دخولي للمعترك السياسي كان من اجل خدمة المجتمع العراقي والدفاع عن حقوقهم” كونها تعتقد بان الذين جاءوا “لم يحققوا شئ للعراقيين، لذا انا كنت وما زلت ارغب بتحسين مستوى معيشة المواطن، لاسيما للمرأة فانا اسعى للحصول على حقوق المرأة قانونيا واقتصاديا واجتماعيا وانا مع تشجيع النساء لدخول المعترك السياسي لكي تخدم قضايا بنات جلدتها”.
وتوضح الجواهري “لان مجتمعا مجتمع ذكوري وهو مسيطر دائما على البرلمان وعلى الحكومة، صحيح ان النساء وصلن للوزارة لكن لانزال نطالب برفع هذه النسبة للمرأة في الحكومة ونحن نتمنى ان ترتفع نسبة تمثيل النساء في البرلمان لتصل من 25 % الى نسبة 50%”.
وفي نصيحة تقدمها الجواهري للمرأة العراقية الطامحة في النجاح، تقول “نصيحتي للمرأة العراقية ان تكون امرأة متعلمة اقلها تكون حاصله على شهادة المتوسطة”، كونها تعتقد بان “الشهادة العلمية هي سلاح بيد المرأة حتى لو كانت متزوجة وسعيدة الا ان الظروف تحتم عليها ان تكون لديها شهادة دراسية كونها سلاح اقتصادي واجتماعي وثقافي”.
وتوضح “سلاح اقتصادي كونها تستطع ان تنفق على نفسها وعلى اولادها، وثقافي من اجل تعليم اولادها وتربيتهم تربية صحيحة كون الاب دائما يكون مشغول في الخارج ناهيك الى انها تحتاج لاثبات وجودها اجتماعيا”.
وتستدرك الجواهري قائلة “حتى ان اغلب الرجال الان لا يقبلون بان يتزوجوا من نساء غير متعلمات فهم صاروا يبحثون عن النساء اللائي لديهن وارد إقتصادي”.
وعن أبرز المنتجات الادبية التي قدمتها الجواهري للادب العربي قالت “لدي العديد من المؤلفات المتنوعة ومنها مصادر علم المكتبات والمعلومات –دمشق 1989وكتاب اخر بعنوان من تاريخ المكتبات في البلدان العربية –دمشق 1992، الفهرسة اضافة لكتاب الموضوعية والتصنيف –جامعة دمشق 1994، وكتاب من تاريخ الكتب والمكتبات (مشاركة) –جامعة دمشق 1995،وكتاب الثقافة العراقية في المنفى –دمشق 1999″.
واضافت “ولدي بعض المؤلفات التي حاولت تسليط الضوء على مسيرة الشاعر الكبير الجواهري ومنها الجواهري سمفونية الرحيل –وزارة الثقافة دمشق 1999، والجواهري مسيرة قرن وزارة الثقافة دمشق 2002، واخيرا الجواهري النهر الثالث الذي صدر العام 2010”.
وتقول حول كتاب الجواهري النهر الثالث “الجواهري النهر الثالث هو ثالث كتاب اقوم باصداره عن والدي الشاعر المرحوم محمد مهدي الجواهري، وهوعبارة عن ارشفة وتوثيق لكل ما كتب عنه في الصحف والمجلات، ويقع الكتاب بـ400 صفحة.
وأوضحت: يضم الكتاب ذكريات عن الجواهري، ومجموعة من اشعاره وقصائده الوطنية والثورية في مقارعة نظم الإستبداد.