قد يكون الجمهور اليوم منشغل بالأخبار السياسية والثورات والإنقلابات في مختلف أرجاء الوطن العربي، والفن هو واحد من المواضيع التي لا تحدد مستقبل شعب، أو تحرر آخر لكن هذا لا يسمح لأي كان أن يلفق الأخبار وينشر الأكاذيب فقط للفت النظر. فقد شهدت الساحة الفنية في الآونة الأخيرة كماً من الشائعات لم تشهده خلال أي مرحلة سابقة، فتارةً يطلقون الوسوف، وتراةً أخرى يشوهون سيرين عبد النور ويجرون لها عمليات إعادة ترميم لوجهها، هذا إلى جانب نشر أخبار مفادها خطوبة وزواج اليسا وتطليق هيفاء وهبي من زوجها للمرة المليون والتعرض لشخصها من خلال نسج القصص الخرافية والخيالية التي يحيكونها في خيالهم الواسع فتتراءى لهم اليخوت والحفلات الخاصة والسهرات وإلى ما هنالك. وقد حاولوا التعمشق عل إسم نجوى كرم، فأثاروا ما أثاروه حول زيجات وأخبار غير صحيحة ولم يكتفوا فعادوا ليختلقوا خلاف بينها وبين روتانا الشركة المنتجة لأعمالها وذلك لهزّ العلاقة بين الطرفين مرّة جديدة. تامر حسني كان له حصّة الأسد من الأخبار الملفقة، فلم ترغب بعض الأقلام الصفراء إلا وأن تعكر عليه سعادته وفرحته بزواجه من نجمة ستار أكاديمي بسمة بوسيل، فراحوا ينادون بمشاكل عائلية ويدعون ان والدة تامر غير راضية، ويضربون بشرف الفتاة في عرض الحائط غير آبهين بما قد يسبب كلامهم الفارغ. وقد وصل بهم الأمر في بعض الأحيان إلى إختراع أكاذيب قد لا يصدقها مخلوق ولا يتخيلها مجنون، فصدّروا من خلال منابرهم الغير متّزنة أخبار تفيد بأن نانسي عجرم كانت تعامل الأولاد الذين شاركوها تصوير فيديو كليبها الأخير بطريقة سيئة، ورفضت إقترابهم منها ما دفع الأهالي إلى الإعتراض … ومن ؟ نانسي عجرم التي لا يختلف إثنين على برائتها وطيبة قلبها والطفولة في شخصيتها، هذا إن تناسينا أن نانسي أم، وأن أولادها شاركوا أيضاً في العمل!
لم تسلم شيرين عبدالوهاب من الشائعات أيضاً فمنذ ظهورها في أحد البرامج الرمضانية وبكائها على الهواء لشدة ألم المرحلة العائلية التي كانت تمر بها، لم يشئ البعض تركها على حالها والدعاء لها بالتحسن، لا! فهي خبر الساعة اليوم وكل كذبة تفبرك حول إسمها ستحقق طبعاً سبقاً صحفياً وكثر يبحثون عن ال Scoop ولو كان ذلك على حساب حياة ومشاعر الإنسان، وبعد أن وجدوا أن الناس قد ملّت من هذه الأخبار التي تتعلق بالفنانين والتي لم تعد تهم الرأي العام، دخلوا إلى حياة بعض الوجوه المعروفة وراحوا يشتمون ويرجمون الكلام القاسي الذي لا يرضى به قلم صحفي ماهر، فتعرضوا لشرفهم وأهلهم، حتى دياناتهم ومعتقداتهم، وفوق ذلك قتلوا ميريام فارس، فمرةً إدّعوا أن ميريام قضت بحادث سير مروع (لا سمح الله)، ومرّة أخرى بسيناريو أنا متأكد إن مرّ على الرقابة لكانت اوقفته، بل سجنت من ورائه. تخطت كل نلك الشائعات الأفراد وإنتقلت إلى مجموعات ولجان تحكيم برامج الهواة، فأوقعوا الخلاف بين أحلام وراغب نجمي برنامج أراب أيدول، واليوم يعبثون بين عاصي الحلاني وكاظم الساهر، وغداً سيكون دور سميرة سعيد وهاني شاكر.
أرجوكم توقفوا عن إبتكار الأكاذيب ونشر الشائعات، الخبطة الإعلامية التي تركضون خلفها ليست إلاّ نهاية لمهنيتكم وإساءة لأشخاص يظلون بشراً حتى لو كانوا تحت الأضواء. تعلموا الصمت حين يجب وتحدثوا بما فيه الكلام حقٌ لكم، فهذه البطولة وليس بطالة ضمائركم التي أردتم ان تحجزوا لها تذاكر إلى عالم الأذية والضغينة.