لا أشاهد البرامج السياسّة على قاعدة “ابعُد عن الشرّ وغنّيلو”، لكنني أحياناً أقعُ في الفخّ، أقولُ “لعلّ وعسى” ارتقى مستوى الخطاب السياسي على غفلة منّي، لذا أجدُني أتابعُ لمرّاتٍ برنامج “بموضوعية” للإعلامي وليد عبّود.
لا أعرف ما سبب كلّ هذا الإحتدام الي يجتذبهُ برنامج “بموضوعية”، لكن الخطوة الأولى يجب أن تكون بتبديل إسم البرنامج ليكون أيّ شيءٍ إلا الموضوعية، لأنه ببساطة ساحةُ قتالٍ لا تحترم أقلّ أصول الأدب والإحترام، ولا علاقة لعبّود في ذلك، فهو لا حول ولا قوّة له في هذا الجوّ المحتدم.. لكننّي لم أقلبِ المحطة إلى “بموضوعية” يوماً إلا وسمعتُ صُراخاً وقتالاً ولم أفهم كلمةً مما يقوله الضيوف لأنهم يتسابقون على الكلام، فلا يحكي أحدهم شيئاً في النهاية!
لا أعرف من كانا ضيفا عبود البارحة الإثنين 23/9/2013، ولا يعنيني أن أعرف إسميهما فهما بالنسبة لي مجموعة عباراتٍ تافهة سمعتها منهما وصراخٌ وزعيقٌ لا يودي إلى أي نتيجة. أنتَ عميلٌ لإسرائيل، وأنتَ ببغاءٌ لإيران.. أنتَ تافهٌ وأنا منزّهٌ عن الأخطاء، وحوارٌ لم ينقصهُ إلا بضع ضرباتِ رصاصٍ علّ الصمتَ يحلُّ أخيراً، “بركي منرتاح”!
“كما تكونون يُولّى عليكم”.. إذا هكذا كُنّا وسنكون، فحلالٌ حرقٌنا بالأسيد!