لاميتا فرنجية.. صراحتُها صادمة لدرجة أن البعض قد يعتبرونها جرأةً فائقة، لكنّ هذه الشابة شفافة وليست مُنافقة وهي الآفة التي تضرب الكثيرين ممّن يتعرّضون لأضواء الشهرة! في هذ اللقاء تقرأونها وكأنّها ورقة بيضاء، في حوار ممتع..
لاميتا.. هل كنت تتوقعين أن تَصِلِيْ إلى ما أنت عليه اليوم؟
منذ المدرسة كنت أعرف أنني سأصبح مشهورة وممثلة على وجه التحديد.. كنت أعشق أيضاً الموضة لكن السينما كانت شغفي الوحيد. كل رفاقي وعائلتي كانوا يعرفون أنني سأصل إلى ما أنا عليه اليوم وأن لديّ القدرات لذلك. أهلي كانوا يخافون لأن أهل أيّ فتاة يتمنّون أن تصبح إبنتهم مُحامية أو معلّمة مدرسة، لكنهم وكل من يحيطون بهم، كانوا يعرفون أنني سأصبح نجمة وأن ذلك يليق بي!
بدايتك كانت من الإعلانات وعرض الأزياء..
كله يلحق ببعضه البعض، ولا تنسَيْ أن غالبية الممثّلات الأجنبيات بدأنَ من عرض الأزياء منهنَّ على سبيل المثال لَا الحصر أنجلينا جولي، مونيكا بيلوتشي، كاميرون دياز وغيرهنّ.
كيف طوّرتِ نفسك في التمثيل؟
في البدايات وضعوني أمام الكاميرا بدون تمرين وحتى المخرج لم يكن يدرّبني أو يجلس معي ليعطيني ملاحظاته، لذا أنا عملت على نفسي وكنت أراقب الممثلين المميزين كيف يلعبون أدوارهم وأراقب أخطائي كي لا أبالغ في التمثيل.. طبعاً أخذتُ خبرتي من مصر فهي مدرسة وأدينُ لمخرجين كبار فيها وممثلين ساعدوني كثيراً. أحببت أن آخذ دروساً مكثفة في التمثيل، لكن الممثل الرائع محمد هنيدي قال لي إنني لستُ بحاجة لذلك وأنني محظوظة لأن الكاميرا تصدّقني.
صورت أعمالاً في مصر مع كبار منهم محمد هنيدي، محمد عز، محمد رجب، تامر حسني، مي عز الدين، هاني رمزي وغيرهم.. فما الذي أخذته منهم؟
الحمدلله أن كل أفلامي كانت مع نجوم، حتّى في لبنان مع أنطوان كرباج، ألسي فرنيني، شوقي متّى وأيضاً في الأردن مع منذر رياحنة. إنهم أصدقاء وأفتخر بالعمل معهم، خصوصاً أولئك المتصالحون مع أنفسهم إذ يعطونك دفعاً إلى الأمام، ولكن ذلك لا يعني أن بعضهم لا يغار!
لعبتِ دور البدويّة والأدوار الكوميدية بكثافة.. ألا تخافين أن تصبغك هذه الأدوار؟
برأيي على الممثلة الجيدة أن تلعب كل الأدوار ويجب أن يصدّقها الجمهور وأنا شخصياً أتبع هذه النظرية.. شخصياً لعبت تقريباً كل الأدوار، لكن غالبية الأعمال في مصر تكون كوميدية تجارية، إذ يهمُّهم أن يبيعوا الفيلم وأن يردّ حقّه، وهذا ما يحدث.
تفكرين بالإستقرار والزواج؟
عندي إستقرارٌ حتى ولو لم أكن متزوجة.. من سيتزوّج ويعتقد أنه ذاهبٌ إلى الجنّة فهو مخطىءٌ جداً.. الزواج ببساطة حياة تختلف عن العزوبية، إنّه حياة شراكة حيث يفترض بالمرأة أن تستشير الرجل بكل شي وأن تتصرف كما يريد.. عملي لا يأخذني من حياتي الشخصية، لكن بعُمري لم أحكِ عن حياتي الشخصية وإن كنت على علاقة أو لا، لكن للأمانة، لَمْ يخطر ببالي الزاوج قبل هذه السنة لأنني لا أحب أن أتزوّج مبكراً.. أردتُ أن أؤسس نفسي ولم يكن بإمكاني أن أكون متزوجة وأعطي عملي حقّه، فأنا أصوّر 4 أو 5 أشهر في الصحراء لذا فالزواج لم يكن وارداً لدي ولستُ ميّتة لأتزوّج.
إذًاً الزواج برأيك ليس شرطاً؟
الزواج يكمّل حياة الإنسان لكنّه ليس ضرورة أو شرط. الإنسان حر بحياته ولا علاقة لأحد بها حتّى أهله. ربما يخطر ببالي أن أمضي حياتي دون زواج، لكن الأهم أن أكون سعيدة وربّما أرتبط خلال السنوات المقبلة فالآن صرت أكثر نضجاً ووقتي ملكي أكثر بعدما نظمت مهنتي، لكن المشروع يكتملُ مع رجل مستعد للزواج، فأحياناً نغرم برجل لا يجب أن نتزوّجه والعكس صحيح! الزواج مسؤولية ولكن في حال لم أنجح في الزواج يوماً ما، لن أجلس في البيت تحت رحمة الرجل، وأتحدثُ عن تجارب كثيرة حدثت مع صديقات لي لم تؤسسنَ لحياتهنّ ومجبورات أن يتحمّلن القهر.. الحمدالله أسست مستقبلاً لنفسي وأنتظر شخصاً أحبُّه وأرى إبتسامته كلما صحوت ليُعطيني إيجابية، أو أبقى وحدي، فأنا لا أتحمل النق أو السلبيّة ولن أزعل من الرجل إن لم يُعطِني مصروفي!
أرى أنّك مدللة ..
لستُ مدللة.. أعطي كل شيءٍ حقّه وأعيشُ حياتي ولا أفعل أي شيء يُعيبُني، أذهبُ للرقص مع رفيقاتي دون أن أقول إنني مشهورة ولا أريد لأحد أن يراني أرقص! حين يفترض بي ذلك، أنسى أنني لاميتا فرنجية، أعيش اللحظة ولا أضعُ نفسي في هوس النجومية، إذ يمكن أن أقرر غداً بأنني لا أريد أن أبقَى في مهنتي ذاتها أو ربما أتعرّض لحادث لا سمح الله وأتوقف عن هذا العمل!
الزواج يرتبط والإنجاب.. تعني لك الأمومة شيئاً؟
طبعاً، لو لم يكن هناك أطفال، برأيي لا داعي للزواج! لستُ مِمّن يفكرون بشيء ويقولون عكسه. أنا صريحة ومرتاحة مع نفسي ولا يهمني ما يقوله الناس عني، فأنا لن أعيش حياتي لأُرضِيَ الآخرين.. لو لَمْ يكن هناك إنجاب، لأحببت رجلاً وعشنا سعيدين مع بعضنا البعض، لكن الزواج يعني العائلة والأولاد إن أكرمنا الله بهم.
إذاً، لا تمانعين أن تكوني Single Mom وأن تحمَلي من متبرّع لا تعرفينه كما يحصل كثيراً في الغرب وحتى مع شهيراتٍ كثيرات!
إن لم يعجبني رجلٌ ما، قد أقدم على هذه التجربة! لستُ معقّدة ولا أمانع أن أحملَ لوحدي! أعتزّ بشرقيتي وتفكيري، متصالحة مع نفسي وأستعمل ذكائي وإن لم أتفق مع رجل معين، لم لا؟! لكنني في البداية أفكّر وأخطط لأتبع الطريق الطبيعية من خلال الإرتباط والزواج.
ومستعدة أيضاً للزواج برجل من غير دينك، وهل تؤيدين الزواج المدني؟
طبعاً.. الله خلقنا جميعاً وأحدٌ منّا لم يقرر كيف يصلّي، وأنا أويّد الزواج المدني وبقوّة ومستعدة أن أحمل راياتهم وعلمهم أيضاً!
في بداياتك، كانوا يقولون إنّ لاميتا مغرية وتعتمد على جاذبيتها، لكن هل لا تزالين تسمعينَ هذا الإتهام اليوم؟
للأمانة لم أعد أسمع بذلك اليوم، رغم أن هذا ليس إتّهاماً، بل هو حقيقة، ففي بداياتي مثّلتُ إلَى جانب نادين الراسي وأنطوان كرباج، وحدث ذلك لأنهم أرادوا فتاة جميلة، رغم أنني لم أكن قد مثّلت في السابق! لكن لاحقاً في مصر عملت على تغذية موهبتي وعلى تعلّم لهجات مختلفة وبنيتُ علاقات طيبة مع أرباب المهنة في مصر وباقي دول العالم العربي على أساس الإحترام والتقدير.