لا شكّ أن الآلاف تسمّروا البارحة أمام شاشاتهم ليَشهدوا على نهاية مسلسل “لعبة الموت” وليعرفوا أيّ سيناريو إختارته الكاتبة ريم حنّا وإن كانت قد التزمت بالنهاية الأجنبية حيث قتلت جوليا روبرتس مُعَنِّفَهَا..
أكاد أجزم دون أن أجول عبر وسائل التواصل الإجتماعي أن كثيرين من الجمهور المتلقي، سُعدوا للنتيجة، فالأهم أن الشرير (عاصم غريب – عابد فهد) مات، لكن التحليل واجبٌ علينا وهكذا نهاية غير عادلة لأسباب سنفصّلها:
– لماذا صوّرت لنا ريم حنّا عاصم على أنّه ضحية.. حرام، قتلَهُ كريم بطلقة نارية رغم أن مسدّس عاصم كان فارغاً، وكما صرخت شقيقته منال: “المسدّس فاضي.. قِلْتِلكُن عاصم ما بيعملها”.. لماذا علينا أن نبكي على مُجرم وأن نرى في عينيّ كريم نظرة خيبة وهزّة رأس دامت ربع ساعة، وكأنّه صار قاتلاً وكأن ما فعلَهُ لمْ يكُن دِفاعاً عن النّفس.. حرام عاصم، راح ضحيّة مسدَّسِ كريم وهو بريءٌ، “ما بيعملها”؟! وماذا يعني كل الضّرب والتعذيب اللذيْنِ نفّذهما بحقّ نايا – سيرين عبد النور؟! المهمّ أنه لم يقتلها، وأنه علينا أن نصدّق أنّه “ما بيعملها”؟! هو كان فقط يُلاعبها، أو كما نسمع من بعض الذكور العرب: “مرتو وحرّ فيها، عم بربّيها”!
– لماذا إحتاجَت نايا لوسيطٍ لتثأر لنفسها؟! لماذا لم تكن الطلقة الأخيرة منها؟! لماذا علينا أن نقول بأن المرأة تحتاج إلى رجلٍ، أيُّ رجلٍ لتصبح بأمان؟! ألم يكن يحق لها بعد كل الأذى أن تنتقم لكرامتها ولو برصاصة؟! وإن كان السّياق الدرامي يقتضي ذلك، ولنقُل أننا في فيلمٍ مكسيكيّ والحبّ سيّد الموقف وكريم أتى ليُخَلِّصَ حبيبيته، لماذا بقينا نرى في عينيّ نايا وبالـ Slow Motion أيضاً أنها حزينة على عاصم؟! ليس مطلوباً أن تهلل لمقتله، لكن أقلّ ردّة فعل تكون بأن تهرع إلى كريم – ماجد المصري.. أليست مخطوفة وتتمنّى برّ الأمان؟! كيف تثق بأن عاصم فارق الحياة وهو بسبعة أرواح؟! ألم تحتَج إلى شيءٍ تختبىء وراءَه؟! أم أن عاصم زوجها هو المعتّر الوحيد لأنه الوحيد الذي مات؟!
رحمَ الله عاصم ورحِمَ عقليّتنا الخاضعة والخانعة.. كان على نايا أن تنتصر لكل إمرأة مُعَنَّفَةٍ وليس أن تنتظر فارس أحلامٍ ثانٍ يُنقذها، وهنا لا يقع الحق على أيٍّ من الممثلين الأبطال وأعتقد أنه لا يقعُ أيضاً حتّى على الكاتبة.. هي منظومة تفكيرٍ ومنطقٌ تغلغل فينا، فالرّجل هو وحده البطلُ المنقذ.. هو وحده سوبرمان وباتمان وسبايدرمان، وكلُّ الأبطال رجالٌ!