Better Late Than Never.. عبارة عادة ما نرددها إذا أردنا معايدة صديق فاتتنا معايدته في تاريخ عيده بالضبط، فنقول: أن نفعل ذلك متأخرين، أفضل من ألا نفعله أبدا..
أعتقد أنني حال الكثيرين من العرب، تُهنا خلال شهر رمضان المنصرم في إختياراتنا وتساءلنا: أي مسلسل نتابع وأيهم نتركه لوقت لاحق لنلحقه في الإعادات بعد الشهر الكريم..
لم أشاهد مسلسل “آدم” في رمضان وأعتقد أنني نادمة، لأنني أجلتُ على نفسي مُتعة ما بعدها مُتعة.. فالمسلسل رائع ومليء بالحِكَم وأبدع فيه تامر حُسني وجميع الممثلين في آداء أدوارهم.. لكن الشخصية التي لن أنساها هي شخصية “سيف الحديدي” ضابط الشرطة المصري المعقد نفسيا الذي يلعب دوره الممثل ماجد المصري..
ماجد المصري نجح بمجرد أنه دفعنا لأن نكرهه وبمجرد أنه دفع الآلاف للإنضمام إلى صفحة “كارهو ماجد المصري.. سيف الحديدي” على الفايسبوك وبمجرد أن إبنه غضب منه رغم أنه يعرف أن والده هو ماجد المصري وليس سيف الحديدي!
الطريقة المركبة التي أدى بها المصري شخصية الحديدي، تحتاج دون أدنى شك إلى طبيب نفسي ليحللها، لأنها جاءت واقعية إلى حد الرعب، وهي من الشخصيات التي لن يسقطها التاريخ الفني، وأظنني لا أبالغ إن شبهتها بشخصية Hannibal Lector التي لعبها أنثوني هوبكنز..
بإختصار.. ماجد المصري يستحق أوسكارات العالم وأحد لن ينسى إسم “سيف الحديدي”.. ولمن لم يتابعوا المسلسل، فعليهم أن يتأملوا أن تعيد عرضه إحدى المحطات، بعدما عرضت قناة الـ MBC ليل البارحة الحلقة الأخيرة منه!
لكن.. لفتنا أمران:
الأول- هو أن سيف الحديدي بعد أو أثناء بعض فورات غضبه التي كانت تدل على أمراضه النفسية المتعددة، كان إما يردد مقاطع من أغنيات للسيدة فيروز أو يستمع إليها.. فما علاقة فيروز وما هي الرسالة التي أراد القيمون على العمل إيصالها؟!
ثانيا – تيتر مسلسل “آدم”، هو من أجمل ما سمعت بصوت تامر حُسني وهو يستحق أن نرفع له القبعة، ليس لغنائه فقط، بل لتمثيله المتقن!