بعيدا عن الزواريب السياسية التي أفتخر بأنني جاهلة فيها وأريد أن أبقى على حالي، وبعيدا عما إذا كان مارسيل خليفة سيلف عنقه بشال أزرق أو أحمر (كما كتب الأستاذ خالد الغربي في صحيفة الأخبار)، فإن مارسيل خليفة سيغني في صيدا في السادس عشر من الشهر الجاري ترافقه فرقة الميادين، في الذكرى التاسعة والعشرين لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية..
في مقاله، تساءل الأستاذ خالد: لمن يغني مارسيل خليفة في صيدا؟! وحلل في السياسة التي لا أفهم فيها كما أخبرتكم، إلا أنني أعتب عليه في أمر وحيد وهو أنه أزال من الوجود الأشخاص الذين لا يفقهون في السياسة ولا يستسيغونها ورغم ذلك، يحق لهم أن يعشقوا مارسيل خليفة أو جوليا بطرس دون أن يكونوا من هذا الحزب أو ذاك..
ألا يحق لي أن أقف على الكرسي، كما فعلت مرة، حين غنت جوليا : نقاوم نقاوم للرمق الأخير، دون أن يعنيني إن كانت هي تريد أن توجهها إلى أشخاص معينين دون سواهم؟! ألا يحق لي أن أصرخ بكاء حين يغني مارسيل خليفة “ريتا”، أو أي من أغنياته الثورية، دون أن أسأل إن كان يلف عنقه بشال أحمر أو أزرق أو أصفر أو أخضر، طالما أنني قررت بكامل عقلي، أو ما تبقى منه، أن أكون مصابة بعمى الألوان، في بلد يصادر منا حتى اللون، ويسألنا مواطنوه المتعصبون على طريقة الفنانة لطيفة: “إنت أبيض أو أسود.. لكن ما بصير تكون رمادي”؟!
ألا يكفي الصحافة السياسية المسرح الطويل العريض الممتلىء بممثلين بارعين.. عفوا، بممثلين عن الشعب، ليكتبوا عنهم، حتى يحللوا لمن سيغني مارسيل خليفة.. رغم أنني عشقت أسلوب الأستاذ الغربي وحفظت مقاله في أرشيفي الخاص لأقرأه عشرات المرات وأحاول أن أحلل فيما بين السطور!
على أي حال، ما لفتني كقارئة في مقال جريدة الأخبار هو التالي: في نقاشات المكاتب الحزبية اليسارية في صيدا، طرحت هموم أخرى منها، أن حفلا جماهيريا للفنان مارسيل خليفة وفي ذكرى إنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، لا يفترض أن تصل بطاقات مبيعه إلى 50 دولارا؟! وتوضح اللجنة المنظمة قائلة: إن 200 بطاقة فقط ستباع بهذا السعر، أما آلاف البطاقات الأخرى فسعرها أقل من ذلك بكثير”!
وبعيدا عن السجال السياسي، يذكر أن مارسيل خليفة زار البارحة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان حيث تناقشا معا في عدة أمور..