إنعدام الإنتاجات اللبنانية البحتة في رمضان الجاري، حال إلى تكريس شاشة المؤسسة اللبنانيّة للإرسال الشاشة المحلية الأولى والأبرز التي أيقنت بالتعاون مع شركتيّ مروى غروب وإيغيل فيلم كيف تصطاد جمهور الإنتاجات الرمضانية المحلية والعربيّة.
وتكاد الفنانة الشاملة ماغي بو غصن لتتربّع على عرش البطولة النسائية المطلقة لهذا الموسم الرمضاني، في ظلّ تصاعد وتيرة البطولات الجماعية والتي باتت موضة على السيناريست إتّباعها.
“ديو الغرام” وجبتنا الدرامية الدسمة على المائدة المرئية الرمضانية، يُحقّق نجاحاً كبيراً على صعيد نسبة المشاهدات في العرض الأوّل للحلقات والإعادة ليكون هو العمل الأبرز لهذا العام، على الصعيد اللبنانيّ. ولمن لم يُلاحظ أنّ ماغي نقلت عشقها للتمثيل إلى الغناء وتقمّص حياة النجمة- الفنانة، فسيُدرك على وجه السرعة أنّها أيقنت كيف تدخل بيوتنا وقلوبنا من دون إستئذان لتكون الصوت الدافئ والنجمة التي تعيش حياةً مضنية مع زوجها، مدير أعمالها، سارق أموالها والكذبة الأكبر في حياتها.
ويستوقفني المشهد قليلاً لأعود بالذاكرة إلى الأرشيف الصحفي الفني المليء بالأخبار والشائعات التي طاولت فنانات كثيرات على الساحة الفنية، من أكبرهنّ وأبرزهنّ إلى أحدثهنّ عهداً، فكلّ واحدة تعرّضت للخيانة، للضرب من قبل “ولي أمورها الفنية”، ولم تفلت من فشلها المحتّم في حياتها الخاصة التي سيطرت عليها الشائعات، وإنتهى بها الأمر إلى الطلاق مهما حاولت إخفاءه والظهور بصورةٍ حسنة إلى جمهورها.
ونتذكّر أيضاً الأخبار التي تداولتها الصحافة عن سكن إحدى النجمات مع زوجها في نفس المنزل ولكن في غرفتين منفصلتين، ويطول الحديث في هذا الصدد.
ومرّةً جديدة، نجحت كلوديا مرشليان في نقل الواقع بقباحته وسلبيّته دون “العسل والسكر” والتوليفات الكاذبة، فمن دون خدش حياء المشاهد ولا “إغتصاب” براءة أفكاره، نقلت إليه حياة المشاهير وكواليسها. ولن ننسى كارلوس عازار، الفنان الأنيق والممثل “الكلاس” الذي سلّط الضوء على حياة النجوم الصاعدين بطريقة صائبة سواء من خلال الحديث، المنطق في التفكير ونمط الحياة قبل أن تدخل “داليا” إلى حياته، وذكّرنا بشباب الكورس و”نجوم المقاهي” الذين سلكوا طريق الشهرة وتغيّروا.
ولا شكّ في أنّ التزاوج بين السيناريو اللبناني والروحانية السورية في الإخراج منح العمل نكهة خاصّة؛ فسيف الدين السبيعي نقل عين المخرج السوري الذي يعشق التفاصيل وترابط قصص الشخصيات بين بعضها البعض، إلى الدراما اللبنانية التي كانت ولا تزال تفتقر إلى الترابط الصائب بين الشخصيات التي تطلّ من خلال الأعمال.
لم يمضِ على إنطلاقة العمل سوى 14 حلقة، ومن المؤكد أنّ ما يُخبئه على صعيد مصير الشخصيات وتسلسل الأحداث ملفت ومثير للجدل والإهتمام.
كيف ستنتهي قصة رفعت وداليا؟ وماذا عن سامر وداليا؟
الإجابات برسم كلوديا والحلقات القادمة.