صدرت كتبٌ كثيرة عن المطربات العربيات وأصواتهن وحياتهن، بل كثيرات منهن أصبحن مادة دسمة لمسلسلات تلفزيونية درامية، خصوصاً أسمهان، ليلى مراد وأم كلثوم اللواتي بتن أشبه بأساطير أو أيقونات فنية. أما صباح فقد تأخرت كثيراً سيرة حياتها لتعتمد في مسلسل، ربما لأنها كانت في مواجهة العالم على عكس فيروز “ابنة الإيديولوجيا اللبنانية“.
وإصدار كتاب عن صباح ليس بالمهمة السهلة، خصوصاً أن حياتها تضج بأسرار ونزوات وأفراح وحفلات، وهي تعبر عن مرحلة غنية سياسية واجتماعية، وسيرتها سيرة لعصر بأكمله ولشخصيات من لبنان ومصر وسورية، بل من العالم العربي كله، ومعظم المصادر المتوفرة عن حياتها شفهية أو مروية، إذ قلما نجد كتاباً رصيناً مدوناً عن حياتها وغرامياتها ومغامراتها وثرائها وإفلاسها.
وكتاب “صباح… حكاية تشبه بيروت” لمحمد الحجيري هو إصدار خاص توزيع “مؤسسة المعري”، جهد في تقصي سيرة “الشحرورة”، وهو يجيب عن اسئلة كثيرة من خلال التنقيب في أقوال ومسيرة هذه الفنانة الكبيرة التي تبدو الأقل حظاً في إهتمام المثقفين والكتاب والروائيين والشعراء، لكن الأكثر حظاً في وسائل الاعلام المرئية من خلال برامج المنوعات. فصباح لم تكن أسطورة في جمالها، بل في حياتها المتناقضة وعلاقتها بالرجال والمسرح والغناء والموضة.
اسئلة كثيرة يجيب عنها كتاب “صباح” كيف انتقلت من لبنان الى مصر؟ وما سبب خلافها مع الرئيس جمال عبد الناصر وتقربها من الرئيس شمعون؟ وما سبب إفلاسها وتعاونها مع رولا سعد؟ أسئلة كثيرة عن حياة فنانة هي أشبه بوطن الأغنية.
ومن ناحية أخرى، أثار إنسحاب المؤلف أيمن سلامة من كتابة سيناريو مسلسل تلفزيوني بعنوان “الشحرورة” يروي سيرة صباح علامات إستفهام كثيرة، وذلك لإعتراضه على الكثير من أحداث حياتها الخاصة، التي رأى أنها بمثابة فضائح شخصية لا تصلح لعمل درامي يدخل بيوت الناس خلال شهر رمضان المبارك. هذا ما قاله مقربون من الكاتب الذي إعتذر عن العمل متحججاً بكتابته مسلسلات أخرى. ولكن صديق ومرافق الصبوحة جوزيف غريب أكد بأن تحضيرات المسلسل جارية رغم إعتذار هذا الكاتب ولا شيء سيوقف المسلسل لأن حياة صباح كتاب مفتوح وهى إنسانة واضحة لا تكذب، وقد كشفت محطات حياتها الشخصية في أكثر من برنامج تلفزيوني والناس تعلم عنها كل شيء.