أعلن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، اليوم، عن انجاز المخطط الرئيسي لمشروع الساد السكني الجديد في مدينة العين، والذي يضم 306 قسيمة أرض مخصصة للمواطنين.
ويقع مشروع الساد السكني الجديد بين حيين سكنيين قائمين في منطقة رملة الساد، ليشكل مجتمعاً مستداماً ومتكاملاً من خلال توفير مجموعة متنوعة من المرافق المجتمعية التي تشمل المتنزهات والمدارس والمتاجر والمساجد، إضافة إلى مركز طبي ومركز مجتمعي. وسيساهم هذا المشروع عند الانتهاء من إنجازه في توفير مساكن لحوالي 3,130 نسمة إضافة إلى عدد السكان الحالي في المنطقة والذي يبلغ 2,200 نسمة.
ويأتي المخطط الرئيسي لمشروع الساد السكني تلبية للحاجة الملحة لتوفير المساكن للمواطنين في العين، حيث تتعاون الهيئات والجهات الحكومية في أبوظبي على تطوير المشاريع السكنية في هذه المنطقة بشكل خاص وعلى مستوى الإمارة بشكل عام. ويشكل المخطط الرئيسي ثمرة تعاون بين كل من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وهيئة أبوظبي للإسكان وبلدية العين. ويتماشى المشروع مع المبادئ الرئيسية لخطة العين 2030، وهي خطة إطار العمل الاستراتيجية التي تحدد ملامح التطوير في المنطقة والتي تقدر مساحتها بحوالي 13,100 كم مربع.
ويلبي مجتمع الساد السكني احتياجات السكان، حيث تم تطوير المخطط الرئيسي اعتماداً على عمليات بحث شاملة واستشارات واسعة مع الأطراف المعنية من أجل ضمان تطويره كمجتمع متكامل ومستدام يتميز بإطلالته والطرق المخصصة للمشاة. وتشتمل المرافق المجتمعية في مجتمع الساد السكني على مدرستين، وثلاثة محلات للتجزئة، ومركز صحي، ومساجد، ومركز مجتمعي، و14 متنزهاً.
وفي معرض حديثه عن المخطط الرئيسي الجديد، قال السيد عبد الله الساهي، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة والمدير التنفيذي لقطاع التخطيط والبنية التحتية بالإنابة: “يعد مخطط الساد الرئيسي مشروعاً بالغ الأهمية يدعم توجهات القيادة بتوفير مساكن ذات جودة عالية للمواطنين في مختلف مناطق الإمارة. ونحن حريصون على وضع مخططات تضمن إنشاء مجتمعات سكنية متكاملة تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والمحافظة على العادات والتقاليد الإماراتية”.
وأضاف: “لا يقتصر دور مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على مهمة التخطيط العمراني للعاصمة فقط، وإنما يشمل المناطق الغربية والشرقية في إمارة أبوظبي أيضاً لينعم جميع المواطنين في كل مكان بفرصة العيش في مجتمعات سكنية ذات جودة عالية، تماشياً مع مبادرة المجتمعات المستدامة والمتكاملة التي أطلقها المجلس وتدعم تحقيق أهداف رؤية 2030.”
ومن جانبه عبر سعادة المهندس/ علي خليفة القمزي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والمشاريع في هيئة أبوظبي للإسكان في سياق حديثه عن المخطط الجديد بالقول: “سيشكل مشروع الساد الذي سوف يتم تخطيطه وتصميمه وانشائه بالتوافق مع دليل المجتمعات السكنية المتكاملة في إمارة أبوظبي الصادر عن الهيئة والذي يهدف إلى إرساء مجتمعات سكنية مستدامة ومتكاملة تتميز بأعلى معايير الجودة والكفاءة وتراعي عوامل الأمن والسلامة بما يلبي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، وأضاف سعادته أن الدليل يجمع كافة الإرشادات واللوائح القائمة التي تتعلق بمشاريع إسكان المواطنين وتنطبق عليها ضمن وثيقة واحدة شاملة ومترابطة مما سيتيح، بفضل ما يزيد عن 300 قسيمة أرض سيتم تخصيصها للمساكن، فرصة امتلاك المواطنين لسكن عالي الجودة ضمن مجتمع سكني جذاب. وأضاف بأنه تم تكليف شركة أبوظبي للخدمات العامة (مساندة) بالقيام بالتخطيط التفصيلي والتصميم وتنفيذ المشروع ومن المتوقع الانتهاء من المشروع بنهاية اكتوبر2018 حسب الخطة المقترحة”
وقد تم العمل على تحديد موقع مجتمع الساد بعد سلسلة من النقاشات التي دارت بين وحدة تخطيط بلدية مدينة العين وفريق إدارة تخطيط العين في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، مع الأخذ في عين الاعتبار ملائمة المسح الطبوغرافي للمنطقة، وتوفر البنية التحتية الأساسية لإحداث المزيد من قسائم الأراضي السكنية.
وتعد الإطلالة على التلال الرملية الموجودة في اتجاه الشمال من الموقع من المزايا الفريدة في منطقة الساد. وقد أخذت هذه الإطلالة بعين الاعتبار خلال مراحل تصميم مجتمع الساد السكني، وفي هذا الصدد علق الساهي بالقول: “عند القيام بالتخطيط في المجلس، فإننا نحرص على دراسة مزايا كل منطقة على حدة حتى نضمن المحافظة على أية أصول أو ثروات بيئية أو طبيعية في المنطقة وحمايتها. وفي هذا المشروع تحديداً، عملنا على دمج خصائص تلال منطقة الساد الرملية في التصميم وربطه بالطبيعة المحلية للمنطقة.”
وقد تم العمل على وضع وتصميم مخطط الساد الرئيسي بالاعتماد على حزمة اللوائح التنظيمية الصادرة عن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إلى جانب مجموعة أدلة “المجتمعات العمرانية المستدامة والمتكاملة” التي تتضمن دليل تصميم الأماكن العامة ودليل تصميم الشوارع الحضرية ودليل تصميم شرائح الخدمات.
كما تم الاعتماد على معايير تخطيط المرافق المجتمعية ولوائح تطوير المساجد في تحديد نوعية وعدد ومواصفات المرافق التي سيتم إدراجها في مشروع تطوير الساد السكني.
ويعد مشروع الساد السكني الجديد واحداً من 17 منطقة في مدينة العين تدخل ضمن إطار خطة العين 2030 لتنضم إلى منطقتي السلامات واليحر كمناطق مخصصة لإسكان المواطنين الإماراتيين في القطاع الغربي لمدينة العين. ومن المتوقع أن تتحول العين إلى وجهة اقتصادية في العديد من القطاعات التي تشمل السياحة والصناعة والطيران والبحث والتطوير والتعليم، وذلك بفضل المشاريع الجديدة والمتعددة قيد الإنشاء فيها مثل مجمع نبراس العين للطيران، وخط الاتحاد للقطارات.
وتتضمن قائمة المشاريع المقترحة، والتي تندرج ضمن إطار خطة العين 2030، مشروع إدارة الموارد البيئية، وتحسين مستويات شبكات النقل والبنية التحتية وتحسين الحصول على خدمات الرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات الحكومية، والمراكز المدنية، والمساجد، والمدارس، وغيرها من المرافق المجتمعية.
وقد جرى إعداد خطة العين 2030 لتوفر إطار عمل ملائم للمنطقة يمكنّها ويساعدها على تحقيق نمو منضبط مع مراعاة الجانبين الثقافي والتاريخي وأهميتهما بالنسبة لأجيال المستقبل. كما تركز الخطة أيضاً على عدد من العناصر الأساسية مثل احترام البيئة، وصحة المجتمع، والهوية الثقافية، والتطور الاقتصادي.
نبذة عن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني:
تأسس مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بموجب قانون رقم (23) لسنة 2007 هو الهيئة المسؤولة عن مستقبل البيئة العمرانية في إمارة أبوظبي؛ وهو السلطة المختصة التي وضعت “خطة أبوظبي 2030: خطة إطار عمل الهيكل العمراني”. يترأسه صاحب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. ويعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على تحديد ملامح الإمارة والحرص على توفير عوامل التنمية المستدامة والبنية التحتية والتخطيط المجتمعي ونوعية وجودة الحياة المتميّزة من خلال الإشراف على مشاريع التطوير في المدينة والإمارة ككل. كما يعمل المجلس على ضمان أفضل الممارسات في التخطيط لكلا المناطق المستقبلية والقائمة.
ويهدف مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أولاً إلى تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم أبوظبي التي تمتد من الرؤية العظيمة التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كما يتناول التطور المستمر لأبوظبي بحيث تمتلك كافة مقومات العاصمة العالمية، ومن خلال وضع المخططات العمرانية محلياً وفي دول الخليج وحول العالم، يهدف مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إلى أن يصبح السلطة الرائدة عالمياً في مجال التخطيط والتصميم.