لعبةُ الضوء خطيرة و “بتحرُق”، لذا فإنّها لا تليق بالجميع ولها أربابها، هؤلاء الذين حتى وإن كانوا عفويين، إلا أنّهم لا يكونونَ مؤذينَ عن قصد وسابق إصرار وتصميم.
أتحدّثُ هُنا أيضاً عن الإعلام، فهو الأكثر خطورةً، هو المحرّض الأول على الخير أو الشرّ، لذا لا يمكن لإعلامي أن يكون عفويّاً بشكل خطير، وهو ما فعلتهُ مذيعةٌ عبر إحدى الإذاعات اللبنانية حين حرّضت وبشكل غير مباشر على فعل الأذى بحقّ السوريين اللاجئين!
البعضُ قد يقول إنّها تحكي بلسان حال لبنانيين كثر لا يريدون للسوري أن يلجأ إلى أرضهم ، لكنها ليست إمرأة عادية، هي تملكُ المذياع وصوتها يصلُ إلى الآلاف، ولا يمكنُ أن تكون عنصريّة، فتجعل من اللاجىء السوري موضعَ مسخرة في أكثر من مرة.
مرّة قالت مع ضحكة لئيمة و “هاهاهاها”: كم هو عدد اللبنانيين دون السويسريين؟! ومرّة ثانية تحدثت عن دراسة تُشير إلى أن اللبناني هو من أكثر شعوب العالم إحباطاً، فعلّقت على الخبر: كيف يكون كذلك وهو محاطٌ بالسيّاح، مع “هاهاهاهاها” أخرى!
السوري وإن كان لاجئاً فهو بشرٌ، وإن لم نبدأ بهذا النوع من التفكير فإننا لن نرتقي يوماً إلى البشريّة، وإن كان لنا إعتراضٌ على وجود السوريين، فلنا أن نعتصمَ ونرفعَ الصوت ونقولها بالفم الملآن: لا نريدهم، لكن لا يحق لنا أن نحوّلهم إلى مسخرة وهم في عزّ إنكسارهم وألمهم!