عادةً أسرقُ بعضاً من الوقت المخصص للنوم لأشاهد التلفزيون، لكن وفي يوم عُطلةٍ كاملٍ، نادراً ما يقَع، إقتنصتُ فرصة القيام بجولةٍ على عدد من المحطات التلفزيونية، وبعيداً عن التحيُّز الواضح الذي يحملُ كلاًّ منها إلى إتّجاه مختلف لا يتلاقى والآخر على أيّ شيء، لفتتني مشاهدات متنوّعة، منها:
– مذيعُ أخبارٍ يقول: “إثنان وعشرون قتيلاً في حُمص”، مع إبتسامةٍ على وجهه! أوَّلُ ما تعلّمناه في كلية الإعلام هو أن مذيع الأخبار ليس أستاذ مدرسة وأن عليه أن يُبديَ بعض التواصل المحبب مع الجمهور وألا يكون صنماً غير متحرّك.. لكن، تعلّمنا أيضاً أن “لكل مقام مقال” وهذا يعني أن الأسلوب يختلف حسب المتغيّرات، وبالتالي لا يجوز تحت أي ظرفٍ من الظروف أن يبتسمَ مذيعٌ مخضرمٌ وهو ينقل خبراً يعدُّ مجزرة!
– مذيعةٌ ناعمة ومهضومة لكنّها ليست جديدة في مجال الإعلام المرئي ولا تزال حتّى يومنا هذا تقول: “هزا النجم” وليس “هذا النجم” و”زاك النجم” بدلاً من “ذاك النجم”.. طريقتها في الإلقاء والـ Voice Over توتّر المشاهد وتجعلهُ ينفرُ منها مهما كان محتوى ما تنقله ممتعاً، خصوصاً أنها عدا عن ذلك، تُخطىء في لفظ ثلاثة أرباع الأسماء الأجنبية وهذا غير مقبول، فأنا غبية في الفرنسية وإن أردتُ أن ألقي كلمة واحدة أتدرّب عليها عشرات المرّات، إذ لا علاقة للمشاهد بنوعية ثقافتي سواء أكانت فرنسية أو إنكليزية أو زمبابويّة!
– مذيعةٌ تقدّم برنامجاً يعبقُ بالحياة والحيوية، لكنّها ظهرت وثلاثة أرباع صدرها “مصَيَّف”.. قميصها رائعة و “ع الموضة”، لكن يمكنها أن ترتديها في يومياتها وليس على شاشة تدخلُ عبرها إلى الآلاف، ومذيعةٌ أخرى ترتدي الجُلد الأسود من رأسها حتّى أخمص قدميها و”الدنيي ع ابواب الصيف”!