في حلقة من برنامجه الحواري “مش غلط”، عُرضت مساء السادس عشر من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، إستضاف الإعلامي وسام بريدي المطران بشارة الراعي، في حلقة مميزة، إتسمت بااروح الثقافية، الفلسفية، ودارت خلالها نقاشات سياسية، دينية، في نظرة إلى الواقع اللبناني، في حين أجاب الراعي على كافة الأسئلة دون التحفظ أو إستعمال البطاقات الذهبية، التي تُتيح له عدم الإجابة على الأسئلة…
وكان الراعي متفائلاً في حديثه، مُبديا رأيه بشتى المواضيع الراهنة، كما شدد على أن الكنيسة المارونية لعبت دور مهم وبارز على الصعيد المحلي السياسي؛ إلا أن الفقرة الأخيرة “Black Mail” أتت لتقلب معادلة الحلقة… فمن الواقعية والحقائق، إلى توقع فرضي طرحه بريدي في عنوان “البطريرك الراعي” في إشارة إلى لعبٍ على المعاني والكلمات، إذ قصد معنً غير مقصود أولي وهو دور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في الرعاية المارونية، ليكون المعنى المقصود عبر ذلك، توقع للمطران الراعي بأن يكون بطريركا بُعيد إستقالة صفير.
إعترض الراعي بداية على لقب “بطريرك له”، معرباً عن أن هذا القول مقتبس عما يقوله الناس في تحليلاتهم وأقوالهم في الشارع اللبناني، ولكن الجميع يعرف بأن إستقالة المطران تكون عند بلوغه سن الخامسة والسبعين، وتُترك الحرية المطلقة للبطريرك إذا أراد أن يستقيل أو أن يبقى في منصبه، والناس تحدثت كثيرا حول تقدم مار نصرالله بطرس صفير بالعمر، ووجوب ترك المنصب. وإستطرد بريدي في الحديث عن الموضوع، ليُوافق على فتح الخبر وقراءة ما أُدرج فيه :
” يُحكى عن محاولات لعزل البطريرك وإستبداله بالمطران بشارة الراعي”
وفضل الراعي بألا يتحدث فيما تتحكم به القدرة الإلهية، وشدد على أن العزل والإقالة لأي بطريرك، يأتي على خلفية جرائم بحق الطائفة، فيُحاكم ويُقال، وفي الواقع تنحي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يعود إلى قرار ذاتي… عن سؤال حظوظ إنتخاب الراعي سلفاً لصفير، أردف المطران الراعي قائلا بأن في الحياة الكنسية والإكليركية هناك تدخل للعنصر والقوة الإلهية، والله وحده من يُدير أسس هذه الحياة وقوامها!
بهذه الحلقة، حقق بريدي سبقا إعلاميا- ولو في إطار التوقع والحث إلى التكلم والولوج في موضوع التعيين والإنتخاب- إلا أن البطريرك ما بشارة بطرس الراعي هو اليوم بطريرك الموارنة، و”مش غلط” أن يكون إعلامنا الإجتماعي مساحة حرة للتعبير عن الآراء بشتى توجهاتها…