لطالما صرح تامر حُسني بأن ما وصل عليه من مجد، هو بفضل الله أولا، وثانيا بفضل دعاء والدته.. لكن كل من يراقب ما يحدث مع تامر حسني في الفترة الأخيرة، ربما يؤكد أن “إمو مش داعيتلو” لأن الأمور تحور ودور لتنقلب ضده في نهاية المصاف!
البداية كانت مع الثورة التي لم يعرف كيف لحق بها، فخلَص نفسه ولو بصعوبة ولو لم يكن بنسبة مكتملة من تُهمة الخيانة، فضل مُصرا ورغم طرد الثوار له على أن يحصل على رضاهم وهو نجح في مكان ما لأن الأنظار واللوائح السوداء إتجهت أكثر نحو الفنانين الذين أصروا على أن يبقَوا على دعمهم للرئيس المخلوع حسني مبارك منهم ليلى علوي ويسرا وطلعت زكريا، إلخ..
وبينما لم يكد تامر أن ينفض الغبار عن نفسه وينطلق في جولة أميركية، حتى وقعت أحداث بورسعيد، فتحولت مباراة في كرة القدم إلى مسرح للدم وكأن لا نظام سقط ولا ثورة نجحت..
ولأن تامر حسني “إمو مش داعيتلو”، صودف أن تكون جولته في خضم كل هذه المعمعة، فثارت ثائرة المصريين عليه من جديد، إذ كيف يغني ويقف على المسارح مبتهجا وفرحا وشعبه وبلده في حداد، وهو ما لمحت إليه مظاهرة إنطلقت في “نيوجرسي” إستنكارا لغناء حُسني فيها، فردد بعض المتظاهرين شعارات جاء فيها: “يا دي الذل ويا دي العار.. تامر غنى في عزا ثوار”، و”تامر حسني ده مطرب سلطة بيغني للجيش والشرطة “، كما أنهم حملوا نعشا رمزيا على أنه نعش أحد الشهداء!
لكن، كلمة حق تقال.. لو كان على تامر حسني أن يوقف
الغناء إبان كل معركة تحدث في مصر أو في أي بلد عربي فَخَير له أن يعلن إعتزاله من
اليوم! وإلا كيف تظنون أنه بقي هناك فن في لبنان بعد 25 عاما من الحرب؟! ألم يقل
راغب علامة على هواء الأم بي سي، منذ أيام بأن الفنانين اللبنانيين كانوا يغنون
تحت أصوات المدافع أيام الحرب؟! هل على الحياة أن تتوقف بعد أن توقف نبض الفرح في
دولنا العربية؟! فهل تبقون على لومكم لتامر والمعروف أنه تعاقد على جولته منذ أشهر
ولم يفعل ذلك بعد الكارثة في مصر أو خلالها؟! أم هل عليه أن يبحث عن مهنة أخرى كي
يُرضي الجميع؟