أطلق زافين الاثنين
الماضي، عشية عيد الاضحى في برنامجه “سيرة وانفتحت” تجربة تلفزيونية
جديدة تتألف من سلسلة حلقات أطلق عليها إسم “تقلا وغطّاس” وتمتد لشهر
كامل.
تتناول هذه التجربة
قصة المشاريع التجارية وعالم التجارة والاعمال وخاصة عالم المقاهي والمطاعم. أما “تقلا
وغطاس” فهو اسم مقهى جديد افتتحه منذ عدة أشهر مغترب لبناني يدعى طوني عتيّق
في جل الديب.
يواجه مقهى
“تقلا وغطاس” الفشل منذ افتتاحه، وهو اليوم مهدد بالاقفال، لذا يحاول
زافين ومن خلال قصة هذا المقهى الكشف عن أسباب فشل المشاريع التجارية، وإلقاء
الضوء على أسرار النجاح في العمل وإجراء عملية تقييم لهذا المشروع ومكامن الضعف
فيه، اضافة الى الكشف عن الخطوات التي يمكن القيام بها ليكون جاذباً للزبائن
ومتميزاً عن غيره من المقاهي الكبيرة والمنافسه له في المنطقة.
وقد استضاف في هذه
الحلقة كل من : الإستشاري والمتخصص في تخطيط وتطوير المشاريع الاقتصادية والتجارية
وإدارة المخاطر جاد داغر، صاحب مقهى يونس السيد أمين يونس، مديرة مقاهي
“دانكن دونتس” السيدة كريستين أسود صفير، ومدير مقاهي “كاسبر اند
غامبينيز” السيد أنطوني معلوف .
بدأت الحلقة مع قصة
مقهى “تقلا وغطاس” وحلم طوني عتيق المغترب اللبناني المقيم في الولايات
المتحدة الاميركية والذي يعمل في مجال بيع الادوات الطبية، بالعودة والاستقرار في
لبنان، ولهذا افتتح مقهى أطلق عليه اسم “تقلا وغطاس” تخليدا لذكرى
والديه اللذين كان يحملان هذين الإسمين .
وقال عتيق خلال
الحلقة :”أحببت أن أفتح مقهى على الطريقة الأميركية مثل “ستار باكس”،
ولكن اطلقت عليه اسم “تقلا وغطاس” تيمناً بإسمي والدي ووفاء لهما، لأنهما
تعبا في تربيتي وضحيا كثيراً من أجلي”.
وأضاف عتيق أنه أنفق حوالي
أربعمئة الف دولار لإطلاق المقهى بأبهى حلة وحاول بشتى الوسائل جذب الزبائن
لانجاحه لكن دون جدوى.
مقهى “تقلا
وغطاس” يواجه اليوم قرار الاقفال وطوني عتيق الشغوف بمشروعه لا يعرف ماذا
يفعل لتلافي هذه النهاية غير السعيدة.
الخبير في تخطيط
وتطوير المشاريع الاقتصادية والتجارية وإدارة المخاطر جاد داغر رأى خلال الحلقة ان
المقهى يحتاج الى عملية جراحية من اجل انقاذه، وهو كأي مشروع عمل جديد يحتاج الى
رسم شخصية وتحديد هوية. وأضاف داغر أن أبرز إيجابيات المقهى أنه انطلق من فكرة العائلة،
إلا أن القيمين عليه كان يجب عليهم إيجاد هوية خاصة تميز المقهى عن غيره. كما شرح
داغر ابرز النقاط الضرورية الواجب الانتباه لها عند فتح مؤسسة ونوه انه على المرء
ان يخطئ ويتعلم من خطأه حتى ينجح .
أما انطوني معلوف فقد
اثنى على عمل عتيق الذي ذكره ببداياته، ورأى أّن عتيق يملك شغفاً بالعمل مشابه للشغف الذي شعر به في
انطلاقته، وأضاف أنّ “تقلا وغطّاس” بحاجة لعدة أمور من أجل الوصول إلى
النجاح.
كما تحدث معلوف عن سر
نجاحه، وروى قصة سلسلة مطاعم “كاسبر اند غامبينيز ” التي بدأها مع
شقيقته بفتح مطعم للسندويش والسلطة وتوزيعها، كيف عمل على تطوير هذا المشروع ليصبح
سلسلة مطاعم وفنادق منتشرة داخل وخارج لبنان. وشرح معلوف كيف أدخل المأكولات
والقهوة الى جانب السندويش في سلسلة مطاعمه. أمّا عن الاسم فقد اقتبسه وابتكره مع
شقيقته التي درست التسويق من ايطاليا. وقال معلوف خلال الحلقة:” لم نكن نعرف إلى
أين سنصل، واجهنا صعوبات ولكن في النهاية نجحنا لأننا عرفنا كيف ندرس السوق وحاجة
الزبائن وأذواقهم “.
أما كريستين أسود
صفير فقد أسدت عدة نصائح لعتيّق لجهة تحويل الممكان الى ما يشبه المنزل. كما تحدثت
عن بداية عملها في سلسلة مقاهي “دانكن دوناتس” وكيف فكرت بالمشروع مع
والدها عندما كانت تدرس في كندا، وكانت تقضي معظم أوقاتها في المقاهي. وقالت
:” صحيح أنّ “دانكن دونتس” اسم عالمي، إلاّ أنّ أيادي لبنانية تعمل
على إنجاحه وإطلاقه في لبنان. وقالت صفير أنها بدأت العمل على افتتاح أول فرع
ل”دانكن دونتس” في لبنان عام 1996، حيث لم يكن هناك مقاهي للشباب، وهي
اليوم وبفضل عملها الدائم وشغفها به تدير 31 فرعا في لبنان. “لقد غيرنا أشياء
كثيرة في عالم “دانكن دونتس” … لقد نجحنا في التركيز على القهوة في
مقاهينا بعدما كانت فقط لبيع حلوى “دونتس”. وبعد سلسلة المقاهي هذه
فتحنا مطعم “سمسم” الذي وُلدت فكرته أيضاً في الخارج، وكان نوعا من
المقاهي التي تشبه الشباب اللبناني الذين يتعلقون بتقاليد الجدة والبيت من جهة
وينفتحون على العالم من جهة أخرى”. لقد استطاعت صفير بحسب قولها أن تطلق
الكثير من النكهات الجديدة في الطعام اللبناني، وتعيد إحياء الكثيرمن المأكولات
القديمة من خلال دراستها للسوق والطلب وأذواق الناس، وهذا سر نجاحها.
اما أمين يونس فبعدما
أكد أن مشروع عتيق لا بد وأن يلقى النجاح طالما أن صاحبه شغوف به، شرح كيفية
انتقاله من العمل المصرفي إلى ادارة عمل جده ووالده : “بدأت قصة مقهى
“يونس” منذ العام 1935 مع جدي يونس الذي عاد من البرازيل وفتح أول محمصة
في لبنان، ثم اكمل والدي المشروع وفتح محل آخر عام 1960 في منطقة الحمرا”.
وروى يونس كيف واجهت
مؤسستهم صعوبات كثيرة وخصوصاً خلال الحرب التي بدأت في العام 1975، حيث قضت على
محلهم في سوق الطويلة. وقال:” الحرب أثّرت كثيراً على عملنا وأضعفته، وهذا ما
دفعني لأخذ قرار جريء بترك عملي في المجال المصرفي والوقوف إلى جانب والدي عام
1996″. هذا القرار الذي اتخذه يونس كان نابعاً من حبه لمصلحة جده ووالده،
وشغفه باستمرار اسم المحل الذي أسسه جده، بالاضافة الى خبرته التي ورثها عنه. لقد
استطاع يونس بفضل حبه للعمل أن يوسّع أعماله ويطلق عدة فروع لمقاهي يونس في عدة
مناطق، وهو اليوم ما زال يعمل على التطوير والتوسيع، ورأى أنّ سر النجاح هو الشغف
وحب المصلحة التي يختارها الانسان لنفسه.
هكذا انتهت حلقة سيرة وانفتحت مع قصص نجاح باهرة،
والاثنين المقبل الحلقة الثانية من سلسلة تقلا وغطّاس مباشرة على الهواء.