بين يومٍ وآخر تُطالعنَا قصّةُ من قصص تعنيف رجلٌ لزوجته ضرباً وشراسةً وجنوناً، فقتلاً.. ولكن تلك التي نسمعُها ونخالها قصصاً، هي مصائب لعائلات وأطفال وأمّهات وآباء.. هي تجربةٌ لن يَنسوها وسترافقهم حتّى الرمق الأخير، حتّى يلحقوا بفقيدهم إلى التراب.
منال العاصي والتي تبلغ من العمر 33 عاماً، عاشَت مع زوجها محمد النحيلي خمسةَ عشرَ عاماً ولها منهُ إبنتان تبلغان من العمر 13 عاماً و 15 عاماً، وقد ضربها زوجها لساعات حيثُ يقطنان في طريق الجديدة وكان كلّما تدخّل جار، يطلبُ منه الرحيل لأن المسألة عائلية.. ولاحقاً وليتممّ الذكر جريمتهُ وليشفي نفسهُ الناقصة، إتصل بحماتِه وطلب منها أن تحضر لتشاهد إبنتها وهي تتعرّض للضرب، لكن الأوان كان قد فات والشابة التي نُقلَت إلى مستشفى المقاصد، فارقت الحياة بعد ساعة فقط بسبب نزيفٍ داخلي في رأسها!
كل شخصٍ سمعَ صراخ منال ولم يتّصل بجهة أمنية مشاركٌ أيضاً في الجرم وكلّ جهة أمنية تتقاعسُ عن حماية إمرأة مُعنّفة تُشارك في الجّرم، وكل جهةٍ حاكمة وسياسيّة لا تجعلُ من هذه القضيّة قضيّتها وتسعى لتطبيق أقسى العقوبات بهذا النوع من المرضى، مشاركةٌ في الجرم.. وأكثر، كلُّ إمرأةٍ تسكتُ عن تعنيفها، تحفّرُ بيدها قبرها، وإن كانت تعتقد بأن المُعنّف يستطيع أن يُصبح يوماً رجلاً أفضل، فهي تُقامر بحياتها، وإن كان قرارها أن تفعل ذلك، فهي حُرّة، لكن فلتعِش معهُ وحيدةً دون أولاد يصبحون أيتاماً مع وقف التنفيذ!
رحم الله منال السيدة الجميلة التي كانت لتليقَ بها الحياة أكثر فأكثر.. ولنتابع الآن مُجريات إلقاء القبض على قاتلها الذي فرّ إلى جهاتٍ مجهولة، على أمل أن ينال عقاباً يليقُ بجريمته وأن يشعرَ بكل ضربةٍ أنزلها على رأسِ زوجته.. وإن لم تتحقّق عدالة الأرض، فعدالة السماء، آتيةٌ لا محالة!