البرنامج يعتمد على الحدث.. لذا فشل الرهان على سقوطه!
· بداية أبارك لك إذ في إستفتاء خاص أجرته صفحة ميوزك نايشن على موقع Face Book، لأفضل برنامج حواري منوع، حصد برنامجك “حديث البلد” نسبة التصويت الأكبر التي فاقت الـ 900 صوت..
– شكرا لميوزك نايشن، الموقع الذي أتابعه على الدوام وللناس الذين يثقون في “حديث البلد”..
· إستطاع البرنامج في فترة قصيرة أن يحقق ضجة كبرى، وعادة يقال: كل ما يبدأ بسرعة، ينتهي بسرعة، فكيف إستطعت أن تكسري هذا الرهان؟
– فعلا، كما قلت كان هناك هذا الرهان، إذ أن البرنامج يستضيف عددا كبيرا من الضيوف وتساءل كثر، منهم حتى من المحبين والأصدقاء حول كيفية الإستمرار بنفس الوتيرة والنجاح، وراهنوا بأنه سيبقى لستة أشهر على الأكثر وأنه سيكرر ذاته من بعدها! لكن، مبدأ البرنامج يعتمد على الحدث وهو كمجلة، فكما يقرأ الناس ميوزك نايشن، ليعرفوا كل جديد، فهم يتابعون “حديث البلد” للأسباب ذاتها! “حديث البلد” يعتمد على كل جديد، وحتى الفنان نستطيع أن نستضيفه في الموسم الأول ليحكي عن كليب له ومن ثم في الموسم الثاني ليتحدث عن ألبومه الجديد وفي الموسم الثالث ليتحدث عن جائزة إستلمها، فالحدث هو الذي يفرض ذاته!بالتالي نحن لا نعتمد على Profile الشخص بل على أعماله التي تبقى دوما في تجدد مستمر..
· كثر يراسلوننا عبر ميوزك نايشن، طلبوا أن يعرفوا أكثر عن منى أبو حمزة قبل أن تصبح نجمة تلفزيونية من خلال الـ Mtv.. فماذا نخبرهم؟
– درست العلوم السياسية في الجامعة الأميركية وبعد تخرجي بستة أشهر فقط، تزوجت وفورا رزقت بالأولاد.. خلال تلك الفنرة لم أعمل مطلقا وكان هناك مشروع عمل مع الـ Mtv قبل أن تُقفل وكنا سنبدأ ببرنامج تلفزيوني وإخترنا له إسما وحضرنا الجنريك الخاص به، لكن للأسف أقفلت المحطة حينها! صرتُ أنتظر في كل عام أن يُعاد إفتتاح الـ Mtv، خصوصا أنه حين تم إقفالها، لم يخطر ببال أحد أن الأمر سيدوم لثمانية أعوام، لكن الإنتظار طال.. في مرحلة معينة فقدتُ الأمل، لكن حين أُعيد إفتتاح الـ Mtv، إتصلوا بي وأخبروني بأن هناك برنامج يقومون بالـ Casting الخاص به، وكان من حظي أنهم رسوا علي كمقدمة لـ “حديث البلد”!
نيشان نجح في “حديث البلد” ولكل إنسان خصوصيته!
· إستلمت البرنامج بعد نيشان الذي قدمه لموسم واحد.. فهل فكرت بأن الناس سيقومون بالمقارنة بينكما أم أن الفكرة لم تطرأ على بالك، كونك سيدة وهو رجل؟
– أؤمن بأن لكل إنسان خصوصية معينة.. أحيانا نرى توأما في البيت نفسه، لكن لكل منهما طبع يختلف عن الآخر.. لذا لا يمكن أن يشبه إثنان بعضهما البعض، بل إن البرنامج يُشبه مُقَدِمه.. لذا لم أخف من المقارنة، لأنني أجد أننا نستطيع أن نقارن كل شيء إلا البشر، مع العلم أن النسخة كانت ناجحة مع الزميل نيشان وأنا شخصيا كنت أتابعه، لكن لكل نكهته الخاصة!
· هل كانت طموحك دوما أن تكوني على التلفزيون؟
– لطالما كان هذا شغفي وكنت أحس أنني لا أنجح في الحياة في هذا المجال.. لا أشعر أنني أستطيع أن أُحصر في مكتب ما، بل أسعى إلى كل ما فيه تفاعل وإختلاط مع الناس.. لكن صراحة شعرت في فترة ما بأنني لن أحقق هذه الرغبة، فالأيام كانت تمر دون أي بوادر على أنني سأصل إلى ما أصبو إليه.
· قبل أعوام قليلة، لم يكن أحد يعرف منى أبو حمزة.. فكيف تعاملت مع هذه الجرأة المفاجئة؟!
– أنا منغمسة في العمل والبرنامج يحتاج إلى التحضير المكثف، لذا لم أكن واعية لردود أفعال الناس في الفترة الأولى وكنت أراها على شكل غير واضح! حتى الآن لا أزال أكتشف شغف الناس بالبرنامج، لكن في حياتي وفي حياة عائلتي، لم يتغير أي شيء، لكنني صرتُ أشعر بأنني مُحاطة بالمزيد من المُحبين!
· ألم تشعري يوما بنشوة الشهرة؟
– لا، لأنها خطيرة جدا وهي ليست من طبعي! بالعكس، اليوم أشعر بأن دائرة صداقاتي إزدادت وكذلك مسؤوليتي، خصوصا أن كثرا يتابعون البرنامج سواء في لبنان والدول العربية والعالم، لذا أشعر مع كل حلقة بتحد جديد أسعى إلى الإلتزام به! لذا ليس هناك وقت للشعور بنشوة الشهرة!
التحضر لـ “حديث البلد” مُرهق وأهتم للمواضيع الإنسانية التي نطرحها!
· كيف يتم الإعداد للحلقة وإلى أي حد تتدخلين في التفاصيل الصغيرة والكبيرة؟
– لدينا فريق عمل متكامل وأناس مختصون لكل نوع من الضيوف.. يصلني الـ Script في النهاية وهنا يبدأ عملي، ففي كل حلقة حوالي 12 ضيف، لذا أذهب إلى المكتب مرتين في الأسبوع قبل الحلقة وأقوم بثلاثة تصحيحات للـ Script، فـ “متل ما بقولوا: التالتة ثابتة”.. أعدل أحيانا على الأسئلة فأزيل بعضها وأضيف البعض الآخر وأضع بعضا من عباراتي الخاصة في النص، كي أشعر بأنه يشبهني.. نتشاور فيما بيننا كفريق عمل، لذا نُرهق في التحضير لها، لكن الجميل أن المشاهدين يشعرون بأنها سلسلة!
· ما هي طموحاتك لـ “حديث البلد”.. هل هناك مواضيع لا تزال تخطر ببالك ولم تقومي بطرحها أو أشخاص تودين إستضافتهم ولم تفعلي حتى اليوم وقد أنهيتِ 100 حلقة من البرنامج؟
– طبعا.. شخصيا أهتم كثيرا للمواضيع الإنسانية التي نطرحها، لأننا نوصل معاناة الأشخاص بلسانهم.. كما أن جميع الضيوف الذين يحلون علينا في البرنامج، لديهم نكهتهم الخاصة سواء كانوا سياسيين أو فنانين أو ناشطين إجتماعيين.. ونعمل حاليا على إستضافة أشخاص من الدول العربية، لأننا لدينا مشاهدين كُثر في عدة دُول..
حَملتُ بإبني أيمن عن سابق إصرار وتصميم وأنا صديقة أولادي!
· أخبرينا عن منى أبو حمزة الأم؟
– أحب الأطفال كثيرا، لدرجة أنني بعد عشرة أشهر من الزواج، أنجبت طفلي الأول، لأنني كنت أرغب بذلك وفعلتها عن سبق الإصرار والتصميم، أي أنني لم أحمل بالصدفة! وإبني البكر أيمن، كان يبلغ من العمر ثمانية أشهر حين صرت حاملا بشقيقه إياد ومن ثم جاءت ياسمين.. لست أما قاسية، رغم أن الأجواء منضبطة في البيت وزوجي يعامل الأولاد ضمن نفس النمط.. إبني البكر اليوم صار في الجامعة والباقون في المدرسة. ماذا أخبرك عنهم، لا تطلبي من الأم أن تشهد بأولادها! الأولاد هم عاطفة كُبرى وأهل جدد لآبائهم، حين يخسر الإنسان في الحياة أهله!
· كيف يتعاملون هم معك طالما أنك صغيرة ومشهورة؟
– بيننا نوع من الصداقة وحتى قبل “حديث البلد” حين كنت آخذ إبني أيمن إلى الطبيب، كانوا يتفاجأون بأنني والدته ويعتقدون أنني شقيقته! كانوا يفرحون لأنني مقربة منهم ولأن علاقتنا كأصدقاء وأشقاء، نمازح بعضنا ونضحك كثيرا.. نحن مقربون جدا من بعضنا البعض، وأؤمن بأن جو الحميمية هذا، هو الأنسب للأولاد..
· متى تكونين قاسية معهم؟
– حتى لو كنت كصديقتهم، لكن في النهاية أنا المسؤولة وأنا القبطان في البيت، لكن حين أتقرب منهم، أشعر بأنهم يقلدونني في تصرفاتي، تمام كما يقلد الشقيق الأصغر، ذاك الأكبر منه سنا، كما يقلد والديه بطريقة لاواعية!
لا أتخطى موت الأحِبة بسهولة والنجاحات لا تأتي على طبق من فضة!
· الحياة أعطتك المال والجمال والأولاد والشهرة، لكن يقال بأن “ربنا ما بيكملها مع حدا”.. فماذا أخذت منك الحياة؟
– الحرب أخذت مني أشخاصا أعزاء على قلبي والحياة على قدر ما تعطينا، تحاسبنا وتأخذ منا.. أنا من الأشخاص الذين لا يشفون من موت الأحباء ويترك أثرا عميقا في قلبي.. حتى البلد الذي نعيش فيه يتركنا في حالة من القلق وعدم الإستقرار، ثم الأشياء التي ننجح فيها لا تأتينا على طبق من فضة، وحتى نجاح الزواج والأمومة وغيرها من الأمور، تحتاج إلى التخطيط والقدرة للمحافظة عليها.. أناس كثر منحهم الله نِعَما متعددة ولم يستطيعوا أن يحافطوا عليها وعلى بيوتهم، وبالتالي هناك تضحيات كثيرة وجهد كبير!
· إلامَ تطمحين بعد “حديث البلد”؟
– الإستمرار في هذا البرنامج هو نجاح بحد ذاته وطموح.. تأتيني ردود أفعال كثيرة من الناس بأنني أشبهمم في طريقة حديثي وتفكيري وهذا بحد ذاته إنجاز.. أؤمن بالمثل القائل: When You reach the bridge, You cross it، أي حين تصلين إلى الجسر، تقطعينه، ومن بعدها تكون الأمور نفسها بنفسها..
· تابعتِ حلقة “بموضوعية” لوليد عبود التي تعارك فيها الضيفان؟
– كنت أصور الحلقة مئة في الوقت ذاته وكان يفترض بالزميل وليد عبود أن ينضم إلينا حين ينتهي من تصوير حلقته، ليحتفل معنا.. فجأة أخبروني عبر الـ Ear Piece بما حدث! حينها لم أعرف حجم ما حدث، حتى شاهدت الواقعة عبر الـ You Tube، وزعلت، لأن السياسيين في النهاية هم مثال للشباب وكل ما يفعلونه ينعكس على من يتبعهم وعلى الشارع.. أضيفي إلى ذلك أن فايز شكر ومصطفى علوش رجُلين محترمين وهم نفسهم ليسوا ممتنين مما وصلت إليه الأمور بسبب ساعة تخلٍ.. لا أعتقد أن ما حدث معهما يعبر عنهما.. أظن أن أجواء التوتر في العالم العربي، تنعكس على الجميع!
· هل ستستضيفين وليد عبود لأنه كان “حديث البلد” مؤخرا؟
– لا أعرف إذا كان يريد أن يسلط الضوء على ما حدث، لكن وليد عبود معه كارت الضيف الدائم، فهو شخص محبوب ومن لا يعرفه بعيدا عن الكاميرا، لا يعرف أنه شخص مهضوم جدا، وحل ضيفا مرة على “حديث البلد” فأشعل الحلقة وغنى وكان على سجيته!
· هل هناك ضيف معين تفكرين به الآن ليحل ضيفا عليكِ؟
– قد يكون ضيفنا الفنان صابر الرباعي وأنا متحمسة لمحاورته فهو رائع وهو يتابع البرنامج ووعدنا بأن يكون ضيفنا قريبا!