منذ أن هبت العاصفة أي مع بداية عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، إرتفعت أصوات المواطنين ثائرين على ما حدث، أو إذا صح التعبير ثائرين على ما خلفه غضب الطبيعة… هكذا يُترجم واقع سكان مناطق الأشرفية، برج أي حيدر، برمانا والمزرعة حيث إكتظاظ وكثافة سكانية في أحياء تتخالط فيها المكاتب والشقق السكنية مع الشركات، ولكن المشهد إختلف اليوم؛ بعد وقوع عامود إرسال إذاعة الشرق في منطقة كركول الدروز وتسببه بأضرار جسيمة عدا عن الهلع الذي أصاب سكان الحي، وفي دردشة مع أحد أصحاب المحال السيد محمد عسيران أفادنا بأن شركة ميدغلف سوف تقوم بتحديد الخسائر والتعويض الا أن هذه العملية قد تأخذ وقتا” طويلا” وقد تشهد مشادات ودعاوى قانونية.
وفي الأمس وقع عامود تابع لشركة Ogero للإتصالات في منطقة الأشرفية، وبدأ المواطن اللبناني يسأل من يحميه من هذه المخاطر والتي “لا كانت لا عالبال ولا عالخاطر”، وكان بالكاد يتطلع كيف يخرج من أزماته اليومية المعيشية على مشارف الأعياد…
وإذا عدنا إلى العام ما قبل الماضي، وفي فترة زمنية مشابهة تقريبا، عندما تفاجأ الناس بوقوع دولاب مدينة الملاهي في منطقة الروشة، ليعود بنا المشهد هذا العام في وقوع عدد كبير من لوحات الإعلانات على جوانب الطرق العام والـ Highways، ما أدى إلى خسائر مادية جسيمة منها تحطم زجاج السيارات، أو تخريب المنازل، أو حتى إعاقة حركة السير والمرور حتى حان وقت إزاحتها عن وسط الطريق… هذا ونعلم بأن بعض أعمدة الإرسال “تقطن” على أسطح الأبنية، ما يضاعف الأخطار الناتجة عن وقوعها ليُطاول ذلك تهديد السلامة الفردية…
والغريب في الأمر، أن رياحا ثمانينية هزت هذه الأعمدة والتي تُشبه عود الكبريت في مهب الرياح فيهو عندما تهب، وهذا أمر لا يجوز، فلا تتوفر مثلا شروط معينة تُعنى بكيفية توزيع هذه الأعمدة ومكانتها – أو أنها موجودة في الأصل وهي لا تُطبق… وحسبما نعلم، فوضع أعمدة تردد أو إرسال في مناطق سكنية أمر نادر، إذ أن موضعها هو أما في مناطق نائية بعيدة أو خالية من السكان أو… أقله لا يتعارض وجودها مع وجود القاطنين في المنطقة، فيتم مثلا إيجاد غرف “باطونية” خاصة بها!