كانت حلقة ميريام فارس مع نيشان في “أنا والعسل” الأقوى على الإطلاق بين سابقاتها من الحلقات.. ميريام أبكتنا حيناً ودفعتنا لنتعلّق بالحياة ولنضحك أحياناً أخرى، على ما نعتقده مشكلات كبيرة نمرّ فيها، وهي بهذا كسبت الكثير من إحترامنا وحبنا الذي تضاعف لها ولدموعها التي حوّلتها إبتسامات وفرح توزّعه على العالم..
خلال الحلقة كشفت ميريام وللمرة الأولى بعد 10 سنوات من تواجدها في عالم الفن عن جوانب من طفولتها ومراهقتهان فقالت: “وعيت على الحياة وأنا أرتدي كعباً عالياً وأجعل من قميص أمي فستاناً، كانت لعبتي أن أرى نفسي كبيرة وأضع الماكياج”.. لكن، لم تكن الحياة وردية في بيتنا بسبب مشكلة كانت تواجه المنزل بأكمله.. واجهنا بعنف في البيت مسألة إدمان الوالد على الميسر وأمي عانت كثيراً وكانت تحاول أن تبعدنا بإغماض أعيننا، حاولت أن تساعد أبي ليستفيق من هذا المرض.. الآن أقول: لو كنت أكثر نضجاً أو كنت كبيرة، لفهمته أكثر، لأن هذا مرض لا يستطيع الشخص أن يخرج منه! أبي أطيب إنسان في العالم، لكن الأمور خرجت عن سيطرته، فمن يلعب القمار، يفعل أي شيء.. كأولاد لم نفهم ماذا يحدث، لكننا كنا نرى العنف، وفي سن الـ 14 عاماً، تمردت على الواقع الذي أنا أعيش فيه وفي لحظة من اللحظات أمسكت بأمي بيديَّ وقلت لها: الآن تغادرين المنزل ونحن سنلحق بك! أمي لم تتوقع أن إبنتها الصغيرة كبرت.. الأهل يفكرون أن الأولاد لا يفهمون، لكن العكس صحيح وهم يتأثرون أكثر من الكبير بكثير، لذا فإن أمي إلى الآن تنهرنا إن لم نزر والدنا ونتصل به!
وتابعت ميريام رداً على أسئلة نيشان: “ذهبت وشقيقتي الصغرى إلى مدرسة داخلية وكانت قاسية علينا.. تعلمت أن أكون عصامية من تجربة عودتنا في الصيف من الداخلي حيث كانت أمي تستأجر غرفة سريرين فقط في مركز سكن للفتيات وكان هناك فتاة غريبة تشاركنا الغرفة وكنا سعيديْن بخيمتنا وبيتنا الصغير الذي لم يتعدّ الفراشين! لم أحذف تلك التفاصيل من ذاكرتي ولا أريد أن أنساها لأنني بفضلها وصلت إلى ما أنا عليه.. حينها كان هناك فقر لأن أمنا غادرت المنزل دون شيء.. أمي كانت تعمل وكذلك شقيقتي رولا لتأمين المصاريف ومن ثم فتحها الله في وجهنا وأحييت حفلاً واحداً مقابل 200 دولار فسجلتني أمي في الكونسرفتوار وأنعم الله علينا بوظيفة غناء لي في إحدى المطاعم بشكل يومي ومقابل 2000 دولار (تقولها وكأنها قبضت حينها مال الدنيا)! أمضيت عامين صعبين في حياتي ولكن جميلين، وهنا نمت شخصيتي.. كنت أصحو السابعة صباحاً لأذهب إلى المدرسة، أعود إلى المنزل الواحدة ظهراً، أنام لساعة، أذهب إلى الكونسرفتوار، ومن ثم أعودن فتلبسني أمي أحلى الثياب ونستقل الميني كوبر خاصّتنا والتي أتمنى لو أنني لا أزال أحتفظ بها، لكنها كانت مثقوبة وحين كانت تمطر أضع قدمي على التابلو وأرفع الفستان وأمي تقود السيارة، وإما ننقطع على الطريق أو نصل.. وإلى الثانية والنصف ليلاً لأنام!
ميريام أوضحت: ” من معاناتي لم تنتج عندي الرغبة لا بالعنوسة ولا الرغبة بالثأر.. لم يشكّل ما مررت به عقدة لدي والفضل لأمي التي كانت تحاول أن تخفي كل شيء وتعطينا أسباب ومبررات لأبي ولما يفعله”..
ومما قالته ميريام في الحلقة أيضاً:
• أحبط حين أرى التقنيات والإنفتاح والحرية لدى النجوم الأجانب في حفلاتهم وعلى مسارحهم
• إذا إعتبرنا أن الفن مدرسة فأنا علاماتي عالية في كل شيء..
• أعيش مع أمي وشقيقاتي لأنني بقدر ما أنا مودرن، فأنا متمسكة بعاداتنا وتقاليدنا الشرقية ولن أخرج من بيت أهلي إلا لبيت زوجي.. أنا سعيدة بهذه الإلفة والجّمعَة..
• إحدى الصحافيات التي أحبها وحين تعرفت علي أول مرة، طلبت أن تلمس مؤخرتي لتتأكد من أنني لم أجرِ أي عملية!
• أغرمت بأمير في سن الـ 17 وتعذبت كثيراً لكننا إنفصلنا لأنه خيرني بينه وبين طموحي.. كان يناديني بـ “الأميرة ميرا” لكنني اليوم أميرة بعيون من يحبونني وبعيون أهلي.. وطلبني حفيد رئيس جمهورية عربية وإبن رئيس جمهورية ورئيس دولة، وهذا طبيعي لأنني فتاة عازبة، وهؤلاء بشر على الرغم من مراكزهم..
• لولا شقيقتي رولا لما صرت نجمة من الصف الأول، فهي رافقتني من أول يوم غنيت فيه وحتى اليوم وهي رفيقة الدرب حتى حين كنت أعمل مع شركات إنتاج، كانت تدعمني على الدوام وتخطط لكل شيء ولا أعرف أن أفعل شيئاً بدونها، وأنا مدينة لها بنجوميتي!
• هدى قزي صحافية صديقة ولا تبيع أسراري مقابل ملايين الدولارات
• لن أوضع على أي لائحة سوداء لأنني أسير بقناعة كبيرة وهي أن لكل مقام مقال. أزور كل الدول العربية وأحيي فيها أهم المهرجانات، ويوماً لم توجَّه لي أي كلمة عن ثيابي وإستعراضاتي!
• أحلام لن تشنّ حرباً علي ونحيي معاً أحلى حفلات الزفاف وحين نغني ديو معاً “شوف العالم شو بتعمل”.. أحلام الملكة بالمطلق وأنا فقط ملكة المسرح ولا أعرف من يتقاسم معي هذا العرش في لبنان.. هذا اللقب أطلقه علي الفانز وأفتخر به كثيراً
• لا مشكلة لدي بالزواج من غير ديني، خصوصاً أنه “عبالي” أن أتزوج زواجاً مدنياً
• لكل شابة تعاني من العنف مهما كان نوعه أقول: الحياة حلوة فلا تدعنَ شيئاً يؤثر عليكن أو يدفن طموحكن.. دافعن عن هذا الطموح لآخر رمق، ولا تخفينَ شيئاً في قلبكن، فكرنَ بصوت عالٍ..
• لأمي أقول: “تقبريني” ولشقيقتي رولا: “انشالله تضلك فوق راسي ونقطف نجاح حلو طول العمر” ولجيهان شقيقتي الصغرى أقول: “ربي يعطيكي عمر حلو وتحققي كل أحلامك” ولأبي: سامحني إن تحدثتُ بأمور أقولها للمرة الأولى، تعرف معزتك عندي وتعرف أننا جميعنا بجانبك، أطال الله بعمرك!
أخيراً وليس آخراً، نحيي ميريام على صدقها وعلى دموعها التي حبستها تنعكس عليها نجاحات وإنتصارات ونجومية وشهرة وجاه ومال وكل جميلٍ في الحياة.. وبرافو لميرام التي لم تنس يحيا سعادة.. خلتها ستنساه، وضعت يدي على قلبي، لكنها لم تفعل! قالت إنها فقدت صديقاً كانت تحبه وتدلله وكأنه شقيقتها الصغيرى أي وكأنه فرد من أفراد عائلتها..