الـ Branding يسبق التسويق.. لذا يفشل الفنانون العرب!
من أنفسهم ماركة؟
مبدأ التسويق
واحد سواء كان خدمة أو إنسان يسوق لفكرة أو لصورته أو غيرها.. لكن فنانينا العرب
لا يفكرون يفكرون بهذه الطريقة ولا يخططون.. أي ماركة وقبل نزولها إلى الأسواق يتم
التخطيط لشكلها وماذا تقول وما هي شخصيتها وماذا تحكي وما هي الخدمة التي ستقدمها
وكيف ستصل عاطفياً عند الناس.. مثال على ذلك: مشروب غازي أليس له شكل و Slogan وله أيضاً شخصية، لذا يكون كل عصير مختلفا
عن الآخر، بينما غالبية الفنانين هم Copy Paste عن بعضهم البعض!
طالما أن
الماركة تعتمد أيضا على التسويق، فهل تقصد أن تقول أن الفنانين العرب لا يعرفون
كيف يسوقون لأنفسهم؟
لا.. غالبيتهم لا يعرفون كيف يسوقوا لأنفسهم، لذا
نراهم يبدلون أشكالهم وآراءهم كل خمس دقائق، بينما لو أخذنا على سبيل المثال
مشروبا غازيا شهيرا حول العالم، نرى أن القيمين على الشركة المنتجة له يمضون
أعواما في التخطيط قبل أن يفكروا بتغيير تفصيل صغير في غلافه أو طعمه! الفنانون
العرب لا يعاملون أنفسهم كماركة، لذا لا نرى أن لهم ديمومة.. الـ Branding لا تضمن للشخص الشهرة على الأكيد لكنها تضمن
الإستمرار والديمومة والنجاح على المدى البعيد.. مثلا، هل تعرفين لماذا خسر تايغر
وودز الإعلانات التجارية وثقة الشركات؟
لأنه خان
زوجته؟
كلا، عشرات
المشاهير خانوا زوجاتهم ولم يخسروا الشركات التي إعتمدتهم كصورة إعلانية. لو فعلها
دايفيد بيكهام لكانت ردود الفعل معه مختلفة، لكن المفارقة أن تايغر وودز طرح نفسه
في كل الإعلانات التي صورها على أنه الأب المحب وصاحب القلب الطيب، لذا كانت
النتيجة قوية عليه لأنه خان الـ Brand
أو الفكرة التي كان يروج لها..
ما هي الـ Brand؟
هي التصور
الذهني الذي يكونه الناس عن شخص (أو شيء) معين وهو حكم من الناس نتيجة عدة عوامل
منها صورته وآراءه وأفكاره والتواصل والتصرف.. أي Abc، Appreance, behavior,
communication..
إذا الـ Branding أو تحديد الماركة يسبق التسويق وهذا منطقي
لكن هذا ما يغفله الفنانون العرب الذين يستعجلون في الترويج لأنفسهم دون أن يدركوا
بأنهم لم يبنوا بعد ماركتهم!
صحيح..
المشكلة في الفنانين أنهم يندفعون إلى الإعلانات متناسين أن عليهم أن يركزوا على
الـ Brand..
أي ما هو الشيء الذي يفرقهم عن سواهم كي يتميزوا؟ فمثلا الفنان الذي يختار أن يقدم
أغنيات رومنسية، لا يمكن أن يكون ذا شكل عدائي أو أن يكون عدائيا وهجوميا في
حواراته الصحافية وإطلالاته الإعلامية.. كما يُشعرنا مطلقو الماركات التجارية
بأننا لا نستطيع أن نستمر بدون العصير الفلاني أو الدواء الفلاني، يجب أن يخطط
الفنان لينقل لنا هذه الصورة عن ذاته وأن الحياة بدونه ليست كما هي معه!
كرم صنعت من نفسها ماركة وعلى نانسي أن
تخرج بذكاء من
مرحلة “الصبية الزغتورة”!
من من النجوم العرب الذين ترى حسب خبرتك أنهم إستطاعوا أن يصنعوا من أنفسهم
ماركة؟
نجوى كرم.. هي قوية في أغنياتها وكذلك في حواراتها
ولهجتها ونبرة صوتها، ما يعني أنها على مدار السنوات إستطاعت أن تخلق من نفسها
كفنانة ماركة بالشكل الصحيح!
ماذا عن
نانسي عجرم؟
تحتاج إلى
قفزة وإن كانت تريد أن تستمر عليها أن تتحضر للمرحلة ما بعد “الصبية المهضومة
الزغتورة”.. حتى الآن تخدمها صورتها، لكن هذا لن يستمر أكثر من خمسة أعوام،
لذا عليها أن تخطط كيف تنتقل من مرحلة إلى أخرى دون أن تصدم الجمهور!
فنانون كثر في الغرب فشلوا في أن يحققوا هذه القفزة
بالشكل الصحيح، فخسروا جمهورهم.. على سبيل المثال هناك مايلي سايروس التي أحبها
الصغار والكبار ببراءتها، لكنها باتت تفاجأ الجميع اليوم بإطلالاتها الجريئة!
جميع
الماركات تتطور لكنها لا تسبب “نقزة” للجمهور لأن هذا الجمهور لا يتقبل
شيئا لا يصدقه!
ماذا قصدت حين قلت بأنه علينا أن نصدق الفنان أثناء
تطوره ومرور الأعوام عليه في عالم الفن؟
لا يمكن
لفنانة أن تتخطى الأربعين من عمرها وتؤدي أغنيات عن الحب المراهق، إذ لن نصدقها
كجمهور.. عليها أن تتطور في أغنياتها وفي لباسها وكل ما يحيط بها كي تحافظ على
الصدق الذي يضمن ألا تخسر جمهورها!
ماذا عن
نوال الزغبي؟
– لم تعد تستطيع أن تقنعنا بأنها لا تزال
الصبية الجذابة.. هي في مرحلة تحتاج لأن تختار أين تريد أن تكون.. هي الأم والنجمة
ولم تعد في العشرينيات وبالتالي لم يعد بإستطاعتها أن تعطي نفس صورتها السابقة
وهذا يجب أن ينعكس على ثيابها ونوعية أغنياتها وطريقة وقوفها على المسرح..