حلّ الشاعر التونسي نجيب بن علي، ضيفاً على برنامج “السادة المحترمون”، فكان نِعمَ المُحَاْوَرِ في أجواء سياسية وطنيّة بإمتياز، كشفَ فيها عن آراءَ صنَعَت منه الشاعرَ الثوريّ المحبّ لأرضهِ الذي هو عليهِ اليوم.
أفكار بن علي كثيرة والنّقاط التي تطرّق إليها لا يُملُّ منها، وأبرزها:
– تونس تشهد إنفراج الأزمة السياسية التي دامت بعد الثورة المباركة وحاولنا بطريقة ما أن نستخلص الدرس من الحدث المصري وأن نحلّ المشاكل بطريقة أخرى تتجاوب مع نموذج توافقي يكون بادرة خير لمستيقبل تونس. حركة النهضة إرتكبت الكثير من الأخطاء بعد الثّورة والحزب الحاكم لم يكن في المستوى المأمول، لكن حاولنا أن تتم إزاحة الأزمة السياسية بطريقة حضارية نوعاً ما، أيّْ حل سياسي وسلمي ويعطي فرصة لكل الأطراف للدخول بصفة أفضل في المرحلة القادمة في مستقبل تونس.
– مشكلة الحزب الحاكم كان عدم الإيفاء بالوعد إذ مرّت السنة الأولى ولم يتم الإنتهاء من كتابةِ الدستور والتململ بدأ في السنة الثانية رافقه إحْتقان، لكن كان هناك خوف من دخول البلاد في المجهول بعد إغتيال شكري بلعيد.. لم يكن من حلّ آحر سوى الحل السياسي وهو ما ناديتُ به لأنّه يقي البلاد من كل الأعراض التي ممكن أن تؤدي بنا إلى ما لا تُحمد عقباه والحمدلله أنّ الأزمة إنفرجَت ونحن الآن بصدد الدخول في مرحلة جديدة.
– شاركت في الفعاليات الجماهيرية وكان إيماني كبيراً بضرورة وقوف المبدع التونسي مع الجماهير للضغط على كافة الأطراف السياسية. الغرض لم يمن إزاحة النهضة من الحكم أو القضاء على الحزب، ولكن لتصحيح مسار الثورة وكي تخرج تونس من عنق الزجاجة والنتيجة كانت إيجابية في المحصّلة!
– الناس في تونس يتذمّرون من الغلاء ومحتاجون لتحسين الأوضاع خصوصاً غلى المستوى الإقتصادي في ظلّ تحسن الوضع الأمني، لكن المعضلة الإقتصادية بحاجة لسياسة ذكية من رئيس الوزراء والفريق العامل معه وكلّي ثقة أوّلاً وقبل كل شيء في وعي الشعب التونسي وحماس الشباب للضغط على كل طرف سياسي يحاول في يوم من الأيام السطو على الثورة التي قمنا بها في 14 يناير الـ 2011
[youtube]https://www.youtube.com/watch?v=h6EoMlJ9AG4[/youtube]
– الإخوان مختلفون من بلد لآخر والتجربة الإخوانية لها درجات من الفشل والنجاح حسب نوعية المجتمع وظروف الدولة. أنا لا أحب المقارنات وأحاول قدر الإمكان تجنّبها في أي شأن من الشؤون، لكن إخوان تونس مختلفون عن إخوان مصر، رغم أن المدرسة هي نفسها، لكن على الأقل أظهروا قدرةً من المرونة والوعي والتخلي عن المكابرة.
– لم أزر مصر خلال فترة حكم الإخوان لها، لكن أتحدّث عن تونس والظواهر التكفيريّة كان وجودها واضحاً، لكنها لم تكن بالحدّة التي يمكن أن تكون عليها الأمور في مصر. الغطاء السياسي وفرته للأسف حركة النهضة وهذا طبيعي، إذ نتوقع الألاعيب السياسية من أي حزب سياسي، لكن نوعية المجتمع التونسي كانت دوماً ترفض مثل هذه الممارسات، و “زواج المتعة” بين الجناح السياسي والجناح العسكري لم يكن لينجح، ولد ميتاً لأن وعي المجتمع التونسي وعراقة الدولة في تونس ومتانتها ومتانة المؤسسات، لا يمكن أن تسمح لجماعة أو تنظيم بإختراقها ولا يمكن أن تسمح لأي جماعة بالعمل في الظل والظلام!
ختاماً، أدّى بن علي قصيدة “تمرد” التي ساهم بها في الفعاليات السياسية والجماهيرية والتي أهداها للشهيد شكري بلعيد.