إفتتح عازف العود العراقي الكبير نصير شمه بصحبة أوركسترا السر الأمسية الرابعة من أمسيات مهرجان الموسيقى العربية ٢١، وعزف على مدى أكثر من ساعة ونصف مجموعة كبيرة من مؤلفاته الموسيقية بالإضافة واحدة من مقطوعات الملحن المصري الراحل كمال الطويل.
وقد اختار شمه معزوفات الحفل من قديمه وجديده ليتوافق برنامجه مع موضوع المؤتمر المرافق للمهرجان والذي ناقش في هذه الدورة تطوير الموسيقى العربية مع المحافظة على هويتها. وقد صرح بأن مشاركته في هذا المهرجان مع أوركسترا السر التي يقودها المايسترو سعيد كمال تأتي هي أيضاً في السياق نفسه، لأن هذه المجموعة التي أسسها قبل ثلاث سنوات تحمل مواصفات غربية وروح عربية، وتتموضع في منطقة بين أوركسترا الموسيقى الكلاسيكية الغربية وروعة الفرقة الماسية التي كانت تصاحب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. وقد سبق لأوركسترا السر تقديم حلفين كبيرين في مهرجان أبو ظبي ومؤتمر طبي عالمي في القاهرة، قبل مشاركتها هذه السنة في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة.
ومن المقطوعات التي قدمها نصير شمه في المهرجان بصحبة أوركسترا السر معزوفة “على حافة الألم” التي كتبها تكريما لنضال المرأة الفلسطينية. وكشف لنا في حديث خاص بعد الحفل عن استعداده لتصويرها على طريقة الفيديو كليب مع المخرج حسين كمال. أما معزوفة الختام فكانت “حدث في العامرية” التي لحنها إحياء لذكرى عشرات الأطفال الذين قضوا في الغارة التي أصابت الملجأ الذي كانوا يحتمون فيه في العامرية، في بغداد، عام ١٩٩١.
بالإضافة إلى ذلك، قدم نصير شمه لجمهور المهرجان عازفا سوريا مبدعا لم يتجاوز العاشرة من عمره ويدعى أحمد حسين الشيخ، في فقرة من العزف على القانون أدهشت الحضور بشكل كبير. فأحمد يعزف بأصابعه العشرة وقد اختار المنظمون له لقب “الطفل المعجزة” للتعريف به في المنشورات الخاصة بالمهرجان.
أمسية مهرجان الموسيقى العربية الرابعة لم تنته مع نهاية حفل نصير شمه. فقد توالى بعده على خشبة المسرح المطربان أحمد سعد ونادية مصطفى في فاصلين من الطرب العربي الأصيل بصحبة الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو سليم سحاب.