* في الالبوم الجديد وجدناك تقترب من الاغنية ذات الايقاعات بعد ان كنت اكثر رومانسية وكلاسيكية..
– هذا التنوع ضروري وذلك حسب الاغنية، لكن حتى في أغنية “تقبريني” كان يوجد ايقاع لكن من نوع آخر. البوم كامل يتطلب التنويع لانه من غير المنطقي ان يكون كله رومانسي والا سيصبح مملاً. والايقاع لا يعني ابدا انه لا يوجد رومانسية لان الاغنية قد تكون ايقاعية لكن كلماتها رومانسية.
* تقترب أكثر نحو الأغنيات الشعبية الواقعية مثل اغنية “فردها”؟
– كل الأغنيات تعبر عن حياتي وطريقة عيشي. فانا احيانا اكون هادئاً واحيانا عصبيا. احياناً احب الضحك واحيانا اكون حزينا. الموسيقى هي ترجمة لكل الحالات النفسية التي أعيش فيها. المهم ان تكون مقبولة والاغنية معبرة.
* هل انت اكثر من يفهم نفسه في الالحان إذ سبق وتعاملت مع مروان خوري فماذا عن هذا التعاون؟
– لا شك اني اكثر من يعرف صوتي. ومروان خوري تعاملت معه في الكلمات وليس في الالحان. وما قمت به حتى الان يعتبر بداية، فأنا لاحقاً يجب ان اوسع رقعة التعامل اكثر . هويتي كمطرب يجب ان تكون صحيحة فالملحن الاخر قد يجد شيئاً ما في صوتي انا لا اراه شخصياً وبالتالي يضيف لي اكثر مما قد اضيف لنفسي. لان كل ملحن له رؤية وطريقة في التلحين والاسلوب. وهناك ملحنين ذات اهمية يعرفون ماذا يليق بهذا او بذاك والتعاون معهم قد يضيء على زاوية كانت معتمة عندي.
* دخلتَ مجال الغناء بعد التلحين، لماذا لم تفعل هذا مبكراً ام ان التلحين لم يروِ غليلك؟
– الغناء اتى بالصدفة بعد أغنية “الله معها” ووجدت لو قدمت مواضيع معينة في الاغنية فقد تكون مقبولة مني اذا قدمتها ، فانخرطت في هذه التجربة والذي شجعني اكثر هو محبة الناس لاغنياتي وتقديرهم لها. فكان من واجبي كونهم اعطوني هذا الحب والاحترام ان اذهب الى هذا المكان فانا بالنهاية ما زلت في ذات المكان سواء كنت ملحنا او شاعرا او مطربا طالما ما اقوم به هو امتاع الناس.
* ربما لم تشبعك الاصوات الموجودة في الساحة الفنية فغنيت؟
– لا، هناك اصوات كلها بركة في لبنان وخارج لبنان وانا اجد غنائي بعيدا عن الجميع. ولم ات الى الغناء لارواء غليل أحد . فاللون الذي اغنيه صعب جدا والدليل ان معظم الاغاني التي غنيتها كانت متوفرة للكثير من المطربين ولم يغنوها لانهم ببساطة لم يروا انفسهم فيها .
* الاغنية رفضت لانها ذات لحن معين او كلام معين؟
– رفضت كلحن وككلام وبالاحرى كشكل اغنية مثل اغنية “كوني مرا” الكثير رفض ان يغني هذه الاغنية التي قعدت عندي 4 سنوات منفذة فنيا لان احداً لم يقبل ان يغنيها او يتجرأ على غنائها ولا اريد ان اذكر اسماء المطربين الذين رفضوها.
* علماً ان هذه الاغنية اعطتك ميزة خاصة؟
– طبعا وانا افتخر بهذه الاغنية واعتز بها. فيها رسالة مهضومة، علما ان عنوانها قد يفاجئ ” كوني مرا ” وهي من كلمات مروان خوري. العنوان جريء، لكن في داخلها لا يوجد جرأة ولا اعتبر غناءها فيه اي بطولة او جرأة. لان موضوعها لا يتخطى المحاذير ولا الاخلاقيات ولا الافكار كلامها عادي وجميل وواقعي.
* لا شك انك تتواطئ مع الكلمة.. إلى أي مدى الكلمة قادرة ان تنبه على اللحن عندك؟
– هذا كلام صحيح الكلمة تحفزني لان الاغنية هي كلمة والذي يؤثر فينا بالاغنية هو الكلمة وليس الموسيقى فقط . الموسيقى قد تعطي حالة تأثر وقتية ولكن الذي يعيش في رأسنا ومخيلتنا هي الكلمة.
* كيف تقطف كلمات اغانيك؟
– اول من تعاملت معه هو مروان خوري في اغنية “الله معها” وثاني اغنية انا كتبتها، و”كوني مرا” من كلمات مروان ايضا، وتعاملت مع احمد ماضي وسهام الشعشاع ومريم شقير ابو جودة، ومحمد عبد الله الفيصل الذي اعتز بصداقته. مروان خوري يكتب بحس عال ويطور في المواضيع . مريم شقير ابو جودة فاجأتني في اغنية “القلب الحنون” لانها تكتب رغبة امرأة على لسان رجل لفتني الموضوع جدا وتكمشت به. ومريم شقير كاتبة كبيرة وشعرت ان في اغنيتها نكهة جديدة.
* لماذا غنيت اللون الخليجي؟
– انا غنيت كلمات مهمة جدا فكاتب الاغنية الخليجية الفيصل هذا الشاعر الكبير اعتبره مثلي الاعلى في الفهم والرصانة والمحبة الانسانية والرجولة وهو اخ كبير لي. يكتب مختصر مفيد. 3 كلمات قد تصلح لثلاثة كتب. يقول في الاغنية: “الناس غير الناس والزمن غير الزمان ، غيرت الوان الهوا والاصابع صارت سوا” يعني ان الناس صاروا متشابيهن كلهم في طريق واحد الاصابع باتت متشابهة ولم يعد هناك خلق ولا تفرد ولا حرية وبات كل شيء ممكن ولم يعد هناك طيبة . فنحن في عصر بات فيه الكذاب هو القبضاي، والبطل والشهم. والشهامة باتت تصنف ضعفاً. من هنا هذه الاغنية بكلماتها قد تعيش دهراً.
* كم يعجبكَ نص سهام الشعشاع؟
– انا معجب جدا بشعرها وبتفاعلها مع الكلمة فهي انسانة مهمة وقلت مرة ان لديها شهامة الرجال وانوثة وحنان كل النساء وقادرة ان تدخل الى الشعر بجرأة وسلاسة وتحكي كلاما جرئياً. هناك اغنية اسمها “بعدك معي” . عرضت على الكثير من المطربين وهربوا منها لانها تتضمن كلمة تخت تقول في مكان ما: “بعدو حنينك على التخت بعدو الفرح لما ضحكت” علما باننا كلنا ننام على التخت وهو ملجأنا كل يوم. البعض اعتبر هذا عيباً، سهام تملك الجرأة والحنان واسلوبها يصل الى القلب وانا لدي تواصل روحي مع سهام الشعشاع وافهم كلماتها سواء انا غنيتها اوغناها مطربين اخرين.
* وانت ايضا جريء، غنيت بصرخة عالية “كوني مرا” وغنيت كلمات مستهلكة “تقبريني” طوعت الكلمات بلحنك وكأنك عجنت اللغة لتفرخ اغنية ذات موقع جديد. هل انت تولد من الاستهلاك حالة ابداعية مستعصية فترفعه الى أعلى؟
– هذا كلام كبير يرفع معنوياتي. انا سأقول لك ببساطة باني لست متفلسفا والكلمة المستهلكة هي الكلمة التي يستعملها الناس وتكون قريبة من القلب كلمة “تقبريني ” من اروع الكلمات تقولها الام والاخت تقولها للطفل والحبيب وهي ليست كلمة شوارعية هي كلمة قيمة في الحنان.
* هل تصيغ عاطفة الرجل بشكل جديد؟
– لدينا نظرية خطأ عن الرجل بان عليه ان لا يحكي عن عواطفه، وانا من الذين لا يخجلون بعاطفتهم ، فان احببت اعبر عن حبي بعاطفة جياشة. الحب جزء من الانسانية ومن لا يحب ويعطف يعني انه ليس انسانا فانا لدي الجرأة ان اعبر عن عاطفتي حتى ولو كنت بموقف ضعف ولا استحي من ذلك. فنحن البشر قد نكون اقوياء في مواقف وضعفاء في مواقف اخرى ونحاول ان نشتغل على ضعفنا حتى لا يؤثر على حياتنا كلها. من هنا عندما اقع في الحب اعبر بعفوية وبحرية ولا احسب كلماتي ولاني كذلك الحن بعفوية واتفاعل مع الموسيقى ، واحكي الاشياء كما هي.
* أشعر في اغانيك وكأنك تريد ان تخلق طقساً ما مثل “كوني مرا” رافقتها بكورال كبير وموسيقى عالية، وصرخت صرختك ، هل كل اغانيك يجب ان تحمل طقساً وخيالا؟
– لا يوجد طقس بل يوجد موضوع، الموسيقى والاغاني اهم وسيلة لتسويق الفكر . نحن نعتبر الموسيقى للتسلية وهي كذلك لكن فيها سر هو الطرب والنشوة وهذه لا نفهم ذبذباتها . من هنا ضروري ان تحمل الاغنية مضمون جيد ذات طعم. وكل الاغاني التي عاشت هي تلك الاغاني التي فيها مضمون شامل.
* هي رؤيتك للكليب وكيف تختار مواضيع التصوير؟
– لأننا في عصر الصوت والصورة، الكليب ضرورة ان يحمل معنى ويكون امتدادا لموضوع الاغنية حتى اذا راها المشاهد يكون مطابقا لما يسمعه احيانا تكون الاغنية حزينة ويضعون فيها راقصين ورقص. فانا احرص ان تكون كليباتي مترجم واقعي للقصة ولخدمة الكلام من هنا في اغنية “القلب الحنون” سعيت ان ادلل المرأة واسعدها بالاشياء التي تحبها فاتيت لها بكل شيء الى البيت من جواهر وملابس ومكياج ومساج حتى اعبر عن امتناني لها هي التي تسعى دوما الى ان ترحيني.
* هل المرأة هي التي تشغلك بوجودها في حياتك ، ام هي بمنأى عنك فتلجأ اليها من خلال الموسيقى؟
– انا اؤمن بان الله خلقنا نصفين كاملين ونحن بحاجة الى بعض وان كنا كل واحد بتركيبة معينة. فانا لا اتخايل رجلا لا يحركه الحب في حياته. وكذلك المرأة لكن ربما انا عاطفتي كثيرة . فالمرأة في حياتي ليست مجرد حاجة بل لذة واستمتاع. المرأة هي كل شيء وما تعطيه المرأة لا يستطيع احد اخرى ان يعطيه.
* ماذا عن الحبيبة.. خبرني عنها؟
– الله يعينها ، انا في المطلق لست صعباً. ورجلا هنياً. احترم عواطف ومشاعر وعقل المرأة . لكن الاستمرار في الحب صعب.
* هل الوقت يفقد الحب شغفه؟
– نعم الوقت قد يفقد الحب شغفه واستمراريته والمشكلة كبيرة في ارضاء الذات وارضاء الشريك في الحب.
* ربما لان مشاغل الحياة اليومية تفقد الحب بريقه؟
– هناك اسباب كثيرة تجعل الحب باهتا منها الانانية والتناقض نحن البشر انانيون ومتناقضون. وانا من الناس الذين لا يكذبون على انفسهم فاناعندما احب اعيش الحب بكل جوارحي، وعندما لا اعود احس به، اوقف العلاقة، لاني لا احب ان اؤذي نفسي او اؤذي الاخر ولا احب ان اظلم او اظلم الاخر.
* هل يمكن ان تتزوج بدون حب؟
– اكيد لا . لاني اؤمن بان الزواج هو اسمى ما يمكن ان نقوم به في الحياة. والتماهي في الزواج بين الشريكين ضرورة. لكن اليوم للاسف بتنا نرى هذا مفقودا وسط الحياة العصرية فالعائلة هي اكثر مكان صحي للحالة النفسية في المجتمع . فعلى الرجل في الزواج ان يقوم بكل واجباته الصحيحة والمرأة ايضا. ويربون عائلة سليمة الفكر والاحساس حتى يكون لدينا اولادا قادرين ان يؤسسوا بعد ذلك بيوتا عامرة، العائلة عندي هي الهدف الاكبر، لكن نحن اليوم نعيش في عصر لا احد يريد التضحية وكل يفكر بانانيته وحريته.
* كم انت واقعي بهذا الكلام؟
– انا كل حياتي كنت واقعياً.
* لكنك تجيد صنع الخيال؟
– لا ابدا واحلى الخيال هو الواقع. واكثر الاشياء فلسفة هو ابسطها.
* ما مذاق النجومية؟
– كذاب الذي يقول محبة الناس ليست جميلة . فبعد الصحة انا اجد محبة الناس من اهم واجمل الاشياء انا بحياتي لا تعني لي الشهرة، لكن تعني لي محبة الناس، ان يقال لي عملك جيد وجميل يعطيك العافية، انت حلو ولا احد يجبر الاخر على قول هذا الكلام. وانا اجيد التعامل مع مثل هذا الكلام لاني عندما اسمعه اقول لمن يقوله شكراً واشكر ربي على هذه النعمة. لان الاخر يمدني بحب وهو ليس مجبر على ذلك.
* اجدك انتقائي في الفن وصاحب مزاج صعب؟
– اسمحي لي ان اقول بكل تواضع بعدها الدنيا بالف خير. انا صحيح مقل باعمالي، لكن كل اعمالي التي قدمتها خلال السنتين الماضيتين ضربت وهذا دليل ان ما اقدمه يصل الى الناس ولو بنسبة 50% انا سعيد بفني لاني اختار الكلمة واللحن والصوت واقوم بواجبي تجاه الموسيقى . ولا ابخل على اعمالي لتعيش اكبر وقت ممكن. من هنا اليوم عندما نسمع ارشيف الرحابنة الذي كان منذ 50 سنة نراه حاضرا وما زال نابضا لان الجملة الموسيقية التي قدمها الرحابنة منصور وعاصي كانت نظيفة . وفي عصرنا هذا لا يوجد احيانا من يقدر ان يصل الى ربع هذه النظافة.
* الابداع سهل او صعب؟
– سهل اذا بواكيره موجودة ، المهم ان تكون الحالة موجودة . اي واحد قد يكتب الشعر ويضع لحناً المهم هل هذه حلو.
* قد يكون سؤالي تافها لكني اريد ارضاء حشريتي لماذا شعرك طويل ولماذا تحب اللون الابيض في اللباس؟
– احب اللون الابيض في الملابس لاني احب الوضوح واحب الحياة والشمس والصيف ولا احب الاشياء المعتمة اما المرأة فاحبها ان تلبس اي شيء واذا لم تلبس شيئاً يكون الامر افضل بكثير. اما شعري فهو كذلك منذ اكثر من 10 سنوات وليس الهدف منه ايجاد لوك. رايته يليق بشكل وجهي فتركته طويلاً. وانا لست من الرجال الذين يهتمون ب شكلهم ومنظرهم، حتى اني لا احلق ذقني ولا ازيحها وارتكها على طبيعتها.