لم يكن سهلاً على أي من البرامج الرمضانية أن يستقطب عدداً كبيراً من المشاهدين، نظراً لتركز المنافسة بين المسلسلات المصرية والخليجية والتركية وسيطرتها شبه التامة على الشاشات الفضائية.. لكن بعضاً من تلك البرامج إستطاع ان يبرز بوضوح ويحقق نسبة مشاهدة عالية واستحقاقاً يقف عنده “الريموت كونترول “، ولعل أبرزها كان برنامج “نورنا الليل” للإعلاميين رجا نصر الدين ورودولف هلال الذي تميزّ كثيراً بنوعية ضيوفه وفكرته الخارجة عن التقليد والكلاسيكية.
الضيف لم يجلس على كرسيّه كما تجري العادة، حيث سمحت مساحة المكان بتنقله من مكان لآخر سواء لتنفيذ أحد الشروط المفروضة لمساعدة الحالات الإنسانية أو لإضفاء جو من المرح على إيقاعات الموسيقى الطربية .
فكرة البرنامج التي ارتكزت على استضافة أربعة وجوه مشهورة، من اهل الفن والإعلام والسياسة والمجتمع، كانت لتكون عادية، لولا تحويل الفكرة الى هدف إنساني سامٍ سخّر فيها كل ضيف مكانته الإجتماعية لتحفيز المشاهدين على المساعدة ومد اليد للمحتاجين كي تبدو فسح الأمل في كل وقت وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك .
نلفت الإنتباه أن هذه المبادرة بإدراج “تقرير خاص” عن وضع حالة إنسانية فقيرة لعلها تستمر حتى بعد إنتهاء الشهر الفضيل، لتكون على مدار السنة ، فالفقر أصبح ظاهرة مستشرية تفاقمت أكثر من السنوات الماضية وبغياب الدولة وواجباتها لا يمنع أن يقف الانسان إلى جانب أخيه الانسان تحت مظلة الاعلام .
مع “نورنا الليل” تحول البرنامج إلى منبر إعلامي له رسالة تخطت الترفيه والغناء والضحك واللعب وهذا نقطة ايجابية جداً تحسب لصالح فريق البرنامج رجا نصر الدين ورودولف هلال ورئيسة التحرير فاطمة داوود، الذين أكملوا “المعروف” ونظموا حفلة ضخمة لدعم الحالات الإنسانية بحضور اكثر من 18 مطرب ..
يحسب للبرنامج أيضاً حسن اختيار الضيوف الذين بلغوا 120 ضيف من مختلف
المجالات الفنية والاعلامية والسياسية والاجتماعية. والبرنامج لم ينافس فقط بضيوفه “النجوم” الذين خصصوا “نورنا الليل” بإطلالات حصرية خلال شهر رمضان كالمطربة العملاقة “ميادة الحناوي” والنجم الكبير حمام خيري، بل ايضاً بالسياسيين من مختلف الاقطاب السياسية ..
“نورنا الليل ” تمكن وباجتماع كل عناصره أن يحقق معادلة صعبة مع عرض برامج فنية على مختلف المحطات اللبنانية ويتصدرها جميعاً ليحتل الرقم واحد لبنانياً مواجهاً منافسة كبيرة مع كل البرامج الأخرى.