بعد أن كان من المقرر أن تصور الفنانة قمر الفيديوكليب الخاص بأغنية Oh La La من ألبومها الأخير “حلوة”، مع المخرج شريف ترحيني، وبعد المشاكل التي وقعت بينهما والخلافات التي تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام، بعيد مغادرتها set التصوير، وحملها القضية اليوم إلى أروقة المحاكم حتى تستعيد قمر حقها وأموالها التي أنفقتها – وحسب قولها- لتصوير هذا العمل، فيما رفع شريف ترحيني دعوى قضائية على قمر مطالبا إياها بتسديد نقفة العمل، هو الذي تكبد خسائر مادية عقب مغادرتها التصوير وإيقاف العمل معه…
صدر مؤخرا الفيديوكليب “المنتظر”، والذي تم تصويره على مدى يومين، أولهما في بيروت والثاني في أوكرانيا، تحت إدارة المخرج فادي حداد في فكرة مختلفة عن التي قدمها ترحيني، والتي علمنا بانها كانت ترتكز على الرقص والإستعراض وتحمل twist ترحيني مضيفا إليها “دلع” وخفة ظل قمر، فيما “همس أحدهم” إلى موقعنا بأن الأمور لم تكن لتسير على ما يرام مع حداد، فقد إعترضت العمل بعض المعضلات والمشاكل، سرعان ما تمت تسويتها وإنقاذ الوضع.
فاجأني الكليب الذي طرح عبر قناة مازيكا وعبر شبكة اليوتيوب، على الرغم من كلمات الاغنية الفرحة والموديرن، فيقول مطلعها:
“كل ما انادي يقلى بكره
و بكره يجي و لا عنده فكره
معقول ناسيني و انا اللي فاكره
بقت بتيجي اهون عليه”
وما يصدم هو لجوء المخرج إلى إعتماد إضاءة شتوية خافتة، وكأن كانون “ورا الباب”، فإفتتاحية العمل مع أم تضع طفلتها في سلة قش أمام باب دار للأيتام، فتخرج المشرفة على هذا الدار لتجد الطفلة، فتدخلها لتعيش في عالم “لم تكن تعرف قساوته”! لا أعرف قمر على الصعيد الشخصي، ولكنني كنت أسمعها تردد قصتها أنها عاشت في دار للأيتام بعيدا عن المنزل وترعرعت هناك، وهذا ما تبادر الى ذهني؛ فهل أعجبت قمر بالفكرة التي قدمت لها – رغم أنها لا تمت لكلام الأغنية ودلعها بصلة- على الأقل في بدايتها؟!
تتوالى المشاهد، فننتقل مع برودة الألوان ومكونات المشهدية، إلى الفطور مع أولاد حفاة، يحملون صحون من الحديد تسكب فيها ملعقة من الحليب، فتجلس فتاة صغيرة – ويفترض ان تكون قمر الصغيرة- هي التي تطالب المزيد، فتقابل بالرفض من المسؤولة وتزجها في غرفة مظلمة في الزاوية، تضربها وتبدأ بالبكاء…
ينقطع المشهد…
لنرى قمر “الكبيرة” مع زميلاتها تضيء الغرفة وتبدأ بالرقص وسط الغرفة، وتليها مشاهد أخرى للرقص في المطبخ، وتحضير طبق كبير من الدجاج والخضار، تعمد مديرة الدار إلى إلتهامه ما يتيح لقمر الهروب متنكرة، فتخرج إلى “الحرية” وسط زحمة الناس وتستلقي على درج حجري!
من الناحية التقنية، الكليب “متعوب عليه”، ولكن لم أجد مببرا للجوء إلى قصة تحمل وطابعا إنسانيا بحتا، وفيها من المعانات ما يكفي حتى يصاغ منها سيناريو لعمل درامي!
فهل أخطأت قمر في إختيارها لسيناريو الكليب، أو إذا صح التعبير في التنسيق ما بين الفكرة، وما يجول في خاطرها وما تترجمه الأغنية، فيكون الـ come back مطعما ببعض الحنين والحنية، وكأنها تريد أن تذكر الجمهور – والذي حفظ سيرتها وتناقل أحاديثها- بمن هي؟!