يبدو أن كل إعلامي يخالف النظام الحاكم في مصر تتم معاقبته من خلال إبعاده عن الشاشة، وذلك كي لا يجيش الرأي العام ويزرع فيه حماسة ضد المسؤولين الحاليين..
فكلنا يعلم أن سبب إيقاف برنامج “القاهرة اليوم” للإعلامي عمرو أديب هو إنتقاده للنظام الحاكم في مصر مع قرب الانتخابات النيابية الحساسة والمصيرية، وليس بسبب الديون المتراكمة على قناة “الأوربت”، والدليل هو أنه عندما تم دفع الديون، لم يعد البرنامج إلى الشاشة!
وما يدفعنا للتساؤل ما إذا كان مصير الإعلامي محمود سعد سيكون مماثلاً لمصير عمرو أديب، هو ما حصل قبل يومين.. فقد رفض محمود سعد أن يطل فى برنامجه “مصر النهاردة” إحتجاجاً على الأوضاع السياسية في البلاد وما رافقها من تغطية إعلامية تحديداً في “يوم الغضب” أي خلال التظاهرات التي قام بها المصريون في الشارع المصري، كما أن محمود سعد طرح أسماء سياسيين أراد إستضافتها على الهواء لمناقشتها في الظروف الراهنة، فقوبل طلبه بالرفض من قِبل وزير الإعلام أنس الفقي، الأمر الذي أزعجه وضايقه.
كما أنه طُلِب من الإعلام المصري عدم تسليط الضوء على الثورة التي حصلت في تونس مؤخراً، إلا أن محمود سعد علق في برنامجه قائلاً: “أسجل موقفاً مما حدث فى تونس، وأحيي الشعب التونسي، وأحترم إرادته”، وهو ما قوبل أيضاً باستياء من التلفزيون المصري نظراً للتعتيم الذي تعمده برنامج “مصر النهاردة” تجاه أحداث تونس.
بالتالي، ومقابل ما يحصل في الشق السياسي المتعلق بمصر، رفض محمود سعد تقديم برنامجه الشهير وغاب عن الظهور، فهل سيكون مصيره مشابهاً لمصير عمرو أديب؟! ويبقى السؤال الأهم: أين الحرية الإعلامية؟!