يبدو أن ألبوم الفنانة هبة طوجي سيجد طريقه الى سوق الكاسيت بشعار من المتوقع أن يكون وبحسب معلومات خاصة بـ”الشبكة” من توقيع “روتاني” لجهة التوزيع, وخاصة وأن العمل هو من إنتاج أسامة الرحباني.
فالالبوم الذي أنجِزت تفاصيله منذ أشهر ويضم 12 أغنية سيحمل عنوان”لا بداية ولا نهاية” وهي الأغنية التي كتب كلماتها منصور الرحباني وألحان ميشال غرام وايضا, ومن كلمات ايضا منصور الرحباني أغنية”وبالعمر اللي باقي”, إضافةً إلى أغنيات كثيرة منها “هربان”، “لا تقللي إنك مشتقلي”، “ذات اللفتي”، “ماشيي وما بعرف لوين”، “كل صحابي فلو”، “تانغو الحرية”، “حلم”، “خايفي قول”، “المرتزقة”، “افتحلي الباب”…“
أسامة الرحباني كان آخر ألبوم كامل صدر له وحمل توقيعه منذ 13 عاماً اي في العام 1997 تحت عنوان”لازم غيّر النظام” الى أن إستفزه صوت هبة طوجي لتكرار هذه التجربة, ويبدو أن العمل أيضا إستفز شركة”روتانا”أيضا حيث مفاوضات بين أصحاب القرار أي أسامة والشركة السعودية لتوزيع العمل.
فأسامة الرحباني التي جاءت إصداراته بين “بصباح الألف الثالث” و”أغنية الطفولة”, يبدو أن الموسيقى والذوق الفني المشترك بينه وبين هبة أعاده الى عشقه الموسيقي.لكن أسامة في اتصال أجرته”الشبكة”معه جاءت إجاباته عن صحة إن الالبوم سيحمل توقيع روتانا توزيعاً ضحكة من القلب,وقد رفض نفي الامر أو تأكيده خاصة وأن معلوماتنا تشير الى أن المفاوضات بين الطرفين وصلت الى مرحلة متقدمة وستجد طريقها الى التوقيع قريباً, لكن أسامة لا ينفي أنه إجتمع بمن وصفهم “بعض الاشخاص”للاتفاق على توزيع الالبوم الغنائي.فأسامة المعروف عنه أنه لا يحب أن يستبق الامور إلا إذا تحولت واقعاً, وهو الذي يختار كلماته بعناية كموسيقاه يكشف ل”الشبكة” أنه يحلم بأن يتم بتصوير أقلّه سبعة أغنيات من الالبوم ويؤكد أن الاغنيات المصوّرة ستحمل توقيع هبة طوجي إخراجاً, خاصة وإن الفنانة الشابة درست الاخراج والتمثل في جامعة اليسوعية.
“موهبة أسامة الرحباني”كما يُطلَق عليها, كانت انضمت الى إبن منصور الرحباني من خلال أغنية واحدة من ألبوم كامل كان يستعد لإصداره مع مجموعة من الأصوات، لكنها أطاحت بكل الأسماء لتفوز هي بكل أغاني ألبوم “لا بداية ولا نهاية” . ويقول مكتشفها عن توقعاته للالبوم عند إطلاقه:لقد أسهب الكثيرون بالتكلم عن الالبوم منهم في صحيفة السفير وأيضا عبد الغني طليس في”الشبكة”,فموسيقى الالبوم فيها الكثير من الجرأة أكان لجهة صوت هبة أو لجهة المواضيع التي تتناولها ألاغاني حيث تغوص المواضيع بما له علاقة بالألم الذي يشعر به كل إنسان معانقة وجدان الإنسان لتطرح أسئلة كبيرة ولتناقش قضايا شائكة، لتحاكي الحبيب وتنتقد قسوة الوطن….كما إن الالبوم متنوع في مواضيعه وكل أغنية تطرح حالة غنتها هبة وجسدتها في إطار درامي مميز …ويرى الرحباني أن الاحاسيس في هذا العمل عالية جداً كما ويُظهِر الالبوم المساحات الكبيرة في صوت هبة طوجي وهو أمر نادراً ما نجده في أصوات أهل المغنى.
هبة طوجي التي اخترقت المسرح الرحباني على أجنحة “طائر الفينيق” ودخلت قلوب الناس بصوتها الاوبرالي والتي قال فيها أسامة في احدى إطلالالته الاعلامية” كانت مثل النار التي تأكل الأخضر واليابس”.ويجيب أسامة “الشبكة”حول ما إذا كان يتوقع النجاح للالبوم عند طرحه في سوق الاغنية بالقول: لا أعرف ما إذا كنتم تقصدون النجاح التجاري للعمل لكن ما يمكنني تأكيده أن موسيقى الالبوم راقية وفيه أنواع متعددة من ألاغاني الشرقية والغربية ومن القصيدة الى ألاغنية الدرامية الى ألاغنية الشعبية ويضم عدة أنواع من الموسيقى ومنها الجاز والبلوز…. والكورس المستخدم لم يلجأ اليه أي فنان في العالم العربي فالعمل الاول ل هبة مختلف جدا وأعتقد أنه سيلاقي إهتماما واسعا من قبل الجيل الجديد….
هبة التي كان أخضعها أسامة الرحباني لتمرينات قاسية مكثفة منذ أن قرر الامساك بيدها وتعريفها الى الجمهور أكان من خلال المسرح أو غناء عبر الالبوم المنتظر,وهي, أي هبة, لم ترفض الخضوع لهذه التمرينات التي لم تكن أية فتاة عادية لا يزال عودها طريّا وافقت عليها خاصة وأننا نعرف قساوة الرحابنة لجهة ما يطلبونه من العاملين معهم. وربما كانت تمنت هبة لو كانت مثل فتيات جيلها تلهو وتمرح بعيداً عن هذه المسؤولية الكبيرة التي سعت إليها، لكن لا شك أن شغفها الموسيقي حملها الى تحدي نفسها كل مرة لتصل وهي الفتية الى ما يتمنى غيرها من الفنانين أن يختم به مسيرته الفنية.
هبة طوجي التي امتزج صوتها بتلقائية مع موسيقى أسامة الرحباني خاصة وأن موسيقاه تتطلب مسافات صوتية وعمقا دراميا وعصبا متوترا وصوتا يتحمل الأوركسترا ويغني بتقنيات عديدة , فأثبتت أنها هي صاحبة أداء فريد ولديها خلفية موسيقية على صلة بالموسيقى الكلاسيكية والتكنيك الغربي والشرقي والموسيقى المودرن,وهي الاتية الى الفن من دراسة موسيقية واخراجية وتمثيلية وليست دخيلة عليه, فجاء إداء الشابة ليأسرك برقته تارة وليشحنك طورا بملامح الثورة المتغلغلة في طياته حول قضايا الحياة الانسانية.
لا شك أن ألبوم “لا بداية ولا نهاية” لا يشبه الأعمال الموجودة في السوق, كما أن هبة أيضا لا تشبه الفنانات اللواتي اكتسحن الساحة الفنية, وهي التي تتميز كما قال لنا أسامة الرحباني ليس فقط بالصوت والاداء والثقافة الموسيقية وإنما أيضا بجمال طبيعي لم تخدشه مباضع أطباء التجميل. ويبقى السؤال هل ستشكل الفنانة الشابة بداية لعودة الفن الجميل الطبيعي الى الساحة وهل سيشكل هذا الألبوم أيضا بداية جديدة لزمن موسيقي جديد؟