نسبةُ الإجرام في الدول العربية، بالتزامنِ مع ما كان يُسمّى بالربيع العربي (التسمية لم تعُد موجودة في القاموس الإعلامي حتّى، فكيف بالأحرى على أرض الواقع)، إلى إرتفاعٍ مُرعِبٍ، يكادُ يجعلُ كلّ زوجة مشروع أرملة وأمّ مشروع ثكلى وأب وأخٍ مشروع قتلى!
في كل تلك المرارة، تلفتني وسائل الإعلام في حفاظها على كرامات المجرمين، فتبثُّ خبراً عن أن أ. ع، إغتصَب طفلاً، وأن ب.ب قتلت جارتها بدمٍ باردٍ لتسرقها، وإلى ما هنالك من قصص يستسلمُ أمامها شرلوك هولمز.
لعلّ القنوات تعتمد مبدأ عدم التشهير بأحد، وأن المجرمُ بريءٌ حتّى تثبُت إدانتهُ، لكن في قلب كل هذا الجُّرم، ألا يمكن للتشهير بأن يُشكّل ربّما رادعاً ولو بسيطاً، خصوصاً أننا نعيشُ في مجتمعاتٍ يخشى فيها الأفراد مما سيُقال عنهم، أكثر مما يخشون من حكم ربّهم؟! أن يُقالَ إن فلاناً سارقٌ، أصعب من أن يقابل الله وفي يدهِ مالٌ حرام! قد تكون هذه مجرّد فكرة وقد لا تُطبّقُ أبداً، فتبقى “فشِّة خلق”!