المرأة هي الأم والأخت والإبنة والمعلّمة وهي ذاك المخلوق الذي يعطي الكثير دون أن يفكّر بما سيأخذه وهي الشمعة التي تذيب ذاتها لتنير طريق الآخرين..
“خلص، كفانا خطابات”!
تلك هي الشعارات التي حفظناها عن ظهر قلب في المدارس، نقلها لنا أساتذتنا في قالب قصصي ظريف وممتع، ويبدو أن أصحاب القرار في أوطاننا لا يزالون تحت تأثيرها، لكن الحقيقة أن المرأة هي تلك التي يؤمن البعض التافه بأن تسميتها مشتقّة من “مرقة” الدجاج وصارت مع تطوّر اللغة تسمّى “إمرأة”! والأخيرة هي التي يجب أن تخجل من كونها أمّاً في لبناننا لأنها لا تستطيع أن تمنح مولودها جنسيتها إن كانت أنجبته من أب أجنبي، ويجب أن تخجل من أن تصبح أمّاً في لبناننا أيضاً لأنها لا تستطيع أن تعلّم أبناءها لأن الدولة العتيدة لم تقرر أي تسوية مع الجسم التعليمي والأولاد في بيوتهم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ولا ضرر في ذلك طالما أبناء الكبار يدرسون في باريس ولندن وإن هم تعلّموا فما حاجة باقي الشعب للتعليم؟ دعوهم يبقوا خرفاناً أميّين لنتحكّم برقابهم كما نشاء!
والحقيقة أن المرأة لا يمكنها أن تحصل على حصّة في الحكم في لبناننا لأن الكوتا النسائية لم تقرّ بعد، مع أن المرأة مؤهلة أكثر للحكم، وهي أقلّ ميلاً إلى العنف من الرجل، طالما أننا نادراً ما سمعنا بإمرأة شنّت حرباً وإن فعلت فكانت كجان دارك لقضية ذات حقٍّ مشروع في الدفاع عن النفس!
إنّه يوم المرأة العالمي، ولا يجب أن يكون يوماً للإحتفال في لبنان وكثير من الدول العربية، بل يوماً لدقّ ناقوس الخطر ولتقل كل إمرأة أنها ستنزع عنها صفة الأنوثة وستقاتل بشراسة لتحصل على ما يحق لها..
ممنوع بعد اليوم أن تُضرب إمرأة ولأنها إمرأة لا تستطيع أن تحصّل حقوقها أو أن ترد الصاع صاعين لأي مخلوق يؤذيها، وممنوع بعد اليوم أن تُجرّ المرأة إلى المحاكم لسنوات إن أرادت الإنفصال عن زوجها لأنه عنّفها أو خانها.. ممنوعات كثيرة يجب أن تتحول النساء في وجهها إلى رجل علّها تكسرها وتقطعها من جذورها!
إنّه ليس يوماً للإحتفال، بل يوم لوضع الإصبع على الجرح، علّه يُشفى!