يقول الحكماء إن الله لا يحمّلنا أكثر من طاقتنا وإنه يعرف قدرة كلٍ منا، لذا فإن الصبر هو الحل الوحيد لكل الهموم والمشكلات.. هذا في عالم المثالية حيث لا نغضب ولا نحزن ولا نحمل همّ أي شيء، لكن في أرض الواقع تنقلب الأمور، فالهموم كثيرة وكل يحمل همّاً يكسر ظهره، فكيف هي إذاً حال الأهل الذين أقدموا على موسم العودة إلى المدارس مع كل ما يحمله هذا الأمر من مستلزمات وواجبات ومدفوعات؟!
فمثلاً، كيف يستطيع اللبناني على وجه التحديد، الذي يعمل موظفاً عادياً ومستوراً، حسبما يوهم نفسه طبعاً، أن يدفع قسط واحد من أبنائه إن كان في الروضة ما يفوق الثلاثة ملايين ليرة لبنانية، عدا عن الكتب والإضافات المتمثلة بالنقليات وغيرها، هذا طبعاً إن شاء أن يدلّله زيادة عن اللزوم ويضعه في مدرسة خاصة، تدفع، أي المدرسة، في المقابل لأساتذتها راتباً شهرياً لا يفوق الـ 700 ألف ليرة للأستاذ فيها؟!
فأي عدلٍ إجتماعي يُحكى عنه وأي قانون إنتخابات يغرق فيه سياسيّونا والشعب يكاد يتمنّى الدخول في غيبوبة لا يصحو منها علّه يتخطى الأزمة المعيشية التي لا ترحم إلا الأثرياء، طالما أنه لم يعد هناك في لبنان طبقة وسطى وصرنا طبقة فقراء وطبقة أغنياء؟!