وصلنا في القرن الواحد عشر إلى أبعد خطوط التطور والتكنولوجيا، فبعد أن سهّلت علينا وسائل الإتصالات المتطورة حياتنا اليومية وسمحت لنا التواصل مع أي شخص كان أينما وُجد في العالم، يعمل خبراء البرمجة اليوم في السويد على إنشاء نسخ الكترونية من الموتى تتيح التواصل معهم من قبل أصدقائهم وأقاربهم.
وقالت صحيفة “دايغن” السويدية أن التكنولوجيا الجديدة تقوم على إعادة انتاج أفكار وكلمات المتوفي بشكل يجعل التواصل معه ممكنا بعد الوفاة. وقد أُقتبست هذه الفكرة من أحداث مسلسل الخيال العلمي البريطاني “المرآة السوداء” الذي تم عرضه في السنوات الأخيرة، والذي تناول الجانب المظلم من استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتأثيرها في النفس البشرية.
وسيعمل الخبراء وفقا ً لطلبات أهل المتوفي وأصدقائه على إنشاء “نسخ إلكترونية بشرية” للمتوفين، تسمح لهم مواصلة التحدث معه. أيضا ً سيعملون على تطوري “روبوت آلي” يتحدّث بصوت المتوفي ويقلّد حركاته البصرية والفسيولوجية المختلفة.
والغريب أن لأهالي السويد تجربة سابقة مع الموضوع حيث استخداموا هذه التجربة في مؤسسة دفن الموتى “فونيكس” التي أتاحت لعملائها من قبل، فرصة تسجيل أصوات موتاهم، وعرضها عليهم أثناء مراسم الدفن.
بالطبع إن لأهالي السويد خصائص ومعتقدات مختلفة وغير تقليدية تبرهن عن سبب تفكيرهم بهذه الفكرة الغريبة، فهم أيضا ً لا يستعجلون في انجاز مراسم دفن الموتى و يتركون جثثهم لأيام واسابيع في المشرحة قبل مواراتهم الثرى، مما يثير لهم العديد من الإنتقادات. فالمراسم في السويد تستغرق مدة قياسية على الصعيد العالمي.