المخرجة مي إلياس: “هناك من أفكاره ضعيفة ويصر على تصويرها… وهناك م

– الكليب الأول كان لصالح برنامج “ستار ونص”

– عملي مع كلودا الشمالي أتى وليد الصدفة

– ريتشي أعطاني الأغنية وطلب مني الـ storyboard… وهكذا كانت النتيجة!

– ينقصني الوقت، الأرشيف المتراكم، والمزيد من التركيز على مهنتي كمخرجة!

– هناك كليب قمت بإخراجه لشخص معروف لم أرد أن آخذ أجر!

الكليب الأول كان لصالح برنامج “ستار ونص”… وعملي مع كلودا الشمالي أتى وليد الصدفة!

* بداية مي أخبرينا عن تجربتك في عالم الإخراج…

– درستُ الإخراج في كندا وتحديدا في Toronto Film School، وهي أحد أهم مدارس السينما الخاصة في أميركا الشمالية، وقد نلتُ شهادة في Film & Television Production، وهو برنامج عملي أكثر مما هو نظري يتعلم الطالب فيه كل ما تحتاجه الصناعة بدءً من كتابة السكريبت وإنتهاءً بكيفية إبرام العقود، وإدارة الإنتاج، مرورا طبعاً بالإضاءة، والتصوير والإخراج.
وعملتُ هناك لفترة في Rogers Cable Network إكتسبت خلالها خبرة لا يُستهان بها في عالم الإنتاج والإخراج، لأعود إلى العالم العربي، فالإنطلاقة هنا أسهل بحكم أنني أمتلك علاقات جيدة في الوسط، بحكم عملي سابقاً كمديرة تسويق وتوزيع في روتانا الإمارات قبل سفري الى كندا، وعملي في الصحافة الفنية التي بدأت خلال مرحلة الدراسة في كندا، وإستمرت بعد قدومي الى لبنان حتى اليوم.

* ما هو أول كليب قمتِ بإخراحه؟

– الكليب الأول أتى ضمن إطار برنامج مواهب بعنوان “ستار ونص” لصالح قناة أبو ظبي، حيث يتبارى ثلاث منتجين على شخص عديم أو قليل الموهبة وصناعة نجم منه، وقد عملت مع المنتجة هيفاء فقيه في تصوير كليب لأغنية “رقصة مجنونة” للمشترك عبد الرحمن (بودي) والذي أتى في المرتبة الثانية خلال تصويت الجمهور … وكان التنافس بيني، وبين المخرج وليد ناصيف، والمخرج جاد شويري اللذين توليا مهمة إخراج العملين الآخرين.

* وبعدها كرت السبحة…

– الحمدلله، التعاون الثاني كان مع الفنانة مادلين مطر والتي سجلت آنذاك أغنية لفيلم كويتي، حملت عنوان “واحشني موت”، وأراد منتج الفيلم أخذ لقطات Beauty Shots لمادلين وتضمينها مشاهد من الفيلم، فرشحتني مادلين لهذه المهمة لأنها تثق بي، وبصورتي، وعملنا على تصوير هذه المشاهد في محطة القطار في بيروت، وبعدها أتى كليب كلودا الشمالي، واليوم كليب الفنان ريتشي… بالإضافة الى بعض الدعايات.

* عودة كلودا الشمالي إلى الساحة الفنية في فيديوكليب “غريب” حملت توقيعك… أخبرينا أكثر

– عملي مع كلودا أتى وليد الصدفة، فقد إلتقيت مرة بمصمم الأزياء فؤاد سركيس وهو يشرف على إطلالتها منذ بداياتها، والذي شاهد عملي، وأثنى عليه، ورشحني لكلودا، التي أحبت الـ storyboard، وفي نهاية المطاف صورنا الكليب في سوريا، على مدى يوم واحد، بحدود السبع وعشرين ساعة من التصوير ما أرهق فريق العمل…

* راضية عن الكليب بعد عرضه؟

– أنا أكثر شخص أنتقد نفسي ومن الصعب أن أرضى رضاً تاماً عن أي عمل أٌقدمه، يمكن أن نقول أنني راضية بنسبة 70 إلى 80 بالمئة… ولو كان لدينا وقت أطول لكانت النتيجة بدت مختلفة… لأن الفكرة كانت كبيرة، وحاولنا قدر المستطاع تنفيذها في ظل الظروف المتاحة، وبشكل عام أحبه الناس ووصلتني أًداء طيبة عنه.

ريتشي أعطاني الأغنية وطلب مني الـ storyboard… وهكذا كانت النتيجة!

* “أنا لبناني” عنوان الأغنية التي صورتها مع الفنان الشاب ريتشي، والتي تميل في تصويرها إلى الكليبات العالمية

– في الحقيقة، ريتشي أعطاني الأغنية وطلب مني الـ storyboard، وكان هنا دوري في التخطيط ووضع الأفكار المناسبة في الإطار المناسب؛ فالاغنية غربية على صعيد الإيقاع واللحن، والكلام يتحدث عن مشاعر شاب مغترب عن وطنه الأم لبنان، ويعتبر بلد ولادته هو وطنه، حتى يأتي الى لبنان فتتغير وجهة نظره، وأراد أن يصور الأغنية بطريقة تعكس وجهة نظره وتعنيه…

* نجحتِ في إيصال الفكرة وكسب الرهان؟

– لا أخفي عليك، بأنني وظفت خبرتي في الـ marketing في هذا الكليب، فريتشي فنان صاعد في الساحة، صغير بالسن، فبالتالي لابد أن يوضع في إطاره العمري، وأن يقدم عملاً يُخاطب الجيل الشاب، إذا نحن بحاجة إلى فكرة تخدم الأغنية، وقد إجتمعت بمصمم الرقص شارل مكريس والذي وضع خطوات راقصة تناسب جو الأغنية، مزج فيها بين الشرق والغرب،، كما مدير التصوير منح صليبا والذي قدم لي الإضاءة وجودة الصورة التي كنت أطمح اليها.

* ما هي الرسالة التي أردتِ إيصالها عبر الكليب؟

– الرسالة ثنائية الأبعاد؛ هي إجتماعية بحيث أن ريتشي عضو في عصابة دراجات نارية، وهم مجموعة من الشباب الذي يعشق الرقص أيضاً، ويتخذون من معمل مهجور مقرا لهم، وهناك صديقته التي يكتشف بأنها مدمنة على المخدرات – والتي أشرنا إليها عبر مشهدية مركبة، ومختلفة، لا تروج لطريقة التعاطي، ولكنها تحمل الرفض والتنبيه، فنحن نفهم رفضه لما تفعله عندما يهزها بعنف إحتجاجاً على ما تفعله، ونحذر من العواقب، عندما يحملها ريتشي جثة هامدة في نهاية المشهد، وحصل إتفاق مع جمعية جاد (شباب ضد المخدرات) للقيام بحملات مشتركة مع ريتشي للتوعية بمخاطر هذه الآفة التي تفتك بشبابنا.
أما البعد الثاني فهو سياسي ويعبر عن واقع المجتمع اللبناني الذي تفرقه الطائفية والتحزب، فأردنا أن نقول عبر الرقص بأن الجميع سواسية في ظل الأرزة التي ترمز الى لبنان، فعندما يقول “أنا لبناني” نرى أنهم يشكلون أرزة بإستخدام أيديهم… كما عبرنا عن التغير في إنتماء ريتشي في المشهد الأخير، وقلنا من خلاله أنت في القلب والعقل تبقى لبناني أينما كنت.

* معايير الكليب عالمية، هل تمت الإستعانة بفريق عمل أجنبي خلال التصوير؟

– (ممازحة) “كلن لبنانية ما في غيري أنا… لبنانية الهوى بس عراقية وكندية الجنسية!”

ينقصني الوقت، الأرشيف المتراكم، والمزيد من التركيز على مهنتي كمخرجة!

* ما الذي ينقص لمي إلياس حتى يصبح إسمها لامعا أكثر في الوسط الإخراجي؟

– ينقصني الوقت، والأرشيف المتراكم، وبالطبع ينقصني المزيد من التركيز على مهنتي كمخرجة، فإهتمامي كان موزعاً في الفترة الأخيرة بين أكثر من مجال!

* أنتِ صحافية، عملتِ أيضا في مجال التلفزيون والتسويق، هل هذا يُشكل لديك قاعدة أساسية في عملك الإخراجي على صعيد الأفكار؟

– أي عمل لأي مخرج هو نتاج تراكم خبرات وثقافة ومعلومات يكتسبها خلال مسيرته، ليُعطي بذلك لكل شخص يقف أما عدسته الـ character الخاص به والمناسب له، فالأعمال المستنسخة رغم نجاحها الآني، لن تحسب في تاريخ المخرج، على عكس الأعمال المبتكرة والتي ستميز أرشيفه مع مرور الوقت.

* أنتِ أقرب إلى من على الساحة الإخراجية اليوم؟

– “مش قريبة لحدا!”، طريقة عملي مختلفة فقد قدمت مثلا في كليب ريتشي ما يُسمى بالـ Dance Clip، بطريقة ترقى الى المعايير العالمية، على صعيد الإضاءة، وجودة الرقص، لكننا لم نستنسخ ولا نقلد أحداً!

* أنت أقوى على الصعيد التقني أو على صعيد حبكة الأفكار؟

– هناك نوعين من المخرجين؛ هناك من يعمل على سكريبت كُتب وأعد له لأن أفكاره ضعيفة وهذا أعتبره مخرج ذكي يركز على نقاط قوته التقنية ويستعين بأفكار غيره ليقدم عملاً متكاملاً، في السينما لا تجد كل مخرج يكتب ويخرج ألإلامه، هناك من يخرج أفلام كتبت من قبل الآخرين.
وهناك من تقنيته عالية وأفكاره ضعيفة ويصر على تصويرها فيأتي العمل ضعيفاً كفكرة وجيداً كصورة، أو يستنسخ أفكار غيره بالمللي – وهذا حال نسبة لا بأس بها من مخرجي الوطن العربي”، أنا حتى اليوم قدمت أعمالاً تعتمد على التقنية، وفي نفس الوقت أملك مهارة الكتابة الدرامية، والأمر في النهاية يعتمد على الأغنية التي سيتم تصويرها!

هناك كليب قمت بإخراجه لشخص معروف لم أرد أن آخذ أجر!

* ما هي مشاريعك الجديدة؟

– إجتمعت بالفنان القطري علي عبد الستار وأنا بصدد تحضير storyboard خاص بأغنية جديدة له…

* كم تخدم مي الصحافية مي المخرجة؟

– “أبدا… ولا شي”! ممكن أن تكون هذه الخدمة على صعيد العلاقات فهناك عدد من الأصدقاء يسعون لتسليط الضوء أكثر علي، وهناك من على العكس يسعى لتجاهلي… وكلاهما مشكورون على كل حال!

* أنتِ بصدد كتابة فيلمين سينمائيين… أخبرينا أين أنت من السينما اليوم؟

– هناك فيلم يروي تجربتي كعراقية منذ أول حرب بعد دخول العراق للكويت، ولكنني لم أنتهِ من كتابته، وهو يحتاج إلى إنتاج ضخم لأنه يروي أحداثا في بلدان مختلفة كالعراق، كندا، تركيا واليونان، فيه من التفاصيل الواقعية والشخصيات الحقيقية، وفيه أيضا عناصر من نسج الخيال… وهو عمل يركز على البعد الإنساني وليس السياسي لهذه المرحلة، وهناك عمل آخر من المقرر البت به بعيد الإنتهاء من السيناريو، وهو أقرب إلى متطلبات السوق اليوم، يجمع بين الدراما،والـ romance والـ psychology…

* وأين أنتِ من الدراما المتلفزة؟

– هل تعرف أن العمل في مجال إخراج الكليبات أصعب من العمل في الإخراج الدرامي؟!

تحدثت إلي صديقة وهي منتجة منفذة لعدد من الأعمال الدرامية، وقالت لي “يا ليت منتعامل سوا، بس لو عندك شي عمل درامي لقدموا CV للقيمين على العمل…”، فأجبتها “ليش كل مين بلش دراما كان عندو أعمال درامية سابقة؟” فإيصال فكرة بـ 4 دقائق وخلق عامل الإبهار في الصورة يتطلب مهارات تقنية أكبر من تلك التي نجدها في التلفزيون، الكليب أقرب الى السينما، واليوم الدراما التي تلفت النظر تلك التي يخرجها مخرجون خبرتهم سينمائية، وبإستخدام بتقنيات سينمائية.

*كيف تقيمين واقع الدراما اليوم وخاصة في موسم رمضان المنصرم؟

– أعجبني إخراج سامح عبد العزيز، محمد ياسين ومحمد علي…. ولكن أعتبر أن المخرج سمير سيف قد فشل بإخراج مسلسل “بالشمع الأحمر” ليُسرا فقد حاول تقليد CSI وهو لا يمتلك التقنيات ولا المعدات ولا السيناريو الذي يخوله القيام بذلك، فبدا العمل ركيكا وأساء ليُسرا وله!

* هل تعدين بإنتفاضة على صعيد الإخراج؟

– هذا يعود للإمكانات المتوافرة، ولا تنسى أنني دخلت دائرة المنافسة في أسوأ مرحلة حيث تراجعت غزارة الإنتاج، بشكل ملحوظ، وإذا لم يتنبه السوق المحلي في لبنان خاصة على أسعارهم، وعمدوا إلى تعديلها بما يتناسب مع المرحلة، فسيخلقون لنفسهم أسواقاً منافسة، فهناك العديد من الأعمال التي صورت في مصر وسوريا في الفترة الأخيرة لأنها أرخص.

* بالحديث عن أسعار وأجور المخرجين… ضمن أي فئة يندرج أجر مي إلياس؟

– “حسب الفكرة” ومتطلباتها! وهناك كليب قمت بإخراجه لشخص معروف لم أرد أن آخذ أجر، وذلك لتوظيف هذا المال لتحسين الكليب!

وسوم: مي إلياس