قليلة
هي البرامج التي يتوافق مضمونها مع
اسمها، فمحتواها هو ما تنبض به قلوب الناس ويتهامسون لبعضهم به،
ليأتي برنامج حديث البلد مغايرا لكل ما هو سائد ومعروف وما هو معتاد..
جاء
البرنامج لينطق بصوت الناس، معبرا عن حياتهم بصورة تكاد تلامس العمق وليصبح الآن
واحدا من أكثر البرامج التي تضج بهموم الناس وقضاياهم، يرون فيه أنفسهم ويتنفسون
من خلاله رائحة ذكية تفوح منها الصدق والتلقائية والاحترام المتبادل.. إستطاع
البرنامج وخلال فتره وجيزة أن يرغم الجميع على متابعته دون ملل ينتظره الآلاف ليلة
كل خميس وتمكن بفكرته البسيطة أن يجذب جميع الفئات والأعمار إليه ولم يكتفِ بجذب
الجمهور اللبناني فقط، بل إستطاع أن يلفت أنظار العالم العربي كله ويتلهفون شغفا
إليه وهم ينظرون لأنفسهم فيه، محققا بذلك نجاحا ساحقا ومنقطع النظير..
كل
ذلك جعله في حالة تنافس دائم مع نفسه فقط بالرغم من انطلاق كثير من البرامج بعده
تحمل نفس الفكرة، ولكنه ظل متربعا على قلب مشاهده الذي تكونت لديه ثقة دائمة فيه،
فلم يحقق أيا منها نجاحا يذكر، ليستحوذ على أعلى نسب المشاهدة وليتربع على قلوب
الناس للأبد.
نجاح
هذا البرنامج الباهر أحدث حالة من الزخم والألق ثانيه للبرنامج التليفزيوني
التقليدي، لأنه عمل بصدق لينقل صوت الجميع من حالة الصمت الهامس، إلى حالة أكثر إشراقا
ولمعانا والأكثر منها صدقا، لأنه عمل أولا وأخيرا إلى القلوب .
إستطاعت
الإعلامية منى أبو حمزة وخلال ثلاث سنوات
فقط، هي مسيرتها مع الإعلام، أن تجعل منه أيقونه تظل خالدة للأبدفي مسيرة الإعلام
العربي وتمكنت بجاذبيتها وحضورها الآسر، وبفضل ثقافتها العالية وملامحها الصادقة والمحببة
إلى العين، أن تعطي البرنامج ألقا خاص جدا، بفضل معالجتها للأمور بمهنية عالية،
جعلت من برنامجها واحدا من أنجح البرامج على الإطلاق..
وبالرغم
من أنها تستضيف من شتى المجالات أسماء لامعة، إلا أنها احتفظت لنفسها فقط بلقب النجمة،
نجمة كل حلقة لعفويتها وبساطتها وطريقتها السلسة لإدارة حواراتها وبلباقتها
والكاريزما العالية التي تتمتع بها وأيضا لحرفيتها الشديدة ومتابعتها لكل ما هو
جديد، فهي تكاد لا تهدأ وهو ما جعلها و برنامجها حديث البلد!