يعيش العالم بأسره حالة رعب وترقب بسبب فيروس كورونا الذي ينتشر كالنار في الهشيم بين مختلف القارات.اكثر من 100 دولة أعلنت عن اصابات فيها بهذا الفيروس الذي يعد من الأسرع انتشاراً مع ارقام ترتفع بشكل كبير يومياً.
ومن المعروف ان من بين اسوء الدول التي تواجه هذا الفيروس الصين، كوريا الجنوبية، ايران وايطاليا مع حالات مرتفعة جداً من الوفيات والاصابات.
في لبنان وصلت الحالات الرسمية المعلن عنها الى اكثر من 33 من ضمنهم وزير، ومع ذالك لايزال قسم كبير يتعامل مع الموضوع بإستخفاف.
في الأمس، دفع الطقس المشمش اعداد كبيرة من الأشخاص للخروج بأنشطة مختلفة في لبنان بين التزلج والرحلات في الطبيعة، التسوق، التنزه، والإختلاط بشكل كبير في اكثر من مكان شهد زحمة خانقة. كل هذا على الرغم من التحذيرات بوجوب الإبتعاد عن التجمعات.
عند سؤال الأشخاص عن سبب عدم التزامهم بتوجيهات وزارة الصحة، الجواب يكون انه لا داعي للهلع فالكورونا فيروس عادي!
دعونا نعيدكم بالذاكرة ثلاثة اسابيع الى الخلف، وقت كانت ايطاليا قد اعلنت عن 12 حالة مصابة بفيروس كورونا فقط، وقتها لما يتعامل الشعب الإيطاليا بجدية مع الموضوع وحدثت تجمعات مشابهة للتي تحصل في لبنان الآن. وقتها اعلنت المدارس في ايطاليا ايضاً الاقفال فاستغل الأهل الوضع للقيام بنشاطات مع اولادهم.
منذ 3 اسابيع كانت الحياة طبيعية في ايطاليا، واليوم الفيروس تفشى بشكل مخيف مع اكثر من 300 قتيل، المستشفيات لم تعد تستوعب المزيد من المرضى مما دفع الحكومة الى عزل اكثر من 13 مدينة بكاملها.
في 22 شباط كان الخبر في ايطاليا “وفاة اول شخص بفيروس كورونا”، الشعب بقي متهاون، اليوم وصلت الحالات المصابة الى اكثر من 6000 وتم عزل اكثر من 16 مليون شخص مع مرضى لا تستطيع ان تجد مكان لها في المستشفى للعلاج.
يروي اطباء ايطاليين ان الشعب الإيطالي تهاون كثيراً بالتعامل مع مرض لا دواء له حتى الآن، وله عوارض قوية توصل لضيق في التنفس تستدعي وضع المريض على اجهزة خاصة، وهذه الأجهزة عددها قليل وتكلفتها عالية، وفي البداية عندما كانت الأعداد قليلة كانت المستشفيات تستوعب، لكن مع الاف الإصابات اليوم تترك بعض الحالات لتلاقي مصيرها مع قلت الأسرة المجهزة لهكذا حالات.
هذه الأخطاء فعلها الشعب الإيطالي وندم اليوم، فالحالة كارثية والفيروس لا يمر دون الم وعزل ومعانة في اخف الحالات، ولا تزال الكثير من الأور مجهولة عنه.
ما يفعله اللبناني اليوم اخطر مما فعله الإيطالي..لبنان لا يمتلك ربع الإمكانات التي تمتلكها ايطاليا فكيف سيتعامل اذا ارتفعت الأعداد بشكل دراماتيكي؟ كم من مريض سيترك دون علاج لقلة الأماكن؟نعم هذه التجمعات الكبيرة التي تشهدها المناطق اللبنانية والتي تخطت حتى المواسم السياحية السابقة، تدعوا للقلق، فاذا كان لا داعي للهلع بالتعامل مع فيروس كورونا، هناك داعي للوقاية والتعامل بجدية ومسؤلية كي لا نعيد نفس التجربة الإيطاليا ببلد على شفير الإفلاس قد لا يتمكن من علاج نزلة برد عادية!
وفي هذا السياق اعلن موقع قناة MTV اللبنانية عن اصابة سياسي لبناني بفيروس كورونا وهو وزير سابق، بالإضافة الى ان ثلاثة مسؤولين في أحد الأحزاب قد خضعوا للحجر الصحي بهدف التأكد من عدم اصابتهم بالفيروس. ويتلقى الوزير العلاج في مستشفى في ضواحي بيروت ولم يرد اسمه على لائحة المصابين رسمياً.