ظهوري
على الفضائية الليبية كان تحت بند للضرورة أحكام!
* في البداية هل خروجك كمؤيد لنظام القذافي على قناة
الليبية الفضائية في بداية الثورة.. كان برغبتك الشخصية؟ او بناءاً على ضغوطات
طبقت عليك من قبل النظام؟
– ظهوري كان تحت بند للضرورة احكام.. و
لتوضيح اكثر انا من مدينة بنغازي و هي المدينة التي كانت الشرارة الاولى للثورة
الليبية.. و مقيم لوحدي في العاصمة طرابلس بحكم مكان عملي.. فعندما قامت الثورة في
بنغازي اشخاص النظام في طرابلس وضع عيونهم على كل الاشخاص الذين من المدن الشرقية
في ليبيا و خصوصاً الذين من مدينة بنغازي و مقيمين في طرابلس و وضعوهم تحت
المراقبة و التجسس و من يؤيد منهم الثورة في طرابلس بأي حس يعتقل على طول.. فمبالك
انا إعلامي و طلب مني الظهور من شخصيات في النظام و بأصرار فرفضي كان سيؤدي إلى
إعتقالي… فظهرت و انا مرغم على ذلك… و على فكرة ظهرت ثلاث مرات فقط و آخرها
كانت من خمسة اشهر .. فلماذا كل هذة الضجة حول ظهوري !!!!
* البعض قال بإمكان أحمد عدم الظهور؟ و البعض عاتب على
وصفك للثوار بالجرذان من خلال ظهورك؟
– بالنسبة لإجابة الشق الاول من السؤال بإختصار فأي شخص
عاقل لو خيروه بين الظهور او الإعتقال أكيد حيختار الظهور لسلامة نفسه.. كما وضحت
اعلاه وضعي حساس و من طالبني بالظهور شخصية من رجال النظام و رفضي لطلبه سيؤدي إلى
معاقبتي و وضع الشكوك حولي و انا محاصر لوحدي في طرابلس.. و على الفكرة الفترة
التي ظهرت فيها كانت الشهر الاول من الثورة عندما كانت الامور لم تكن واضحة لدي و
كان هناك تعتيم إعلامي على المدن الشرقيه من ليبيا التي اشتعلت فيها الثورة.. و
الاتصالات مقطوعة بتلك المدن.. و كنت انا في طرابلس بعيداً عن الاحداث و قنوات
المعارضه التلفزيونيه وقتها لم تفتح لكي تنقل حقيقة ما يجري من مجازر.. فلذلك حدث
لبس كبير في فهم الامور فأكيد حتى لو ظهرت بإرادتي كان سيشفع لي الثوار لعدم فهمي
لمجريات و حقيقة الامور في المدن الشرقية.. و عندما وضحت ليا الرؤية توقفت عن
العمل تماماً من منتصف شهر مارس الماضي و قاطعت إعلام النظام.
* و ما حقيقية وصفك لثوار بالجرذان في إثناء ظهورك
التلفزيون؟
– انا مستغرب من هذة التهمة الغريبة!!.. فمن وصفهم بالجرذان
هو القذافي و ليس أنا.. و أنا ظهرت ثلاث حلقات فقط و ظهوري كان كمحاور محترم لم
اشتم و لم اتلفظ بألفاظ سوقيه.. و لكن قد تم تلقيني و اجباري عن طريق سماعة المخرج
و انا على الهواء ببعض الجمل و العبارات التمجيديه لكي اقولها على الهواء.. فأجبرت
على قولها و لم اكن راضي عنها.. و من هنا أعتذر لمن خدشته تلك الجمل و العبارات.
ام بقيه الحوار فظهرت بأسلوبي الذي يحترمه
معظم الليبيين و الحلقات موجوده في ارشيف القناة و بإمكان اي شخص متابعة تلك
الحلقات لتفنيد هذة التهمة..
قيل
لي انني غير وطني بأسئلتي!
* يقال بأن تم استدعائك للتحقيق معك في طرابلس بناءاً على
حلقة اجريتها مع نائب وزير الخارجيه الليبي خالد كعيم.. و تم إيقاف عرض هذة
الحلقة؟
– فعلاً صورت حلقة مع نائب وزير خارجية النظام الليبي.. و
الاسئلة كانت جريئه و صريحة و بعيدة عن التملق و التمديح و التطبيل الذي يتبعه
إعلام نظام القذافي..أنا إنسان صريح و جريء و لا احب بأن اكذب على المشاهد بل اريد
بأن اضعه على كف الحقيقة و الواقع.. و من هنا تم إيقاف الحلقة و قال لي مدير
البرامج الذي يعاني من نقص و امراض نفسية ( أنت غير وطني بأسئلتك.. و كأنك مذيع من
الجزيرة او العربية تقف مع الثورة) …
* و بماذا اجبته إنت؟
قلت له انا لا
احب الكذب و تزوير الحقائق و سياسة إعلامكم الكاذب لا تناسبني.. و قلت له ( من أنت
؟) لكي تقيمني و تقيم حلقاتي.. الحمدالله له انا حاصل على شهادات تقييم من عمالقة
الإعلام العربي و لا تهمني ارائك الخبيثه.. و غادرت مقر القناة وقتها و قررت ضمنياً
بإعتزال الإعلام الليبي الذي ذوقني المر في عز شبابي مهما كان الثمن..
* يقال بأنك حاولت الخروج بعدها من طرابلس.. و لكن تم
ترجيعك من رأس جدير الحدود الليبية التونسية بسبب و جود اسمك على قائمة الممنوعين
من السفر؟
– فعلاً يوم 16-4-2011 قررت مغادرة طرابلس و عندما وصلت
للحدود الليبية ( رأس جدير) وجدت اسمي في منظومة الكمبيوتر ممنوع من السفر لاسباب
مجهوله!!! و عدت مره اخرى لطرابلس و بقيت شهر و نص في طرابلس لكي احل هذة الكارثة
التي وقعت علي..
خروجي
إلى تونس كان بطريقة شرعية!
* سمعنا بأن خروجك الثاني من طرابلس إلى تونس كان عن طريق
الهروب ؟
– ابداً خروجي الثاني كان يوم 1-6-2011 و كان خروج بطريقة شرعية و بورقة موافقة من
الجهات المعنية.. و لكن لولا شخصية ما تكفلت بضماني و بحجة والدي مريض و موجود في
القاهرة و لازم اقوم بزيارته لما كنت خرجت إلى هذة اللحظه من طرابلس.
* خرجت من طرابلس إلى تونس.. الغريب في الآمر التزامك
الصمت بعد خروجك من ليبيا لفترة طويله و عدم إعلان إنشقاقك؟
خروجي من طرابلس و مقاطعتي لإعلام القذافي من شهر مارس
الماضي بالرغم من بقائي في طرابلس إلى بداية شهر يونيو (6) و رفضي لتقديم برنامج
لمحاورة الثوار المحتجزين في طرابلس عندما عرضه علي وزير الإعلام الليبي علي
الكيلاني الذي استدعاني و قال لي اريدك بأن تحاور ( العصابات المسلحة) انا اساساً
يحز في قلبي هذا اللفظ فهم ثوار و ليسوا بعصابات مسلحة فتعذرت له بعدة اسباب مقنعه
و اهمها خوفي على اهلي في مدينة بنغازي.. فكل هذة الاشياء اكبر دليل على إنشقاقي و
عدم رضائي على إعلام النظام و تصرفاته…
* لماذا لم تعلن إنشقاقك علناً عبر القنوات المرئية؟
و الله لم أعتقد نفسي مهم لهذة الدرجة.. فأنا لست مسؤولاً
او سارق او قاتل او لدي منصب في النظام لكي اكون محسوب عليه و انشق ..و تقوم
القيامة للمطالبة بإنشقاقي.. كنت اتوقع بأن الناس تتفهم تلقائياً بأن خروجي من
طرابلس و توقفي لظهور على شاشات النظام
هما اكبر علامة لإنشقاقي.. إضافة إلى ذلك لدي بيتي في طرابلس و اختي مقيمة
هناك و خرجت مؤخراً من طرابلس فإعلان إنشقاقي سوف يؤثر على بيتي و أختي.. و لكن
مادام الثوار يريدون تصريح علني فأقول لهم عبر موقع ميوزك نايش و حصرياً ( انا
انشقيت و مع ثورة 17 فبراير قلباً و قالباً )..
* لا تعتبر إنشقاقك في هذا الوقت متأخر و بأنك قفزت من
سفينة بدأت في الغرق؟
– ابداً.. فأنا أعتبر منشق من يوم 28-3-2011 من الشهر
الاول من الثورة و هذا آخر تاريخ ظهرت فيه على شاشة التلفزيون و قطعت علاقتي
نهائياً بإعلام القذافي و جلست في بيتي في طرابلس مكتوف الايدي لم أستطيع النطق
بكلمة تؤيد الثورة إلى أن خرجت من طرابلس..
* البعض قال بأن عدم إنشقاقك يرجع إلى استفادتك المادية من
نظام القذافي؟
– لو كنت مستفيد مادياً من نظام القذافي لكنت سكنت في قصر
و ركبت اليخوت و السيارات الفاخمه و فتحت ارصدة لي في باريس و لندن و جنيف !! كيف
اكون مستفيد و انا لم اجد مبلغ لإنتاج برامجي التلفزيونية؟؟!!!.. الحمدالله حالتي
المادية مستوره من قبل دخولي الإعلام و التعرف على شخصيات النظام السابق الذين
جميعهم انشقوا عليه..
* سؤال صريح بعد جملة ( أنا انشقيت) هل انت مع سلوك ثورة
17 فبراير؟
– اكيد. انا لم اكن يوماً راضي على طبيعة النظام الليبي
المستبد و القاهر.. فحرام ليبيا دولة غنية و مليئة بالثروات فمن المفترض بأن يكون
الشعب الليبي كله في نعيم من خيرات بلده و بأن تكون ليبيا من شرقها لغربها افضل من
الامارات و دول الخليج في المعمار و التكنولوجيا.. انا واحد من الناس اعاني من
مصائب في مجالي الإعلامي من قهر و من استبداد.. اتمنى بأن يصبح الشعب الليبي حر
طليق يتمتع بخيرات بلده.. و على صعيد مجالي الإعلامي اتمنى بأن تنتهي عقدة طمس
النجوم و وضع العراقيل في طريق المواهب و المثقفين فقد واجهت حروب لا توصف.. اتمنى
ليبيا الجديدة تكون شفافة و بعيدة عن الحقد و الحسد و الغيره و الاستبداد. بالنسبة
لسلوك الثورة كنت اتمنى بأن تكون الامور اسهل و اسرع من هكذا.. و لكن هذا قضاء
الله و قدره.
* نشر لك عبر موقع اليوتيوب تسجيل صوتي و إنت تدافع عن
القذافي و تقول ( أنا معه لآخر قطره من دمي)؟ ما سر هذا الحماس للقذافي؟
– ابداً لا حماس و لا شي.. بكل بساطة هذا التسجيل حدث
عندما كنت انا بطرابلس و وقتها كنت اعيش حالة من الرعب و الخوف لاني إعلامي من شرق
ليبيا و مقيم في طرابلس و كنت مراقب بدرجة لا توصف حتى هاتفي كان موضوع على
المراقبه .. إذا كانت هواتف الناس العادية مراقبة فمبالك بهاتف اعلامي من مدينة
بنغازي (مدينة الثورة) و مقيم في طرابلس فأكيد سيكون مراقب بدقة.. و قتها تخوفت بأن
تكون تلك الفتاة مرسولة من المخبارات الليبية في طرابلس كنوع من جس نبضي و اختبار
مصدقية موقفي .. فأضطريت إلى التمثيل من اجل سلامتي…
لم
يكن بيني وبين القذافي إلا لقاءين!
* ما حقيقة علاقتك مع القذافي و بعض من رجال نظامه؟
– بالنسبة للقذافي فلم يكن بيني و بينه إلا لقاءين أخرهما
كان قبل الثورة بخمسة ايام جلست معه على انفراد لمدة ساعة و نصف وكنت اشتكي له عن
القمع و الاضطهاد الذي اعاني منه من قبل مسؤولي الإعلام الليبي وقتها و لم يفعل لي
اي شيء… بالنسبة لرجال نظام القذافي لا انكر لك سابقاً كانت تجمعني علاقات صداقة
قويه بمعظمهم و لكن بعيداً عن السياسة و امور الدوله و اصنفهم من ضمن معجبيني
لانهم متابعين ممتازين لكل برامجي وعن طريق إعجابهم ببرامجي كانت معرفتي بيهم.. و
على فكرة هذا امر طبيعي اي مذيع مميز و نجم في بلاده من الضروري بأن تكون لديه
علاقه مع شخصيات في بلاده و يكون لديه نفوذ.. و لكن الآن انا منعزل و مقطوع عن
الكل.. و ليس لدي تواصل مع احد.. و على فكره من كنت اعرفهم جميعهم انشقوا على
النظام.
* لماذا لم نشاهدك كمذيع على إحدى قنوات المعارضة الليبية
امثال قناة ليبيا الاحرار؟
– و الله انا ليس لدي اي مانع في العمل مع إي قناة تحترمني
و تقدر موهبتي ولم تطمسها.. على فكرة حاولت مع قناة ليبيا الاحرار و غيرها من
القنوات الليبية الجديدة و فشلت محاولاتي!!!.. و أغلقت الابواب في وجهي!!.. و هذا
ما صدمني!!
* يقال بأن رفضك من قبل قنوات المعارضه يرجع إلى اعتقادهم
بأنك جاسوس و عميل للنظام خصوصاً بأنك مقرب من بعض رجال النظام و خرجت من ليبيا و
لم تحدد موقفك بعد خروجك و هذا ما اخافهم منك؟
– انا لست شخص سوقي او ابن شارع لكي اكون جاسوس. الحمدالله
انا ابن عائلة محترمة و كل الناس تحترمني.. و أنا سمعت هذا الكلام و صدمني و
قهرني. جاسوس عن ماذا؟ ليس لدي الوقت و الجهد لكي اشتغل في وظيفه ساقطة مهما كان
المقابل او الثمن.
* بالرغم من علاقاتك التي يضرب بها المثل في الوسط الفني و
الإعلامي العربي.. لماذا لم تدق ابواب القنوات العربية؟
– و الله إلى الآن لم اجد الامير العربي او الشيخ الفلاني
الذي يفرضني على إحدى القنوات العربية بإتصال هاتفي واحد.. و كلامي واضح للآسف كل
القنوات العربية توظف الإعلاميين بالواسطة و ليس حسب الامكانيات و القدرات و هذا
ما يؤسفني و يقهرني!!!.. و بالنسبة لعلاقاتي فتبين لي خلال الثورة الليبية بأن
معظمها علاقات مزيفه هدفها المصلحه!!
* هل تفكر في زيارة مدينتك بنغازي معقل الثورة الليبية؟
– اكيد و لما لا؟؟.. بنغازي مكان إقامة اهلي و لها مكانة
خاصة في قلبي اكيد سوف ازور بنغازي الحره و كل مدن ليبيا الحبيبه.. و سوف ارجع
لبيتي في طرابلس بإذن الله. و عاشت ليبيا حره.