18 دقيقة تقريباً هي مدّة الفقرة التي استضاف فيها الإعلامي محمود سعد الاستشارية في الطب النفسي د. منال عمر عبر قناة “النهار”، إلا أن الدقائق تلك كانت كفيلة بأن تسرق اهتمام الرئيس المصري محمد مرسي عن كل ما يحدث في ميدان التحرير من مواجهات واعتقالات، بحيث رفع باسم “رئاسة الجمهورية” دعوى قضائية على المحطة بسبب ما ورد في الفقرة وهو ما أكّده علاء الكحكي مدير البرامج في القناة!
ورغم أن المحطّة أكّدت أنها ستراجع الحلقة وفي حال ثبُت وجود خطأ بحق الرئيس فسوف يقدّمون اعتذارهم للرئاسة، إلا أن من يسمع الحوار بين سعد والدكتورة، شريطة ألا يكون متحيّزاً، يجد أنه من أرقى الحوارات وأجملها، فالدكتورة كانت تشرح تاريخ القمع في مصر، حتّى إنها ومن خلال شرحها هذا كانت تُبعد المسؤولية عن مرسي، أي أنها لم تحمّله وحده وزر ما يحدث في مصر، بل ردّت الأمر إلى سنوات طويلة خَلَت من الكبت الذي ولّد Re Bound أي إرتدادات تكون فائقة القوّة بسبب الكبت والضغط..
لكن يبدو أن تحليلات الدكتورة التي قالت فيها: “من يتفشش بالناس مريض وأنصحه بأن يتنحّى أو يخرج من المشهد، فليكفّ يده عن الأمور التي يمسك بها”، ورغم أنها حين قالت هذا الكلام لم تسمِّ مُرسي بالإسم، إلا أنه اعتبر أن الكلام يُهين شخصَه، فقرر مقاضاة “النهار”، ويبدو أن الدكتورة التي تفهم كثيراً وعميقة في تفكيرها توقّعت مُسبقاً كمّ الكبت الذي سيحدث في مصر، فقالت في سياق حوارها مع سعد: “أنا مسافرة، قد لا أجدك هنا حين أعود.. سيسكتون الإعلام، إستحمل بقى اللي حيجرالك لو ما دافعتش عن النظام”!
يُذكر أن أجمل ما في الحوار كان لحظات الصمت الطويلة التي قابل بها سعد ضيفته، إذ بدا وكأنه تلميذٌ يتعلّم منها ويغرف من ثقافتها وهو أمر نفتقده كثيراً في مقدمي البرامج المغمورين الذين يطرحون سؤالاً من 7000 آلاف كلمة وحين يبدأ الضيف بالإجابة، يقولون له: “إختصر لو سمحت”!
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=AF0vkBSJ_Ug[/youtube]