أعلنت وكالة الإمارات للفضاء إرسال بذور من شجرة النخيل إلى محطة الفضاء الدولية، خلال الأيام القليلة المقبلة، لدراسة مدى تأثرها ببيئة الفضاء، وبحث إمكانية زراعتها في كوكب المريخ مستقبلاً، بالتعاون مع كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات و«نانو راكس».
وسيتم إطلاق بذور النخيل من قاعدة “كيب كنافيرال” في فلورديا الأمريكية على متن صاروخ “فالكون9” التابع لشركة “سبيس إكس”، وتحديداً في المركبة دراغون في المهمة رقم 18 لتزويد محطة الفضاء الدولية بالمؤن.
هذه الخطوة تأتي ضمن مشروع “النخلة في الفضاء”، كتجربة علمية بحثية هي الأولى من نوعها في العالم يجري تنظيمها بالتعاون مع كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات و”بريد الإمارات”، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات.
وستتم دراسة إمكانية تأقلم هذه النبتة على سطح المريخ في ظل انعدام الجاذبية، من خلال تجارب تستغرق شهرين في محطة الفضاء الدولية، ثم ستنقل البذور إلى الأرض مجدداً لتزرع بهدف دراسة الفروقات وأثرها على النبتة بين الفضاء والأرض.
وبحسب القائمين على البرنامج فإنه يمثل مساهمة الإمارات بدعم الجهود العلمية العالمية لتحقيق الأمن الغذائي على الأرض وفي الفضاء.
كما أكد كل من وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، أن «مسبار الأمل»، محور مشروع دولة الإمارات لاستكشاف المريخ، سينطلق بعد أقل من عام في منتصف شهر يوليو 2020، ليصل مدار الكوكب الأحمر خلال الربع الأول من العام 2021، تزامناً مع عام اليوبيل الذهبي للدولة.
وأوضح الجانبان في بيان مشترك أن «نافذة الإطلاق» الزمنية لأول مشروع عربي من نوعه لاستكشاف كوكب آخر ستكون مفتوحة ابتداء من النصف الثاني من شهر يوليو 2020.
وتعرف «نافذة الإطلاق» بالفترة التي يجب أن ينطلق خلالها المسبار نحو المريخ في أفضل توقيت ملائم لذلك حين يكون كوكبا الأرض والمريخ في أقصى نقطة تقارب لهما خلال دورانهما حول الشمس وفي خط مستقيم معها، الأمر الذي يحدث مرة واحدة فقط كل عامين؛ حيث سينطلق المسبار من الأرض في مدار إهليلجي، ليلتقي هذا المسار في النهاية مع مدار المريخ.
وسيتم إطلاق «مسبار الأمل» من مركز تانيغاشيما الفضائي في جزيرة جنوبية باليابان، حيث سيوضع في مقدمة صاروخ حامل مشابه للصواريخ المستخدمة في إطلاق الأقمار الاصطناعية، وسيستغرق وصوله إلى المريخ مدة تراوح من سبعة إلى تسعة أشهر.
ويحتاج المسبار الفضائي خلال رحلته إلى تغيير موضعه من وقت لآخر من أجل توجيه ألواحه الشمسية باتجاه الشمس بهدف إعادة شحن بطارياته، ومن ثم إعادة توجيه لاقط الموجة الخاص به باتجاه كوكب الأرض بهدف المحافظة على الاتصال مع مركز العمليات والمراقبة.
ويهدف هذا المشروع الفريد إلى جمع معلومات حول طبقات الغلاف الجوي للمريخ ودراسته لمعرفة أسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء، من الطبقة العليا للغلاف الجوي لكوكب المريخ.
ولأول مرة ستزود مهمة فضائية المجتمع العلمي الدولي بصورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، ومن المتوقع أن يرسل «مسبار الأمل» أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ.