لم نعد ندري إن كنّا نتابع الأعمال الدرامية الرمضانية للتسلية أم لحمل الدفتر والقلم وتدوين الملاحظات أو الأخطاء التي تخلّلت كلّ عمل. ولكنّ الوضع بدا مختلفاً اليوم، فالتطاول والإساءة هما سيّدا الموقف.
مع مسلسلي “العرّاف” و “الزوجة الثانية” نتابع مسيرتنا في رصد الأعمال الدرامية والموضوعات التي تناولتها بصورة مغايرة للواقع أو حتى منقوصة في بعض أجزائها.
لنأخذ عمل الزعيم عادل إمام “العراف” والذي لا شكّ في أنّه أساء فيه إلى الفتيات اللبنانيات مع ممثلة غير لبنانية، دانا حمدان، والتي في أحد المشاهد لعبت دور واحدة من فتيات الليل من أصول لبنانية، وهذا ما يُسيء بصورة مباشرة للبنان.
فاللهجة المصرية تحوّلت إلى لبنانية مع دانا التي أرادها المخرج والسيناريست أن تكون فتاة لبنانية ذي السمعة غير الحسنة والأبلى أنّ إمام تحدّث عن اللبنانيات بطريقة سلبية مع العلم أنّهنّ علّمن العرب… الأناقة والتميّز وإعذرنا يا ريّس!
أمّا المسلسل الثاني هو “الزوجة الثانية” المقتبس عن فيلم لعب فيه دور البطولة كلّ من سعاد حسني وشكري سرحان وتمّ إنتاجه في العام 1967 ويحكي عن رغبة عمدة إحدى القرى في الريف المصري في إنجاب ابن يورثه وبحمل اسمه، فيطمع في خادمته فيجبر عامله على تطليقها ويتزوجها، ولكنها تستخدم الحيلة في إبعاده عنها وتستمر علاقتها بزوجها، وينتهي الفيلم بإصابة العمدة بالشلل عند علمه بحملها ويموت، فتعيد الزوجة الحقوق لأصحابها.
ولكن أبطال المسلسل الجدد وهم أيتن عامر، علا غانم، عمرو واكد وعمرو عبد الجليل لم يفلحوا في نقل صورة مكمّلة مجمّلة للجمهور عن الرواية والفيلم الذي عهدناه، إذ أنّ اللهجة الفلاحية غير متقنة وأداء الممثلين لم يكن مقنعاً إلى درجة أنّنا نشعر بأنّهم يلقون الإستظهار ولم يرتدوا جلباب الدور.