في الواحد والثلاثين من أيلول العام 2003 أقرّت الأمم المتحدة التاسع من كانون الأول – ديسمبر يوماً عالمياً لمناهضة ومحاربة الفساد، كما ولزيادة التوعية حول هذه الآفة التي تمنع المجتمعات من التطور، وهو ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة اليوم للمناسبة، مؤكّداً بأن محاربة الفساد أمر طارىءٌ إذا أردنا للعالم أن يتطور بالشكل المطلوب من اليوم حتى العام 2015 وفقاً للخطة التي رسمتها الأمم المتحدة!
والفساد في معاجم اللغة هو من (فسد) ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحلّ، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه. التعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، مما يجعل تلك التعابير المتعددة عن مفهوم الفساد، توجه المصطلح نحو إفراز معنى يناقض المدلول السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد (القدرة والتصرف)، ويعرف معجم أوكسفورد الإنكليزي الفساد بانه “إنحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة”.
قد لا نحتاج في عالمنا العربي الجميل إلى أن نلجأ للمعجم لنفقه معنى “الفساد” لأنه آفة نقعُ عليها في تفاصيل حياتنا اليومية وفي الهواء الذي نتنشّقه.. فهل هناك من تذكّر اليوم على أنه اليوم العالمي لمكافحة الفساد، فكفّ يده ولو لـ 24 ساعة عن مال المواطنين ورزقهم وتعبهم، وإلى متى يعيش حاكمونا في قصور من ذهب، بينما يقبع نصف الشعب العربي تحت خط الفقر والبرد القارس والجهل الذي أرادوه لنا كي نبقى خرفاناً يرعَوْنَها كما يشاؤون، و “تعوا تعوا” و “روحوا روحوا”؟!