الغريب في النجوم العرب أن جميعهم أو فلنقل 99.9% منهم (على أساس أن هذا الرقم دارج في أوطاننا العربية وفي إنتخاباتنا)، أن جميعهم تهافتوا إلى نفي أي علاقة كانت تربطهم برموز الأنظمة التي أطاح بها الثوار العرب بدءا من مصر وصولا إلى تونس وليبيا..
ولعل الوحيدة التي بقيت على موقفها في مصر هي إلهام شاهين التي ورغم عدم مهاجمتها للثوار، إلا أنها لا تزال تعلن تعاطفها الشديد مع الرئيس المسجون حسني مبارك وآخر ما قالته أنها لم تتقدم بطلب لزيارته، لكن الأمر شرف كبير لها!
والجديد هو الخبر الذي يبدو أن عمرو دياب تعمد إيصاله إلى الصحافة، عبر “مقربين منه”، حسبما إنتشر الخبر الذي يقول بأنه غنى مجانا في حفل زفاف جمال مبارك بعدما طلب منه عمر طنطاوي ذلك، مؤكدا له بأن الأمر يعد شرفا كبيرا له، إلا أن دياب و”حسب المقربين” أيضا، إنزعج من عبارة “شرف كبير” ومن أن الحفل كان مجانا، إذ أنه الحفل الوحيد الذي أحياه في حياته المهنية دون أن يتقاضى ثمنا عنه!
فمن طلب من عمرو دياب التبرير اليوم بعدما إنتهت الثورة، ونسيه الثوار الذين لديهم أمور أهم ينشغلون بها، أبرزها تنظيم مصر وإعادة هيكلتها وإنتخاب رئيس جديد؟!
من طلب من عمور دياب التبرير ولماذا يختار هذا التوقيت بالذات ولم يختر ذلك حين هوجم بسبب ما قيل عن أنه هرع مغادرا مصر فور إندلاع الثورة عبر طائرة خاصة؟!
وهل علينا أن نصدق أن “مقربا” من دياب سرب الخبر إلى الصحافة برمتها دون أن يكون هو نفسه لديه النية في تسريب الخبر؟! السنا كصحافيين نصيغ عشرات الأخبار يوميا، نعرف وندرك جيدا أن أكثر من 80% من الأخبار التي نبدأها بـ “أفصح لنا مصدر مقرب جدا من الفنانة فلانة أو الفنان فلاني”، تكون قد سربت إلينا من الفنانين أنفسهم أو بطلب منهم عبر وسيط ؟! (وعذرا من الزملاء الصحافيين على إفشاء أحد أسرار المهنة)!
بالله عليكم.. ألم يكن عمرو دياب أقرب المقربين إلى جمال مبارك وكان يرافقه مع أولاده وأولاد دياب إلى السينما، كما نشرت الصحف المصرية في إحدى المرات، حين كان النظام في عزه، وكان فخر كبير لأي فنان أو مواطن أن يقال إنه شوهد مع خيال جمال مبارك وليس معه شخصيا؟!
لا أكتب ما أكتبه إثارة للنعرات أو لتأجيج أي هجوم على عمرو دياب، الذي لا أعرفه شخصيا بل أعشق أغنياته وأحفظها عن ظهر قلب.. لكن: بالله عليك يا سيدي.. لا تستغبِنا!