تمرَّد
تمرّد هنا و اعتصم و اختبر صبر أمٍّ أتاها المخاض /
تعلّم/
معاني الرجولة من صبر أمٍّ ولا تخش عند المخاض المنيّه/
تمرّد و سِرْ في الجنائز مثل العساكر حيِّ الشهيد/
بيمناك و احمل/
بيسراك نعشه و لتخلع النعل.. بعض المقابر قدس/
من القدس تُستلهم الملحميّه/
تمرّد/
فبنت الشهيد ستنجب يوما حفيدا/
هي الآن بالحزن سكرى ترشرش بالدمع كفن الشهيد/
و مابين دمع و دمع تزغرد/
كعصفورة من على الأيك أمْست تغرّد/
لهذا الفقيد لذاك الوليد يسير الهوينى على درب هذا الطريق المعبّد/
تمرّد بصدرك واجعله واقي رصاصٍ/
يفتّت قلب الرّصاص/
لتذروَ روحه هذي الرياح العتيّه/
تمرّد وألق القصيد على المجلس- المسرحيّه/
فإن كان يكوي الهجاءُ المريضَ/
فهاتوا مريضا أداويه كيّا/
تمرّد فأنت النخاع وما الحدّ إلا بدايات هذا التمرّد/
تمرّد/
مع الملحميّين إن التمرّد صِنْوُ الحلولِ التجلي التّوحّد/
تمرّد فإن السّماء ستمطر قمحا/
يبارك أيدٍ تيبّس فيها الشقاء/
وتسقي الغلابى/
نبيذ الحياة حلالا زكيا/
تمرّد عليك وحطّم أناك /
تحدّ الطبيعة والجاذبيّه/
وكن في التفرّد فوق القوانين كُنها عصيّا/
فما صنَع العبدَ عبدا سوى القابليّه/
تمرد عليك عليهم تمرّد عليّ/
تمرد على التاء تأنيثها للمصيبة تذكيرها للمصيب/
فيوغرطة الأب و الأم عليسة المشرقيّه/
تمرّد فكنهك موجٌ و روحك مرجٌ نجومه ثلجٌ تسوّي السماء بأرض بلادي النّديه/
تمرّد بصوت الهِزبْر الجريح الذبيح وهدّد/
ضباع البراري و ردّد/
بصوت البلابل لحنا و أنشد/
تمرّد و أزبد و أرعد/
كبرق أوسّو المفاجئ ليلا/
وقلْها و قلْها وعدّد/
غزاة أتيتم ونحن العباد و نحن البلاد فتبّا وتبّا/
لحكم المؤقت يلبس ثوب المؤبد/
تمرد و ألْقِ عصاك على ظهر كلّ الفراعين/
جرّد/
من الغمد سيف الكلام المردّد/
تمرّد/
على صنم الجبروت/
على لحية الكهنوت/
وفي جبة الشيخ كن كالهواء يعرّيه حتى/
يرى الناس من تحت جبّته الجاهليّه/
تمرّد/
وحطّم تماثيلهم واحدا واحدا كابن آزر كنْ/
كبعض النبيئين لبضع يوم نبيّا/
تمرّد/
وحطّم جدار الكلام تجدهم عليك قد اجتمعوا في الخفاء سويّا/
تمرد وكن كالزلازل تحت الكراسي/
إذا هدأت في الصباح أفاقت عشيّا/
تمرّد على المتمرّد إن كان بوقا/
تمرّد/
فحاشا التمرّد أن ينفخ العهر في جوقة الدكتتور/
ويبعث سيّافه الميْت حيّا/
تمرّد/
فكل شعوب البحار بحارٌ/
وعيب الطغاة ابتناء القصور/
بقلب الأعاصير حمقا و فوق ضفاف البحار العديّه/
تمرّد بصرخة صوت/
فإن لطلق رصاص الكلام دويّا/
تمرّد/
وعطر مُسِيل الدموع بدمعك كنْ مثل حلفاء أرض السباسب صلبا/
وأدْمِ/
يديْ من يريد اقتلاعك من أرضك البربريّه/
تمرّد/
و عشْ مثل نخل الجنوب يداعب غيم السماء العليّه/
طويلا وإن قصُر العمر ثمّ/
إذا متّ مُتْ أخضرا فوق أرض البلاد/
كزيتونة تونسيّه///
رابط القصيدة بصوت الشاعر نجيب بن علي: