لقد عانى الأشخاص ذوو الإعاقات البصرية الشديدة أو الكاملة في لبنان طيلة حياتهم ، بسبب استبعادهم في مجتمعاتهم وعدم حصولهم على فرص متساوية في التعليم والإندماج في حركة المجتمع، مما لا يسمح لهم بتأمين مورد ثابت يحسن من أوضاعهم ويجعلهم فئة غير منتجة وتعتمد على الغير .
ولدعم هذه الفئة، قررت الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين (لوى) إنشاء قسم خاص بالأشخاص ذوي الإعاقات البصرية في مركزها “مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين” في الصرفند جنوب لبنان . والذي سيكون مجهز بمجموعة متنوعة من التقنيات الحديثة المساعدة في تدريب وتعليم ذوو الإعاقات البصرية الشديدة أو الكاملة، وخصوصاً الطلاب منهم، حيث يمكنهم من الحصول بسهولة على الموارد التعليمية والإلكترونية المتاحة.
ولتقليل الفجوة القائمة بين ذوي الإعاقات البصرية والنظم التربوية والإعلامية ، ولتغيير نظرة المجتمع تجاههم.
نظمت الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين حفل عشاء خيري مساء يوم الخميس 9 شباط 2012 في قاعة بيال – بافيون رويال- وسط بيروت، يعود ريعه لإنشاء هذا القسم. حضر الحفل، الذي قدمه الإعلامي المعروف الأستاذ جورج قرداحي، اللبنانية الأولى السيدة وفاء ميشال سليمان والسيدة رندة عاصي بري مؤسسة ورئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين، وحل الموسيقار العربي الفنان عمار الشريعي ضيف شرف فيه، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الرسمية والفعاليات الإجتماعية والسفراء ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية ومختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية … .
بدأ الحفل الذي أقيم تحت شعار ” الشعور بالحب “، بقطعة فنية رائعة قدمها بعض الأطفال من ذوي الإعاقات البصرية الشديدة. تلاها فقرة تكريم الموسيقار العربي الفنان عمار الشريعي، حيث قدم له درعاً تكريمياً بإسم الجمعية، تقديراً لإنجازاته وعطاءاته الكثيرة في مجال الفن والتي كانت دافعاً قوياً لتخطي إعاقته البصرية.
بعدها قدمت فقرتان فنيتان راقيتان ، أولها مع المغنية الفرنسية هيلين سيغارا وثانيها مع الفنانة اللبنانية كارول سماحة، اللتان أعربتا بصراحة عن دعمهما لقضية المعوقين. فأدت كل منها باقة من الأغاني الناجحة والمعروفة لفترة تجاوزت الـ 40 دقيقة لكل منها. ثم أعقب البرنامج الترفيهي فقرة تومبولا وتوزيع جوائز قيمة على الفائزين المحظوظين .
إن الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين تعتبر نفسها اليوم شريكاً رئيسياً لقضية المعوقين، محلياً ودولياً ، وهي معنية بشكل كبير في تحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز كرامتهم واستقلالهم وإنتاجيتهم .
وللتأكيد على تميَز الجمعية ، فقد توجت مسيرتها المهنية الصادقة ، بحصولها على شهادة الأيزو 2008:9001 ، وهو نظام عالمي لتصنيف إدارة الجودة، بعد تطبيقها، لعدة سنوات، سلسلة متطلبات من ناحية الإجراءات الإدارية والمعاملات واتباعها لتأمين مستوى عالي من الجودة.
وبطبيعة الحال فإن الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين لم تكن لتحصد نجاحاتها ، لولا تضافر الجهود والتعاون مع عدد كبير من الأصدقاء والخيرين. ولا يسع القيمين على هذا النشاط سوى تقديم كل الشكر والإمتنان لجميع الشركاء والأفراد – رعاة هذا النشاط – وكل من ساهم في إنجاحه .