“مبارح لبنان نام عالعتمة”، بنبض من حرية ونور، أضاء جو معلوف ليل مشاهدي الـ أم.تي.في مستهلاً برنامجه الأسبوعي من “انت حر”. “مبارح بلشنا نستحق أغلاطنا بالانتخابات بإختيار ممثلي الشعب اللبناني، بحلقات سابقة قلت: لقد أنتجتم أفشل حكومة، بلشت تبين على صعيد من هو قي’م على مؤسسة كهرباء لبنان، الحكومات السابقة كما الحكومة الحالية”. لم تُساءل مجالس النواب الحكومات السابقة لأسباب انتخابية أو شخصية، وتساءل معلوف عن معظم النواب الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء سؤال وزراء العدل بإطار الاستراتيجية العامة الوطنية لتحرير القضاء من أي التزامات سياسية؟ وأشار معلوف الى أن القضاء في لبنان يحكم بإسم الشعب اللبناني، كذلك هو برنامج “انت حر”. وبما أن القضاة هم من الشعب اللبناني وبما أن البرنامج يرفض المزايدات ولا يهاجم فقط لغاية المهاجمة، فإن البرنامج يرفض مهاجمة القضاء وتحويل القضاء الى ضحية كبرامج أخرى بل ويسعى الى تحقيق العدالة عبر طرح الملفات واظهار الأخطاء، وان البرنامج لم يخالف يوماً نص المادة 88 من المرسوم الاشتراعي 83/150، والذي يتعلق بعدم نشر أي خبر يتعلق بتلطيخ اسم قاضي. ان برنامج “انت حر” برأي معلوف يشير الى قضايا لم تتحقق بها العدالة بعد، كما حلقة الأسبوع الماضي التي تضمنت إخباراً الى النيابة العامة التمييزية، والمُمثلة بالقاضي الرئيس سعيد ميرزا، والتي تحركت بناء على المعلومات المُشار اليها عن الملف الذي ذكره “انت حر” لأن نية القضاء اللبناني كانت دائماً إجلاء الحقيقة. ولكل هذا، كان جو معلوف واقفاً امام جمهوره لأن برنامجه كما القضاء لا يبغيان سوى ارساء الملفات على سكة الحقيقة ورفع الأسى والتعب والظلم عن كواهل الناس. وشكر معلوف القضاء اللبناني والنيابة العامة التمييزية المُمثلة بالرئيس سعيد ميرزا.
وبدأ معلوف قضاياه بقضية إصدار نقابة الأطباء قراراً في 11/06/2012 بمنع الأطباء من الظهور الاعلامي والاعلاني من دون معرفة خلفية هذا القرار، أهو على خلفية توقيف د.موسى أبو حمد أم للظهور الاعلامي فعلاً؟ وقد عرض “انت حر” تقريراً مُصوراً عن اعتصام النقابة في بيت الطبيب. واعتبر معلوف بأنه يحق لنقيب الأطباء د.شرف أبو شرف منع الأطباء من الظهور الاعلامي، كما ويحق له مغادرة استديوهات “انت حر” الأسبوع الماضي لأن “انا نقيب الأطباء وما بنطر نصف ساعة!”، ويحق أيضاً، تابع معلوف، للرئيس ساركوزي أن ينتظر 40 دقيقة في احد استديوهات قناة فرنسية قبل أن يظهر على الهواء!. واسترجع معلوف قضية ريتا جبرايل، السيدة الحامل التي توفيت مع الطفل في أحشائها معتبراً بأن د. موسى أبو حمد قد يكون أخطأ لأنه لم يأت الى المستشفى ليلاً، ولربما كانت ريتا وطفلها قد توفيا أيضاً حتى لو جاء الى المستشفى ليلاً، وربما كان بإمكان القاضي عدم توقيف الطبيب احتياطياً وسجنه آخذاً بعين الاعتبار الضجة التي سيثيرها توقيفه. انما القاضي، وبرأي معلوف، قرر تطبيق القانون وتحديداً المادة 44 من القانون رقم 2001/313، والتي تم احترامها بالكامل. التقصير كان من نقابة الأطباء التي لم تبد رأيها الطبي خلال الـ 15 يوماً التي ينص عليها القانون ولم يهتموا لقضية الطبيب. كما وقد أخطأ النقيب حين استمر في الإعلان ولمدة اسبوع بأنه لم يكن هناك ممثلاً للنقابة خلال التحقيق مع د.موسى أبو حمد، الى أن أعلن محامي النقابة نفسها عكس ذلك، وكانت مصادر البرنامج القضائية قد سبقت المحامي الأسبوع الماض وأعلنت عكس ما كان يدعيه النقيب! وتساءل معلوف عن علاقة قرار منع كل الأطباء من الظهور الاعلامي والاعلاني بتوقيف الطبيب؟ فهل كان في هذا رد اعتبار للطبيب؟ وقد استنكر أطباء كثر قرار المنع عبر اتصالهم بـ “انت حر” مستغربين القرار. واعتبر معلوف بأن القرار يعود ربما لغيرة بعض الأطباء من “الكاريزما” لدى من يملكها من الأطباء والتي تخولهم الظهور على الشاشة، انما ما ذنب المشاهد بأن يُحرم من برامج تثقيفية ضرورية متسائلاً الى أي درك يعود بنا النقيب وبأن قراره غير حضاري بل ويثير سخرية الآخرين، وتساءل معلوف عن من له سلطة على نقيب الأطباء اذا ما أخطأ؟ فهل الطبيب مُنزل؟ وتساءل عن سبب هذا الغضب والحقد على الإعلام. وتوجه معلوف الى نقباء الصيادلة والمهندسين وأصحاب المستشفيات الذين وقعوا جميعاً على قرارات النقيب أبو شرف ودعاهم الى أن يتأملوا في مصائبهم بدلاً من التوقيع، مصائب من بيع لأدوية من دون وصفات طبية الى نوعية بنية الإعمار في لبنان “وكم سنة رح تضاين بناياتنا بلبنان”، الى المستشفيات التي ترمي بالأطفال والنساء والرجال المرضى على أبوابها ليموتوا ضحية الفقر! ورفض معلوف بأن يكون الاعلام كبش محرقة محملاً النقباء وبعض الأطباء مسؤولية إهانة أنفسهم كأطباء قبل إهانة نقيب المُحررين عارضاً تقريراً مُصوراً عما تعرض له من تطاول، منتقداً الطبيب والنائب د. عاطف مجدلاني رفضه للرأي الآخر مذكراً اياه بقضية أدوية الأعشاب و”اختفائه” عن إثارتها لاحقاً! وانتقد معلوف التهجم على قناة الـ أم.تي.في متهمين اياها بأنها حاكمت الطبيب قبل نهاية التحقيق، معتبراً أن هذه هي نهاية الدولة اللبنانية لأن بعض الأطباء المثقفين والمتعلمين منعوا نقيب المحررين من التعبير عن رأيه داعياً كل وسائل الاعلام، “رغم غياب الإلفة”، بمقاطعة كل انجازات الأطباء وعدم تقديم التغطية الاعلامية لهم ولمؤتمراتهم في حال استمرت النقابة بقرارها الديكتاتوري بمنع الأطباء من الظهور الاعلامي.
وانتقل معلوف الى قضية الشاب محمود الذي دفعته الأحوال المادية للسفر والعمل في الكاميرون فعاد كتلة من لحم محروق بعد احتراق معمل الدهان الذي كان يعمل فيه نتيجة لتسرب الغاز في 18/05/2012 ما لبث ان توفي بعد ذلك متأثراً بكمية التلوث الذي تعرض له جسده المحروق نتيجة الاهمال الذي لحق به في لبنان. وتم عرض تقرير مُصور موجع أظهر معاناة محمود رغم “جهود” رئيس الجالية اللبنانية في الكاميرون ورغم ادعاء آخرين في الكاميرون بأنهم حجزوا لمحمود في مستشفى خاص للحروق في لبنان. وبدأت المعاناة منذ وصوله الى المطار وانتظاره لساعة قبل نقله الى مستشفى حيفا داخل مخيم برج البراجنة غير المخصصة لمعالجة الحروق أساساً. حتى المستشفى نفسها اعترضت على نقله لداخلها لأنها غير متخصصة، وصرحت شقيقته في التقرير بأنهم كانوا ينادون “لناس من الشارع كالخضرجي واللحام” ليساعدوا في نقل محمود من مكان الى آخر غير آبهين بالجراثيم التي اجتاحت جسد محمود المحروق، هذا عدا عن عدم نظافة المستشفى. وبعد أسبوعين ومع مساعي وزارة الصحة تم نقل محمود الى مستشفى السلام المتخصص في الحروق ووصل بجسد معفن ومهتريء وما لبث ان توفي نتيجة للتلوث الكبير الذي تعرض له. وقام المدعو أحمد الحسيني بعرض 10،000 دولار على العائلة شرط التنازل عن كل شيء، فرفضوا. وتساءل معلوف عما اذا كان مقبولاً موت شاب في عمر الوردة بسبب التوفير!. واستقبل معلوف اتصالاً من الكاميرون ومن محامي العائلة أستاذ حافظ المولى الذي أعلن بأن هناك جريمة قصدية أو اهمال قصدي وافتعال حريق بهدف الاستفادة من التأمين، والهدف من الدعوى احقاق الحق ومحاسة المجرمين وليس الهدف المادي.
والى الضحية ايلي نعمان الذي قُتل بدم بارد أمام كاميرات محله لتصليح الدراجات النارية في 23/05/2012، انتقل معلوف ليثير قضية أبكت الجميع. ففي سد البوشرية، قُتل الشاب إيلي نعمان وجُرح شقيقه وعامل من التابعية السورية في إطلاق نار قام به 4 أشخاص كانوا على متن سيارة شيروكي فضية اللون التي ترجلوا منها ودخلوا الى محل آل نعمان وحصل خلاف معهم على خلفية إصلاح دراجة تعود لأحدهم، فحصل تعارك بالأيدي ثم أطلق بيار نعمه النار في اتجاه اصحاب المحل، فاصاب ايلي جوزف نعمان بجروح خطرة نقل على اثرها الى مستشفى مار يوسف في الدورة وما لبث ان فارق الحياة. كما اصيب شقيقه برنار نعمان بجروح والعامل طوني نعمه برصاصة في رجله. لم يتطرق معلوف لجريمة مقتل نعمان قبل الليلة لأنه شعر بأن مصيرها هو كمصير الجرائم التي سبقتها، ميريام الأشقر وأبو مازن الناتوت، حيث تم القبض على المجرمين انما لم تتم محاكمتهم ولم يصدر قرار يريح الأهل رافضاً هذه المماطلة في الأحكام رغم البروتوكول الذي يلزم بذلك. وتم عرض تقرير مُصور عن الحادثة وأهل ايلي الذين طالبوا فخامة الرئيس بإعدام قتلة ولدهم، ووعد “بيرو” شقيقه ايلي بأن دمه لن يذهب هباءً مستذكراً بألم ودموع صوته الذي لم يفارق سمعه وهو يناديه لنجدته. “مسا الخير لكل الزعما المسيحيي كلكن مش من عدا ولا واحد منكن، كلكن سوا مجموعين، مسيكن بالخير”، حياهم معلوف داعياً اياهم الى التأمل بأبناء طائفتهم ومعاناتهم بسبب قلة احترامهم للإنسان في لبنان مستفيدين من الحصانات التي اكتسبوها من مراكزهم التي أوصلهم اليها أبناء طائفتهم أنفسهم. وتوجه معلوف الى فخامة رئيس الجمهورية راجياً قبوله لطلب لقاء تقدم به أهل الشهيد ايلي نعمان، كما وطلب منه توقيع أحكام الإعدام.
ولأن “انت حر” هو الى جانب الانسان، دعا معلوف المشاهدين وبمناسبة عيد الأب أن يشاهدوا ويستمعوا الى يوميات آباء تعتاش من التاكسي، الى يوميات قهرهم ووجعهم واخفاء مشاعرهم. هو تقرير مُصور تم تسجيله من دون معرفة السائقين “سرق منهم يومياتهم وخطف لقطات منهم” بحسب معلوف ليتم عرضه أمام الملأ عل اللبنانيون يشعرون قليلاً بمعاناة هذا المواطن المقهور. فمنهم من يقود سيارته التاكسي لـ 14 ساعة متواصلة وكلهم تجمعهم معاناة تلبية طلبات عائلاتهم. ووجه معلوف لهم تحية اكبار واحترام وتوجه الى المسؤولين: “شو صار بمافيا النُمر المزورة اللي عمبياخدو من درب هالشوفرية؟ ليش ما شلتوهن بعد عن الطرقات؟ ليش نقابة السائقين مسيسة بلبنان؟ ليش منعتوهن يفوتوا عالمطار”. كلها أسئلة رماها معلوف في وجه المعنيين.
والى قضايا الاعتداء على الأطفال، ختم معلوف قضاياه لهذه الليلة مستذكراً آخر ثلاث قضايا تمت اثارتهم (خمس قضايا منذ بدء البرنامج) في حلقات سابقة من “انت حر” لأنه حان الوقت لأن يتكلم الجميع عن بشاعة تلك الاعتداءات خاصة بعد أن قرر “انت حر” أن يرفع الصوت احقاقاً لحقوق هؤلاء الملائكة التي لا ذنب لها سوى أنها لا حول لها ولا قوة! فتم عرض تقرير مُصور عن قضايا الطفل ابراهيم، الطفلة كساندرا والمرحومة الطفلة غنى، وقد ظهر الوزير وائل أبو فاعور متحدثاً عن وحشية الاعتداءات على الأطفال. وأظهر معلوف حقيقة ما حدث للطفلة غنى والتي كان الاهمال السبب وراء مقتلها، اهمال وجهل والديها الذين لم يكترثوا للكسور البليغة في الضلوع والرأس والنزيف الذي نتج عن ذلك بعد أن جلس عليها أحد اقاربهم الأطفال (ابن عمتها 50 كيلو) قبل 10 أيام من موتها. وبعد 10 أيام توجهوا بها الى مستشفى الساحل والى مستشفى الرسول الأعظم والى مستشفى رفيق الحريري الجامعي، انما لم يتمكنوا من ادخالها لأن جميع المستشفيات طلبت أموالاً لقبولها. وتوجه معلوف الى ضمائر القيمين على المستشفيات بسؤال عن كيفية تمكنهم من اهمال طفلة رضيعة بعد تشخيص حالتها الخطيرة وعدم تبليغ وزارة الشؤون الاجتماعية على الأقل؟! ومتهكماً، حيا معلوف مجدداً نقابة الأطباء وسألها عن هذه الفضيحة! وعاد أهلها الى المنزل خائبين فقرروا تجاهل الأمر وتوجهوا الى البحر والى التنزه لتموت شهيدة الاهمال والجهل. واستقبل معلوف اتصالاً من رئيسة جمعية حماية السيدة تانيا تابت التي شرحت عن توجه الجمعية لحماية المتعرضين للعنف. ودعا معلوف جميع الأطفال المتعرضين للعنف أو الشاهدين على جرائم العنف بأن يتصلوا بـ “انت حر” على 444000-04 مُقسم 456 والتبليغ عن هذه الحالات. “ايمتى الانسان بدو يصير عنا أهم من المصاري؟”، سؤال طرحه معلوف وعلى الأرجح فإنه لن يلقى جواباً له في القريب العاجل!!
وقبل الختام، تطرق معلوف الى قضية المحرقة التي تم انشاءها على نهر الجرادة الذي يروي شكا وخمس بلدات مجاورة، والتي قيل بأنها رهن توقيع وزير البيئة ناظم الخوري للمباشرة بتجربة حرق نفايات البلدة وكأن شكا هي حقل تجارب للمحارق، فقد كشف “انت حر” بأن وزير البيئة ناظم الخوري اتصل بالبرنامج وأوضح بأن أحداً لم يتصل به بخصوص الاعتراض على موضوع المحرقة وبأن خطه مفتوح للجميع وهو متجاوب جداً، ووعد معلوف بأن يكون البرنامج صلة وصل بين المشتكين وبين وزارة البيئة وقرأ بياناً توضيحياً منها يشير بوضوح بأن الأمر لم يتعدى التجربة فقط.
وكشف معلوف معلومات وصلته قبل ختام الحلقة تفيد بأن معمل التشيبسي الفاسدة والذي اُقفل بالشمع الأحمر قد عاد الى توزيع البطاطا في المحلات ووعد بمتابعة الموضوع في الحلقة المقبلة.
وختاماً، أعاد معلوف التذكير بأن الجيش اللبناني هو خط أحمر وواجبات كل “الضيوف” في لبنان احترام الجيش اللبناني وعدم اطلاق الرصاص عليه.
وبقولين من أقوال الإمام السيد موسى الصدر، ختم معلوف صرخته لهذه الحلقة قائلاً:
“ان تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم بحجة المحافظة على الدين”.
“ليس في العالم شعب صغير و شعب كبير بل شعب يريد الحياة و شعب لا يريدها”.
وودع معلوف المشاهدين:” بدكن تقرروا، اذا بدكن نعيش شعب محترمين، أصحاب قرار، أو بدكن تعيشوا مكنات وكومبيوترات؟!”.