“مسا العتمة! ما بعرف أديش في ناس محرومة من الكهربا بلبنان؟ أديش في ناس قادرة انو تحضرنا الليلة؟ أديش في ناس قادرة تدفع اشتراك الموتور؟ أديش في ناس عمتدفع فاتورتين وما عندا كهربا؟ مسا الاعتداء على الإعلام، على الكلمة الحرة، على الرأي الآخر، مسا الديمقراطية لكل اللي عمبيضحّكوا علينا وبيوهمونا بالديمقراطية بلبنان وبحق التعبير المكرس بالدستور. هل حق التعبير بيخللي بعض الناس يحكوا شو ما بدّن؟ هل تطبيق الدستور بيسمح للزعران انو يتعدّوا على وسيلة اعلامية؟ هل هي الوسائل السلمية اللي منحكي عنا بالإعلام؟ مسا عصابات الخطف والتهديد؟…..والسؤال ليش فيه فلتان بلبنان؟ ليش فيه سلاح وين ما كان بلبنان؟ ليش فيه ناس فاتحة دكاكين عحسابها بلبنان ضد الجيش وضد القوى الأمنية وضد المواطن بالدرجة الأولى؟”.
لا تسمح الظروف التي تمر بها البلاد بمقدمة مختلفة عن هذه التي بدأ بها معلوف حلقته من “انت حر”. واستنكر معلوف بشدة الهجوم الذي تعرضت له قناة “الجديد” الزميلة منتقداً كلمة وزير الاعلام وليد الداعوق الذي طلب من “القضاء انو ياخد حدّه”. وتساءل عن معنى ذلك مستغرباً عما اذا قامت وزارة الاعلام، ومنذ 20 سنة وحتى الآن، بدورها الحقيقي؟ “ايمتى اخدتو انتو حدكن؟ ايمتى كنتو ضهر وسند لأي اعلامي بلبنان؟ ايمتى الكلام صار فعل ومش بس استنكار وبيانات؟”. وطلب معلوف من السياسيين لو “بيتوسطو” للتشديد في تطبيق القانون، عوض التوسط لإخراج موقوف! وتساءل معلوف عن لاسا والتزوير القائم والتعدي على الأملاك وطالب بأن يتم الكشف عن من يغطي سياسياً المُعتدين في لاسا. وعلى خطى جبران خليل جبران، “ويل لأمة تضحي بمؤسساتها في سبيل تطرف طوائفها” و”ممنوع التضحية بهيبة الدولة اللبنانية”، صرختان أطلقهما معلوف قبل استعراض ملفات وقضايا الحلقة في “انت حر” وقام بتوجيه الشكر الى رئيس الجمهورية لأنه لبى نداء البرنامج بتحديد موعد (السبت في 30/06/2012) لاستقبال عائلة المرحوم ايلي نعمان.
وبدأ “انت حر” قضاياه بقضية اختفاء البحار اللبناني أنطوان غوش، هي قضية ليست بجديدة بحسب معلوف، انما أرادت عائلة البحار “المكسورة” أن تثير قضيته مجدداً عبر “انت حر” لأنه يكاد يكون البرنامج الوحيد الذي يتابع القضايا حتى آخر رمق. وتم عرض تقرير مُصور مع شقيق البحار، شربل غوش، الذي أوضح ملابسات اختفاء أنطوان. فمنذ 13 سنة وتحديداً في 10 ايلول/سبتمبر من العام 1999 حين سافر انطوان (مواليد 1972) مع وكالة بحرية لبنانية تدعى ماري لصاحبها ابراهيم الكفوري من شكا، بهدف العمل مع هذه الوكالة، سافر من مرفأ شكا، وبعد اسبوعين من التاريخ المذكور، فُقد على متن الباخرة في عرض البحر، وعرفوا ذلك من خلال افادات لكنها كانت متضاربة، ومن خلال رسائل يعتبرها شربل كاذبة. فقد وردهم اتصال هاتفي بتاريخ 6/10 من العام ذاته، من ابراهيم الكفوري يقول لعائلة انطوان بأنه غير موجود على متن الباخرة، وبالرغم من البحث عنه لم يجدوه، وعندما اختفى كانت الباخرة على بعد 150 متر على الرصيف قبل اسبانيا. وبعد مرور 3 ايام من الافادة الاولى تأتيهم اخرى يقول فيها الشخص ذاته، انه عند الساعة 6 صباحاً من تاريخ 7/10 ولدى عودة البحارة بعد شرائهم طعام الفطور ولدى استدعائهم انطوان لتناول الفطور لم يجدوه. وكان هناك تضارب في الافادات دائماً، وبعد عام من الافادة الثانية اعطى الكفوري افادة ثالثة وهي انه مع وصول الباخرة الى مرفأ اسبانيا اتصل بهم القبطان واخبرهم بفقدان انطوان عن الباخرة. ويتابع شربل بحسرة أنه ورغم أنهم تسلموا ثيابه وامواله وجواز سفره، ولكن “نريد ان نعرف الحقيقة”. وتساءل شربل عن سبب عدم التحقيق مع البحارين الـ 23 الذين كانوا على متن الباخرة حتى الآن؟! شربل غوش مازال يرفض موت قضية فقدان شقيقه أنطوان غوش رغم مرور 13 سنة على الحادثة، وباقٍ على صرخة: “ما هو مصير شقيقي انطوان؟”. وتأسف معلوف على وضع اللبنانيين وحقوقهم المهدورة في الخارج كما في الداخل. فالدول الأوروبية تقاتل شعوباً من أجل مفقود في حين أن الدولة اللبنانية لا تسأل عن مواطنيها وبالتالي فلا قيمة للمواطن اللبناني في الخارج. وناشد معلوف الدولة اللبنانية: “خبروهن شو صار بأنطوان غوش!”.
ما هي أسباب ارتفاع وتيرة الخُطاب الطائفي؟ ولمصلحة من هذا التوتر؟ أسئلة طرحها معلوف لثير قضية خطيرة تطال أمن البلد واضطر آسفاً الى عرض مقتطفات من مقابلة الشيخ أحمد الأسير مُتوعّداً ومُهدداً والتي عُرضت على شاشة الجديد والتي كانت سبباً للإعتداء التي تعرضت له القناة مساء الإثنين في 25/06/2012 رغم اعتذار القناة عن مضمون المقابلة وتبرأها مما جاء فيها. وبرأي معلوف، هذا الخطاب الطائفي يخدم المؤامرات ويغرق لبنان في الفتنة. واستقبل معلوف عبر الهاتف مديرة قسم الأخبار في قناة الجديد الإعلامية مريم البسّام مستنكراً ما تعرضت له القناة ومحلّلاً معها اشكاليات خطورة ارتفاع وتيرة الخطاب الطائفي في البلد. وطالب معلوف الوسائل الإعلامية بلعب دور كبير حيال هذا الخطاب الطائفي والتصرفات اللامسؤولة تجاه الإعلام حتى لا تصل البلاد الى ما لا تُحمد عقباه. ولفت معلوف الى المادة 270 عقوبات والتي تعاقب بوضوح كل خطاب يحرض على العصيان المُسلح ويثير الفتنة ويؤدي الى تأجيج الخطاب المذهبي والطائفي. وطالب معلوف بتطبيق القانون والذي هو اعتقال مؤقت ولسبع سنوات كحد أقل، أو بالمؤبد بحسب المادة 308 عقوبات لأن هذا الخطاب يتسبب بحرب أهلية. هي جرائم واقعة على أمن الدولة والدستور اللبناني. “لو بس بيتطبّق القانون لكان ¾ السياسيين في الحبس!!”. وتوجه معلوف الى المشاهدين مذكراً بأنه يرفرف فوق رؤوسنا علم واحد وليس مجموعة رايات ملونة، “جنبوا البلد فتنة عمياء!”، لأن أحداً من المذاهب في لبنان لا يرضى ولا يتبنى الخطاب التحريضي المُتكلم باسمه.
ومن الفلتان الأمني الى الفلتان الأخلاقي، فتح معلوف الباب على مصراعيه فيما يختص بسينما سلوى (البربير) وما تعرضه من أفلام خلاعية منذ الثمانينات. ورغم اتصال صاحب السينما (زين فتح الله) الذي أكد بأن السينما مُقفلة منذ سنة، أصر معلوف على أن التقرير المُصور الذي تم عرضه لاحقاً، تم تصويره عبر الهاتف بطريقة متخفّية نهار الخميس في 21/06/2012 الساعة الواحدة ظهراً. وكمثل سينما الحمرا في طرابلس، فضحت الكاميرا ما يحدث داخل أروقة حمامات السينما من شذوذ أخلاقي وممارسات غير أخلاقية. وأكّد معلوف بأن سيتم ارسال ما احتوته الكاميرا الى القضاء المُختص ليتم التحقيق به رغم أنه تم اقفالها في العام 2009 إلا أنه تم فتح أبوابها مجدداً. ولفت معلوف أن ما رآه المشاهدون هو جزء بسيط مما سيتم تسليمه الى الجهات المعنية، مطالباً السلطات الدينية ودار الفتوى بالتحرك للطبيعة الدينية الملتزمة المُحيطة بالسينما.
ولأن الانسان له الأولوية في برنامج “انت حر” عرض معلوف لقضيتين أقل ما يُقال عنهما أنهما في صلب المجتمع اللبناني الذي يختص بذوي الحاجات الخاصة. جوزف كريم (32 سنة)، شاب يبحث عن عمل منذ 10 سنوات، هو كفيف انما طموحه مبصر أكثر منا جميعاً. لم يوفر جهداً جوزف في البحث عن فرصة عمل للعيش بكرامة، انما لم يستجب أحد لرغبته، وتم عرض تقرير مُصور عن جوزف، التي زينت البسمة وجهه، حدثنا فيها عن أحلامه، طموحه، مهاراته وأفكاره التي أنارت ليل “انت حر”. “حرام هيدا أعمى”، عبارة كانت تزعج جوزف في أوائل سنين وعيه على “مصلحته، مصلحة العميان!”، ولكنه اعتادها بعد ذلك. “اللي عمبشوفو ما عمبلاقو شغل، انت بدك تلاقي”، جملة أخرى كانت تؤذي جوزف بحسب معلوف، وكأنه لا ينتمي الى فئة الناس العاديين وبأنه يجب عليه أن يفقد الأمل ويتوسل الشفقة من الآخرين! انما كان جوزف امام الكاميرا مثالاً للكبرياء والفرح. واعتبر معلوف بأن وجود جوزف في سنترال (مصلحة الهاتف) أحد الوزراء، يشرفهم! وساخراً اعتبر معلوف بأن معظم سياسيينا والذين يظهرون بمظهر حسن وعقلهم سليم وليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، تخلوا عن كرامتهم و قضوا كل عمرهم في توسل الشفقة على ابواب المتمولين والدول، “لهيك نحنا وكل الأحرار واللي عندن كرامة بهالبلد منفتخر فيك يا جوزف وبعمرك ما تفقد الأمل لأنك طموح وجبار”.
والى شركة المحاسبة Madi and Co لصاحبها السيد رولان ماضي، فاجأ “انت حر” مشاهديه ليكشف عن 30% من موظفي هذه الشركة هم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتم عرض تقرير مُصور عبّر عن الفرح الغامر الذي يملأ قلوب هؤلاء الموظفين وعن الانسانية الرائعة التي اتسم بها قلب أصغى لحاجات هؤلاء ولكبريائهم هو قلب السيد رولان ماضي. هم موظفون يعملون بكل الاختصاصات، مثلهم مثل الموظفين العاديين، لا ينقصهم شيء بل وربما متكاملون مع المجتمع ليضيفوا اليه أفكارهم وطموحهم. واعتبر معلوف بأن مثل هذا التقرير يجب أن يُعرض في الوسائل الاعلامية بدلاً من نشرات الأخبار التي تستضيف سياسيين معظمهم “بيطلع بكذّب عالعالم”. فهؤلاء هم مكونات الدولة وهم الشعب اللبناني وهم لبنان. رولان ماضي هم من أوائل أرباب العمل الذين نفذوا وتعدوا النسبة المذكورة (14 موظف من أصل 54 هم من ذوي الاحتياجات الخاصة) في المادة 220/2000 من قانون العمل والذي يشمل نسبة 3% من مُجمل الموظفين بحيث يكونون من ذوي الاحتياجات الخاصة لتوظيفها في الادارات والمؤسسات العامة والخاصة. “تأكدوا بأنكن أهم من البنات الحلوين اللي بيعلكوا وبطقوا حنك كل النهار”، أردف معلوف، فإن ذوي الاحتياجات الخاصة ينتجون أكثر. واستقبل معلوف السيد ماضي عبر الهاتف ليحييه وينوه برسالته الانسانية واعتبر بأنه واجب على الدولة اللبنانية تكريمه. وفاجأ السيد رولان المشاهدين بعد سؤال معلوف عن جوزف كريم، بأنه طلب من معلوف بأن يبلغ جوزف بأنه ينتظره غدأ في شركته وبارك له وظيفته الجديدة “وأهلا وسهلا فيه من قلبي”. وشكر معلوف انسانية السيد ماضي ورسالته السامية.
وختم معلوف ملفاته لهذه الحلقة بعرض تقرير مُصور عن مبادرة جامعة الكفاءات التي كرّمت الوزير وائل أبو فاعور وبعض الوجوه الاعلامية، ومنها جو معلوف، في احتفال مساء الثلاثاء في 19/06/2012 التي دعمت مطالب المؤسسات التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. وشكر معلوف هذا التكريم واعتبره شرف ووسام على صدره، وهو أسمى من أي تكريم آخر، وأهداه الى المشاهين، شركاء معلوف في “انت حر”، والى كل فريق العمل: رامي زين الدين، زينة باسيل، روى سابا، سمير يوسف، ايلي عساكر، ماريان سلامة، مارون فواز، وكل الفريق التقني والمخرج طوني سويدي.
وقبل أن يختم، لفت معلوف الى مداهمة قام بها الجيش في منطقة عرسال لإلقاء القبض على بعض المطلوبين، فالتزم الجيش بالقانون ودخل البيوت على أن يلقي القبض على المطلوبين بوجود المخاتير، انما وللأسف كانت المسرحية واضحة بإقفال المخاتير السبعة لخطوطهم الخليوية! فاعتبر معلوف بأن هؤلاء المخاتير يجب أن يكونوا على قائمة المطلوبين لأنهم أعداء الحرية، الحرية المتمثلة بالجيش اللبناني المنتمي الى جميع اللبنانيين.
“بس مهما عملوا، ما فيهن يتغلبوا على العدالة والحرية ولو أخدت وقت، وبالرغم من كل اللي عمبصير بهيدا البلد، نحنا عمنضهر، ونحنا عمنتعشى، ونحنا عمنتغدى، ونحنا عمنسهر، ونحنا عمننزل على البحر نكاية بكل جاهل بدو يخرّب هيدا البلد!”: جو معلوف.