خاص- بعد قوائم العار واللوائح السوداء للفنانين والنجوم
العرب، إلى جانب المطالبة بعدم تقديمهم أية أعمال درامية أو الظهور والإدلاء بأي
تصريح، ولكن حملة “فيسبوكية” جديدة ومن نوع آخر، أطلقها مجموعة شباب
جزائريين تحمل عنوان ” ضد زيارة مطربات الفسق للجزائر نحن أولى بهذه
الاموال”، إذ نجحت في إستقطاب حوالي السبعة آلاف عضو رغم حداثة نشأتها…
وإذا تعمقنا وبحثنا فيما تنشره هذه الصفحة من مواد تتداول
وآراء “صريحة- جارحة”، نجد أن الفنانة اللبنانية إليسا على رأس هذه
القائمة، إذ إعتبر القيمون على الصفحة بأن الأموال والمبالغ الطائلة التي تصرف على
الحفلات هي من أجل “فساد المجتمع”، وشريحة الشباب هي الأولى بها، وقد تم
نشر وتوزيع بيان “يُقال” أنه “باسم الشعب الجزائري عامة… وباسم
الشباب الجزائري خاصة”، وفي مستهله الجملة الآتية: “ نعلن
رفضنا التام و القاطع لكل ممارسات وزارة الثقافة المتعلقة بإقامة المهرجانات
الغنائية و التي تقوم فيها باستدعاء ثلة من الفنانين الماجنين و السافرين بأموال و
مبالغ خيالية تستنزف فيها الخزينة العمومية و التي هي في الأصل أموال ملك للشعب
الجزائري (…)”
وفي سياق البيان يتم عرض أسباب وتداعيات مطالبة أولئك
الشباب، والذين لم يعرف إلى أي جهة إجتماعية أو سياسية كانت ينتمون، والأدهى انهم
يهددون بخطوات تصعيدية، أبرزها مقاطعة المهرجانات نهائيات، إلى جانب الإحتجاجات،
معتبرين أن إقامة مهرجانات بديلة تظهر حقيقة الثقافة الجزائرية هو الأهم، ودعا
الشباب الدولة والمسؤولين – بحسب ما نقلته صحيفة الشروق الجزائرية في عددها أمس- لوضع حد لعبث المهرجانات الغنائية، مطالبين
بحقهم في ما يصرف فيها من أموال، ومعتبرين أنفسهم أحق بها وأولى “لأننا
أصبحنا أفقر شعب في أغنى دولة”…
ولم تسلم وزيرة الثقافة خليدة تومي من “الحملة
الفيسبوكية”، إذ تم وصفها بعبارات لا تليق بمنصبها ومهامها الدبلوماسيين،
وإعتبارهم انها لا تمثلهم ويجب إسقاطها… ومن أوجه الإحتجاج والمعارضة المقترحة، الدعوة
إلى مظاهرة أو اعتصام أمام وزارة الثقافة، وتوقيع عرائض ترفع إلى السلطات، ودعوة
أئمة المساجد للتحذير من مفاسد المهرجانات وتبذير الأموال عليها، وتعبئة وتوعية
الشبان والمراهقين…
شكوك وتساؤلات تدور في فلك هذا البيان الصادر، غن لم نعي
من أين تستقي هذه الصفحة “شرعيتها” و”شعبيتها”، وبدأ الحذر
يحيط بمهرجاني “جميلة” و”تيمقاد”، ولا سيما مشاركة الفنانات
فيها، في حال مضى شباب الحملة في تحويل تهديداتهم إلى وقائع، وهو أيضا ما سيضع
منظمي المهرجانين أمام تحد كبير…