وجد باحثون في الجامعة الأميركية في بيروت أن ما يصل إلى 80٪ من عينات المياه التي يستخدمها سكان بيروت، التي جمعت في جولة واحدة من الاختبار الذي أجروه، تحتوي على القولونية، وهي الباكتيريا الموجودة في البراز. ووجدوا أن أقل من نصف صهاريج الشاحنات خضعت لتنظيف منتظم. ووجدوا أن أصحاب هذه الشاحنات جنوا من المال 24 ضعفاً لما جنته الدولة اللبنانية من الرسوم التي تتقاضاها عن المياه التي توزّعها من خلال الشبكة العامة للمياه.
وقال البروفسور معتصم الفاضل، وهو أستاذ الهندسة في الجامعة وأحد المشاركين في انجاز الدراسة، إن السكان الذين يعيشون في بيروت يدفعون أعلى أسعار للمياه في العالم. ويدفع كثير من الناس أربعة فواتير للمياه، فاتورة من الحكومة لمياه لا يحصلون عليها وفاتورة للمياه التي تُشترى من الصهاريج، وفي معظم الحالات تكون نوعيتها رديئة، وفاتورة المياه المعبأة للشرب، وغالباً ما تكون معبّأة من شركات غير مرخص لها، وفاتورة لتحلية مياه الآبار التي تُضخ في مبانيهم.
أضاف الفاضل: “لدينا في لبنان كثير من المياه، لكنها بحاجة إلى تنظيم”. والسبب الأساسي لهذه المشكلة هو اختلاط امياه الجوفية بمياه الصرف الصحي بسبب تردي وضع البنى التحتية، ولهذا السبب يشتكي العديد من سكان بيروت من الرائحة الكريهة للمياه ولونها الغامق الذي يعيق السكان من استخدام هذه المياه لأبسط الأمور اليومية.