لستُ من دُعاة مراعاة الفقراء من قبل الأثرياء، فإن قرر هؤلاء أن يتباهوا بما يملكونه، حلالٌ عليهم وهذه حريّتهم الشخصية، وإن كان في تكبّرهم إثمٌ، فهم يحتملون وزره وحدهم، وإن كان الفقراء أو المحتاجون ينزعجون، فجلّ ما بإمكانهم فعله هو المثابرة أو الإرتكان إلى سُبحانه، فهو القدير العليم والأخبر بما كان وسيكون!
لكن.. رغم كل ما سلف، إستفزّني خبر إنفاق الإعلامية حليمة بولند لـ 430 ألف دولار على أحذية إشترتها في لندن في “فترة قصيرة جداً”، كما تردد بالتفصيل، إضافة إلى بعض الفرو كُرمى لبرنامجها المقبل “الواقع”.. وأضاف الخبر بأنّ ما اشترته بولند لا يشكّل مجمل مستلزماتها، إّذ ستتسوق في لندن مرة أخرى لتختار بعض الملابس والأكسسوارات!
لم تستفزني دولارات حليمة، “الله يزيدُن”، لكن ما الدّاعي لهذا الخبر، وهل يمكن للأحذية أن تصنع نجاح برنامج مثلاً؟! والـ 430 ألف دولار لم تكفِ.. يا الله، والآن على المرأة أن تتكبّد من جديد عناء السفر إلى لندن لإستكمال مهمّة التبضّع، والأنكى أن الشرطة إضطرّت لأن تتدخل في شوارع لندن لتُبعد عنها المعجبين؟! أقسم هكذا يقول الخبر وإن لم تصدّقوني Google It، و Google إبن حلال ولا يفتري!
لا ثأر لي مع حليمة، هي إمرأة جميلة والبعض يحبّ أسلوبها في التقديم وربما اليوم سيحبّون أيضاً أحذيتها وأكسسواراتها و “بعد ناقص” ألا يحبوهم والمرأة أنفقت عليهم ثروة!
يمكن أن يتكبّر من يشاء على من يشاء، فهذه حرية شخصية، لكن أن يستغبي أحدكم الآخر، ففي الأمر “زلّة”!