يحفل شهر رمضان بتراث مميز من الأغاني الشعبية في مصر،
فبمجرد حلول الشهر الكريم تقفز على ألسنة المصريين أغنية محمد عبد المطلب الشهيرة
“رمضان جانا وفرحنا معاه..أهلا رمضان”، ويردد الأطفال أغنية أحمد عبد
القادر “وحوي يا وحوي إيوحه .. رحت يا شعبان، جت يا رمضان وحوينا
الدار..والخير أهو بان.. هل هلالك شهر مبارك”، أو أغنية عبد العزيز محمود
“مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت بآمان..بعد انتظارنا وشوقنا جيت يا
رمضان..مرحب بقدومك يا رمضان..إن شا لله نصومك يا رمضان”.
وتنقضي الأعوام وتتطور الأغنيات ويدخل عالم الغناء والطرب
المئات منشدين مئات أخرى من الأغنيات للشهر الكريم في كل عام، لكن تظل هذه
الأغنيات التراثية، وغيرها من التواشيح لا ينازعها منازع في وجدان وذاكرة الشعوب،
وكأن الصيام لا تكتمل روعته وصفاؤه إلا معها.
ولكل أغنية من تلك الأغنيات التي تهفو معها القلوب وترتحل
غالى أجواء الصفاء والبهجة، قصة من نوع آخر لا تقل إثارة وجمالا عن كلمات هذه
الأغنيات وخلودها، فأغنية “رمضان جانا” قدمها محمد عبد المطلب في
خمسينيات القرن الماضي، وكتب كلماتها الشاعر حسين طنطاوي، ولحنها محمود الشريف،
لتصبح بعد ذلك بمثابة الإعلان الرسمي عن قدوم الشهر الكريم، ولا يختلف الحال
بالنسبة لأغنية الثلاثي المرح الشهيرة “أهو جه يا ولاد..هيصوا يا ولاد.. أهو
جه يا ولاد” حيث أضفت نوعاً من البهجة والشقاوة على أغاني رمضان بالتركيز على
الأطفال.
في الماضي كانت الناس حياتها أكثر هدوءا وإيقاعها فيه
مساحة للتلقي والاستمتاع بما يتلقونه من فنون على رأسها الفنون السمعية، فكانت
ملامح رمضان كلها لها طعم مختلف وظروف أخرى، وكذلك العلاقات الأسرية والدينية
والاجتماعية، بما في ذلك درجات استمتاع الناس بالحياة والمناسبات وما يعبر عنها
مثل أغنيات رمضان التي لم تكن مجرد أغنيات، بل كانت لحمة موصولة في نسيج الحياة
اليومية للمواطن المصري والعربي لأنه يعيش تفاصيلها.
قد يقول البعض عن حال اندثار هذا النوع من الأغنيات أنّ
المسألة اليوم مسألة مناخ وظروف عصر، بل المسألة أولا وأخير مسألة ذوق وإحساس،
وبدونهما لن يكون لأي شيء قيمة في الفن أو غيره..عاشت أغنيات زمان، لأن الأجيال
الصغيرة تناقلتها عن أسرها وأجدادها كموروث ثقافي عاشه أولئك الناس وتعايشوا معه،
فارتبط في أذهانهم بأشياء جميلة برغم إنهم لم يعيشوها !!
ومصر الأكثر خصوصيّة في شهر رمضان، والأغنى تراثاً في
الاحتفاء بقدوم الشهر الكريم ولها فيه تراثها الخاص في الفن الشعبي .
ويحكي التاريخ أن جوهر الصقلي وزير المعز لدين الله ، كان
في استقبال المعز بالقاهرة وأعد له موكبا كبيراً، امتد من شارع بين القصرين إلى
مخارج القاهرة، حيث وقف الأطفال يمسكون الفوانيس الزجاجية، وأثناء وقوفهم كان
أتباع الصقلي يوزعون عليهم الحلوى وكانت هذه المناسبة بداية انطلاق الأغنية
الشهيرة “اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني” حيث تم الربط بين جوهر
الصقلي الذي بنى القاهرة وبين توزيع الحلوى..
في هذا الجو بزغت أغنية “وحوي يا وحوي” كواحدة
من أبرز الأغنيات التي يستهل بها الشهر الكريم، ودشنت ببزوغها يؤكد المؤرخون أنها
أول أغنية رمضانية شعبية وهناك مصادر أخرى تؤكد أن هذه الأغنية يرجع تاريخها إلى
العصر الفرعوني ويدللون على كلامهم بأن كلمة «اليوحة» مأخوذة من كلمة «ايوح» والتي
تعني اسم القمر لدى الفراعنة.
ولعل هذه الأغنية أشهر أغاني شهر رمضان على الإطلاق بل
أولها كما قال المؤرخون وفيها تجد من أدوات
التراث الفانوس،
ستان العيد،رؤية الهلال، والطقوس القديمة، ثمّ أصبحت أغنية
من التراث وهي من تأليف:حسين حلمي المانسترلى
وألحان أحمد شريف غناها المطرب والملحن الراحل أحمد عبد القادر….
وحوي يا وحوي
أياحة
روحت يا شعبان
وحوينا الدار جيت يا رمضان
هل هلالك و البدر أهوه بان
يالا الغفار
شهر مبارك و بقاله زمان
يالا الغفار
شهر مبارك و بقاله زمان
محلا نهارك بالخير مليان
وحوي يا وحوي
أياحة
روحت يا شعبان
وحوي بدار جيت يا
رمضان
جيت في جمالك سقفوا
يا عيال
يالا الغفار
محلا صيامك فيه صحة و عال
يالا الغفار
محلا صيامك فيه صحة و عال
نفدي و صاللك بالروح و
المال
وحوي يا وحوي
أياحة
روحت يا شعبان
وحوي بدار جيت يا
رمضان
طول ما نشوفك قلبنا
فرحان
يالا الغفار
يكتر خيرك أشكال و ألوان
يالا الغفار
يكتر خيرك أشكال و ألوان
بكرة في عيدك نلبس
فستان
وحوي يا وحوي
أياحة
روحت يا شعبان
وحوي بدار جيت يا
رمضان
هاتي فانوسك
ياختي يا إحسان
يالا الغفار
أه يا ننوسك في ليالي رمضان
يالا الغفار
أه يا ننوسك في ليالي رمضان
ماما تبوسك و باباكي
كمان
وحوي يا وحوي
أياحة
روحت يا شعبان
وحوي بدار جيت يا
رمضان